دولي

هنية يدعو لحكومة سياسية فلسطينية لمواجهة الأخطار وتُحضر لانتخابات شاملة

تحدث هنية مطولاً عن زيارته للقاهرة التي استمرت 24 يوماً

    • علاقة حماس مع مصر دخلت مرحلة الحوار الاستراتيجي

 

أكد رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، أن زيارته الأخيرة لمصر، بحثت العديد من الملفات المباشرة وذات الجهد المصري خاصة ملف المصالحة والعلاقات الثنائية وحصار غزة، والجهود التي تبذل من أجل إنهاء الحصار، لافتاً إلى أن العلاقة مع مصر دخلت في فضاء الحوار الاستراتيجي، جاء ذلك، خلال لقاء هنية بالصحفيين تعقيباً على الزيارة الأخيرة لوفد حركة حماس للقاهرة، والتطورات المتسارعة على القضية الفلسطينية والمنطقة العربية عمومًا.

أشاد إسماعيل هنية، بالرسالة السامية التي يؤديها الإعلام الفلسطيني والعربي والإسلامي المتضامن مع القضية والشعب، واصفاً إياه بمنصات المقاومة في هذا السياق الذي يتفهمه كل العالم.

ولفت إلى أنه من خلال التطورات الإعلامية والحديث مع الذين يعيشون خارج المنطقة العربية، أكدوا أن الرواية الفلسطينية، لها تأثير كبير في إعادة الاعتبار لهذه القضية ومواجهة الرواية الصهيونية وإظهار المظلومية وتكريس الحق الفلسطيني.

وأعرب هنية عن تقديره وتعزيزه، بالإعلام الفلسطيني، وبجهده ونضاله وقدرته على مواجهة التحديات كافة، موجهاً التحية والتقدير لأبناء الشعب الفلسطيني خاصةً المرابطين في القدس وساحات المسجد الأقصى المبارك.

وأوضح أن الزيارات الأخيرة تأتي في إطار التواصل الدائم مع الأشقاء العرب، موضحاً أنه في كل زيارة تكون القضية الفلسطينية محور النقاشات والحوارات مع المسؤولين في أي دولة عربية وإسلامية خاصةً مصر لما تمثله من دور وجغرافيا وتاريخ للقضية الفلسطينية.

وبين رئيس حركة حماس، أن عدة ملفات كانت على طاولة النقاشات مع مصر؛ المصالحة والعلاقة الثنائية وحصار غزة، وكيفية التعامل مع الملفات كافة، والأوضاع السياسية والتطورات التي تواجهها القضية الفلسطينية.وأضاف أن الزيارة بحثت في سياق تطوير العلاقات مع مصر، مؤكداً أن العلاقة مع مصر دخلت في فضاء الحوار الاستراتيجي المنفتح على كل الملفات بعمق.

وبشأن مدة الزيارة، التي عدّها البعض أنها قد طالت، وقد فسر هنية أن طول مدة زيارة وفد حماس إلى القاهرة هو وجود طبيعي، وليس استثنائيا باعتبارها حاضنة عربية للقيادات وحاضنة عربية للنضال والمقاومة الفلسطينية وللوجع والألم الفلسطيني.

وأضاف هنية أن طول مدة الزيارة جاءت كذلك بسبب طبيعة الملفات التي بحثت، ولا يمكن الإحاطة بها خلال ساعات أو أيام، ولإنجاز العديد من الملفات التي بحثت، وكذلك بسبب وعد من وزير المخابرات المصرية أن ملف المختطفين الأربعة سينتهي، فكانت الجهود تبذل من أجل انتهاء الملف، فحرصت الحركة على العودة بالشبان الأربعة.

وقال هنية: "ركزنا على 5 ملفات لبحثنا ونقاشنا مع مدير المخابرات المصري عباس كامل وقيادة المخابرات العامة؛ يتمثل أولها في الملف السياسي واستعراض التطورات السياسية على سبيل القضية الفلسطينية والحديث عن التحديات وصفقة القرن وما يجرى الترتيب له في المنطقة وانعكاس ذلك على ما تتعرض له مدينة القدس والقرارات الأمريكية، ومحاولات تصفية قضية اللاجئين، ومحاولات الفصل بين الضفة وغزة، والمخاطر التي تتعرض لها الضفة الغربية وتغول المستوطنين".وأضاف هنية: "إن فلسطين تتعرض لتهديد استراتيجي حقيقي، خاصة ما تتعرض له رمزيات القضية الفلسطينية بغطاء أمريكي واضح ومساعدته، وقد أكدنا للمسؤولين المصريين رفضنا المطلق لصفقة القرن، وعدم التنازل عن أي شيء يتمثل في الحق الفلسطيني في أرضه ومقدساته وعاصمته والوحدة الجغرافية".

 

    • الوضع الداخلي والحصار

 

وأشار هنية إلى أن طاولة الحوار مع مصر ناقشت سيناريو اللقاءات والحوارات بشأن المصالحة الفلسطينية، واستعادة الوحدة الوطنية، "وأكدنا للمسؤولين المصريين أن وحدة شعبنا ضرورة بسبب المخاطر التي تحيط بالقضية الفلسطينية".

وأشار هنية إلى الحصار الذي يسيطر على قطاع غزة، وما زاد من خطورته وتفاقمه بالقرارات التي اتخذتها السلطة تجاه غزة بما في ذلك قطع رواتب ذوي الشهداء والأسرى.

وبين أنه جرى خلال الحوارات تقييم التفاهمات التي رعتها مصر مع الكيان "الإسرائيلي"، وتنفيذ الاستحقاقات المطلوبة منه، موضحاً أن تقييم حركة حماس أن الاحتلال تنصل من التفاهمات ولم ينفذ ماهو مطلوب منه، وعرج على حادثة القوات الخاصة في خانيونس.

 

    • الشبان الأربعة

 

وحول الشبان الأربعة المختطفين، بين هنية أن الأخوة في مصر تحملوا المسؤولية القومية في الإفراج عنهم، لافتًا إلى أن هذا الملف كان حاضرًا في كل زيارات الحركة ولقاءاتها مع مصر.

ولفت إلى أن الإفراج عنهم يحمل دلالات إيجابية؛ حيث تعكس مستوى وطبيعة العلاقة بين حماس وغزة والدولة المصرية؛ "ما يؤذن لمرحلة بها الكثير من التشاور والتفاهم".

وأوضح أن الملف الأمني كان يُثقل الزيارات التي تجريها الحركة لمصر، وبين الجهود المبذولة التي تقوم بها الأجهزة الأمنية في قطاع غزة لمنع أي محاولة للإضرار بالأمن القومي الفلسطيني والمصري.وقال: "الأذرع الأمنية الفلسطينية تعمل في غزة، وليس لدينا أي عمل خارج حدود القطاع"، مشددًا على أن غزة مصدر تأمين لمصر.

 

    • التفاهمات مع الاحتلال

 

وبشأن التفاهمات الأخيرة مع الاحتلال، أكد رئيس حماس أن مصر بصدد القيام بدفعة جديدة لإلزام الاحتلال بالتفاهمات، "وما يجب أن نفعل على المدى البعيد".وبين أن الاحتلال تنصل من التفاهمات عمليًّا، ولم يبدأ بالتحضير للمرحلة الثانية من التفاهمات؛ بل قام بعملية اختراق أمني في خانيونس وكادت أن تفجر الأوضاع تفجيرًا شاملًا.

ونصت التفاهمات التي رعتها مصر وقطر والأمم المتحدة على مرحلتين؛ الأولى لمدة أسبوعين والثانية لستة أشهر؛ على مشاريع مهمة واستراتيجية للقطاع في ملفات الكهرباء والتشغيل.

 

    • المصالحة الفلسطينية

 

وفي ملف المصالحة الفلسطينية، جدد هنية التأكيد أن حماس ترى أن الوحدة ضرورة استراتيجية، "وقدمنا للأخوة في مصر أسباب تعثر المصالحة حتى اللحظة، وكيف يمكن إحداث اختراق في هذا الأمر".

وقال هنية: "أقول لإخوتنا في حركة فتح: نحن أمام خطر استراتيجي حقيقي، وأي فصيل وحده لا يستطيع مواجهة هذا الخطر، لكن نستطيع ذلك حينما نكون موحدين".وأضاف: "تعثر المصالحة يُلقي بظلاله على الكل الوطني وعلى المواطن في غزة بفعل العقوبات التي تفرضها السلطة"، مشددًا على أن "حماس لن تتخلى عن مسؤولياتها".وشدد بالقول: "لسنا بفائض من الوقت؛ فالخطر يقف على أبوابنا مباشرة، ولا نستطيع مواجهته إلا بموقف فلسطيني موحد وقوي".وأشار إلى أنه بيّن للمصريين "كيف يمكن أن نتجنب الإخفاق حال الرغبة المصرية لدعوة الفصائل مجددا لتحقيق المصالحة".

وشدد هنية على أن تحقيق المصالحة يتأتى من خلال "تطبيق الاتفاقيات الموقعة -لا نريد اتفاقيات جديدة-، وتشكيل حكومة وحدة وطنية من الفصائل، لا تكنوقراط أو توافقية، والتحضير لانتخابات شاملة (رئاسية وتشريعية ومجلسا وطنيا، يصاحبها رفع كل العقوبات على قطاع غزة)".

وجدد تأكيد حركته رفضها عقد انتخابات تشريعية وحدها، أو إجراء انتخابات في الضفة دون غزة أو انتخابات دون القدس.ويتبع خطوات تحقيق المصالحة -وفق هنية- البحث في الموضوع السياسي والتوافق على البرنامج السياسي الذي نتوافق عليه في هذا المرحلة "عبر دعوة الإطار القيادي المؤقت أو الأمناء العامّين للفصائل".

 

    • منظمة التحرير

 

كما شدد هنية على أن حماس تريد منظمة التحرير، لكنه استدرك بالقول: "نريدها أن تكون قيادة جامعة وقوية وبعافية"، ويُعاد بناؤها من باب المجلس الوطني بإجراء الانتخابات.وحول التحركات الأمريكية الأخيرة، أكد هنية أن ما ظهر منها من رؤية يؤكد الانحياز السافر لأمريكا وانتقالها لمربع التبني الكامل، وهي حركة أمريكية خطيرة وذات تأثير مباشر على الكيان السياسي الفلسطيني.

وفي ملف آخر، وجه هنية نداءً للسلطات الليبية بضرورة الإفراج عن الإخوة الفلسطينيين المحكومين لديها هناك بتهمة الانتماء لحركة حماس.وأبدى استغراب الحركة من الحكم الصادر بحق ممثل حماس في ليبيا على مدار سنوات، مروان الأشقر، وبين أنها لا تتماشى مع التاريخ الليبي ودعمها لشعبنا.

من نفس القسم دولي