الحدث

تعهدات لربح الوقت أمام شارع غبر قابل للالتفاف على مطالبه!

بين وعود سابقة وتعهدات قادمة

أسقطت الوعود التي أطل بها على الجزائريين عشية أمس رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الطامح للاستمرار في الحكم لعهدة رئاسية جديدة عقب اقتراع الشهر الداخل، مقاربة تجاوب النظام مع حراك الشارع الذي بدأت ملامحه في رئاسيات 2014 وتجسد بقوة في 2019، بالمقابل كان الفشل الأكبر في جناح المعارضة التي لم تحسن استغلال الحراك لصالحها لا شعبيا ولا سياسيا أيضا، وكرر الطرفان في امتحان اليوم سيناريوهات سابقة يؤكد المراقبون أنها شبيهة بما كان عليه الوضع في 1999 يوم انسحب الساسة لصالح المرشح آنذاك عبد العزيز بوتفليقة والذي تسلم الحكم لعشرين سنة ويرغب في المزيد.

واتسمت تعهدات الرئيس عبر الالتزامات الستة بعدم وضوح آليات تحقيقها وعدم وجود تواريخ محدد لآليات تطبقها وإبقاء الآليات الدستورية الحالية على غرار مراجعة الدستور وقانون الانتخابات وآليات الرقابة للانتخابات مما يعيدنا إلى خطاب سطيف الشهير في 2012 الذي تعهد فيه بتسليم المشعل للجيل الجديد بمقولته الشهرية "جيلي طاب جنانو"، ومضى على ذلك الخطاب 7 سنوات كاملة ولم يتم تحقيق أي شيء منه مما جعل المراقبون يتوقعون أن هذه التعهدات الستة مجرد ربح للوقت كما كان من قبل وهي نوع من أنواع الالتفاف على مطالب الشعب الذي أصبح لا يؤمن إلا بالملموس ومن الصعب أن يتحرك عن موقفه أمام إصراره على افتكاك حقوقه ومطالبه وفرضها على الجميع وتبقى الأيام القادمة حبلى بما يمكن أن تلده عبقرية الجزائريين أو ما يمكن أن تتعامل به السلطات مع تطورات الأوضاع المحتملة التي لا يبدو في مجملها أنها تتجه نحو الانفراج.

خولة بوشويشي

من نفس القسم الحدث