الفريق أول شنقريحة يعبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري "الجزائري – الإيطالي"
- نشر في 02 أكتوبر 2024
كشفت مصادر من بنك الجزائر، أمس لـ"الرائد"، عن نزيف في السيولة تشهدها عدد من البنوك هذه الأيام، بسبب إقدام الآلاف من أصحاب الأرصدة، منهم رجال أعمال ومواطنون عاديون، على سحب مبالغ كبيرة من أموالهم خوفا من تداعيات الحراك الشعبي الذي تعرفه الجزائر هذه الفترة، وهو نفس ما شهدته مراكز البريد، في وقت لا تزال العديد من الأطراف تدعو عبر مواقع التوصل الاجتماعي لعصيان مدني، ما جعل الجزائريين يسارعون لتخزين المواد الأساسية الضرورية.
• رجال أعمال وأصحاب شكارة يتسببون في نزيف سيولة بالبنوك
وحسب مصادر من بنك الجزائر، فإن حادثة حرق وكالة بنكية تابعة لبنك الجزائر الخارجي بعد مسيرات الجمعة الماضية أقلقت العديد من أصحاب الأرصدة، خاصة من رجال الأعمال وأصحاب الشكارة، وهو ما جعل هؤلاء يسارعون لسحب مبالغ ضخمة من أرصدتهم مع تقديم مئات الطلبات لسحب مزيد من المبالغ في الفترة المقبلة، خوفا من تداعيات الحراك الشعبي الموجود حاليا وإمكانية استغلال بعض الأطراف لهذا الحراك السلمي كغطاء من أجل القيام بعمليات نهب أو حرق لفروع البنوك. من جانب آخر، أكدت ذات المصادر أن هناك العديد من رجال الأعمال من أودعوا طلبات لسحب المبالغ الضخمة الموجودة في أرصدتهم بسبب عدم استقرار الوضع حاليا وتخوفهم من أي تغييرات في النظام قد تؤثر على المزايا الممنوحة لهم وعلى نفوذهم الاقتصادي، خاصة في ظل الضبابية حول موقف هؤلاء من الحراك الشعبي والانقسام الذي عرفته عدد من التنظيمات، منها الأفسيو الذي شهد عدة ستقالات متتالية بسبب موقف المنتدى من الحراك الشعبي واستمراره في دعم العهدة الخامسة.
• عمليات تهريب العملة نحو الخارج ترتفع
بالمقابل، فقد عرفت عمليات تهريب العملة الصعبة، في هذه الفترة، ارتفاعا كبيرا حيث تسجل مصالح الجمارك عبر مطارات الولايات الكبرى، بشكل يومي، عمليات لتهريب عملة صعبة نحو الخارج من طرف جزائريين وحتى رعايا أجانب، وهو ما ربطه بعض المتابعين بالحراك الشعبي القائم وتخوف البعض من إفرازات سلبية قد تنعكس على الوضع الاقتصادي والمالي للجزائر، المرتبطين بطريقة مباشرة مع الوضع السياسي والاجتماعي. وقد كانت آخر عملية لتهريب العملة الصعبة ما تم ضبطه أمس الأول من طرف شرطة مطار هواري بومدين، حيث تم إحباط عملية تهريب 14 ألفا و400 دولار، بالإضافة إلى 7500 أورو، لتبقى هذه المبالغ لا تقارن بالملايين التي تهرب من طرف أصحاب الشكارة ورجال المال والأعمال.
• ضغط بالمراكز البريدية والجزائريون يسحبون مدخراتهم
هذا وقد عرفت مراكز البريد، في اليومين الماضيين، حركية كبيرة من طرف الجزائريين الذين فضلوا سحب أموالهم مخافة تسجيل أي أزمات سيولة أو اضطرابات في عمليات السحب، أو حتى استغلال بعض الأطراف الحراك الموجود حاليا من أجل التسبب في عمليات تخريب أو سرقة. وأشار عدد من عمال مراكز البريد لـ"الرائد"، خاصة بالمراكز المتواجدة بالأحياء الشعبية، أن هذه الأخيرة شهدت يومي الأربعاء والخميس الماضيين ضغطا كبيرا من طرف الزبائن لسحب مدخراتهم في الحسابات الجارية وحتى حسابات التوفير، وهو ما خلق أزمة سيولة عبر عدد من المراكز خاصة مع نهاية الأسبوع.
• البنوك ومصالح البريد تفرغ الموزعات الآلية من السيولة
من جانب آخر، تشهد الموزعات الآلية للبنوك وحتى تلك التابعة لبريد الجزائر نقصا في السيولة، حيث يبدو أن مصالح هذه البنوك وكذا مصالح بريد الجزائر تعمدوا إفراغ هذه الموزعات من السيولة المالية مع نهاية الأسبوع، خوفا من مسيرات الجمعة وإمكانية استغلال البعض هذه المسيرات السلمية لأغراض أخرى. وقد تعذر على الجزائريين، أمس، سحب أموالهم عبر الموزعات الآلية التي كانت جلها إما خارج نطاق الخدمة أو دون سيولة مالية، وهو ما أزعج زبائن البنوك وبريد الجزائر.
• دعوات لإضراب عام تحدث حالة طوارئ لدى العائلات
بالمقابل، فإن تداول دعوات للعصيان المدني وحديث بعض الصفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن إضراب عام سيدخل فيه التجار والمؤسسات بداية من يوم الأحد، قد خلق حالة طوارئ لدى جل العائلات الجزائرية التي سارعت لاقتناء المواد الأساسية من زيت وسكر ودقيق وتخزينها، خوفا من اضطرابات في التموين خلال الأيام المقبلة، وهو ما تسبب في حالة من الفوضى في الأسواق وندرة أولية في بعض المواد، على غرار حليب الأكياس الذي شهد توزيعه أمس وأمس الأول أزمة حقيقية، خاصة على مستوى الأحياء الشعبية الكبرى.
• أزمة تموين وممثلو التجار يطمئنون
وبسبب هذه الدعوات وإقبال الجزائريين على تخزين المواد الأساسية، سارعت الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين، لتطمين المستهلكين ونفت تسجيل ندرة في المواد الاستهلاكية في الأسواق نتيجة خلل في شبكة التوزيع. وأكد رئيس جمعية التجار، الطاهر بولنوار، أمس، أنه لن يتم تسجيل أي إضرابات على مستوى التجار وأن التموين بالسلع والبضائع يتم بصفة عادية عبر أسواق الجملة والتجزئة والمساحات التجارية التي تبقى مفتوحة طيلة أيام الأسبوع، داعيا الجزائريين لعدم الانصياع وراء الإشاعات وعدم تخزين المواد الاستهلاكية بشكل يخلق أزمة مفتعلة. غير أن تطمينات، سواء السلطات المحلية وكذا ممثلي التجار، لم تقنع الجزائريين خاصة أن الحراك الحالي غير مؤطر ولا تسيره جهة معينة تصدر القرارات والدعوات للإضراب والتظاهر، وإنما مجرد دعوات شعبية بين الجزائريين، وهو ما قد يجعل أي دعوات للإضراب تنتشر بشكل كبير بين الجزائريين، وقد يلبيها البعض لتتحول إلى واقع كما حدث مع المسيرات السلمية التي بدأت في نطاق ضيق لتتحول إلى قضية كل أسرة في المجتمع الجزائري.
س. زموش