الحدث

” لا للعهدة الخامسة ” تزين شعارات الرافضين للاستمرارية...

المتظاهرون قدموا مشاهد حضارية عن السلمية والوعي

مشادات، شغب وحرق للممتلكات في "جمعة الغضب" بسبب بعض المندسين بالعاصمة 

    • حنون، نكاز، مقري، جاب الله وبوحيرد ينزلون للشارع ويدعمون مسيرات الجزائريين

    • 56 جريحا و45 موقوفا في مسيرات الجمعة كانوا تحت تأثير المهلوسات

 

ردد آلاف المتظاهرين الرافضين للاستمرارية في مسيرات جمعة الحسم شعارات صبت جميعها في خانة تمسك هؤلاء بخيار التعبير عن رفضهم لترشح رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رئاسية جديدة وهو يقبل هذا الأحد على تقديم ملف ترشحه لهذا الاستحقاق الانتخابي، حيث يحاول الرافضين لقراره استكمال الضغط حتى هذا التاريخ لحثه على التراجع عن قرار، وبدأت المظاهرات منذ ما بعد صلاة الجمعة وحتى السادسة مساء سلمية غير أن الأوضاع تحولت إلى حلقة صراع وشغب في كبرى شوارع الجزائر العاصمة بعد صلاة المغرب بين بعض المحتجين وأعوان الشرطة تسبب فيها هؤلاء في حرق بعض الممتلكات خاصة على مقربة من قصر المرادية الذي يبقى رهان المحتجين في إسماع صوتهم رغم تواجد رئيس الجمهورية خارج أرض الوطن لغاية كتابة هذه الأسطر أين يخضع لفحوصات طبية وصفتها رئاسة الجمهورية بالعادية في سويسرا منذ أيام، وحرص الجزائريين على تقديم صورة حضارية في عدد من ولايات الوطن التي خرج فيها هؤلاء للتعبير عن رفضهم للاستمرارية كما حرصوا على توجيه رسائل قوية للحكومة وعلى رأسها الوزير الأول أحمد أويحيى الذي شبه مساعيهم بتحويل البلاد مثل سوريا بالقول أن هدفهم إيصال البلاد إلى مصاف القوى الكبرى الأخرى وليس ما دونها.

 

    • ” لا للعهدة الخامسة ” تزين شعارات الرافضين للاستمرارية...

 

"مانحرقوش للغربة نحرقولكم راسكم"، "لا للعهدة الخامسة"، "الجيش الشعب خاوة...خاوة"، "ارحل يا أويحيى" هكذا ردد المحتجون طيلة أكثر من 4 ساعات في شوارع كبرى ولايات الوطن نهار أمس تعبيرا منهم عن رفضهم للعدة الخامسة ولترشح رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رئاسية جديدة، حيث جدد الرافضون في ثاني جمعة لهم في الشارع التعبير عن هذا الخيار الذين يريدون من خلاله ثني الرئيس عن تقديم ملف ترشحه لهذا الموعد الانتخابي الذي سيجرى في الـ 18 من شهر أفريل الداخل، وذلك مع بداية العد العكسي لانقضاء المهلة القانونية لوضع الملفات بالمجلس الدستوري.

ولم تكن جمعة الحسم كما أطلق عليها المتظاهرون بنفس حراك الجمعة الأولى بل كانت أعمق من خلال الرسائل والشعارات التي رددها هؤلاء المحتجون طيلة الـ 4 ساعات من الزمن بالجزائر العاصمة كما أن نوعية الحضور كان مختلفا عن حراك الجمعة الماضية، إذ خرجت عائلات بأكملها في صورة حضارية قدمها المتظاهرون للحكومة أولا وللقوى الغربية التي تنتظر ربيعا عربيا في الجزائر وهو الذي يحرص بعض العقلاء على عدم الوصول إليه وعدم تحقيقه أيضا في بلادنا.

ويبدو لافتا من خلال الشعارات رفضا كبيرا لتصريحات المسؤولين وفي مقدمتهم يأتي الوزير الأول أحمد أويحيى وحكومته حيث رفعت شعارات عديدة في أوساط المحتجين تندد بتصريحات هؤلاء آخرها ما جاء على لسان الوزير الأول من قبة البرلمان الخميس الماضي من مقاربات حول مصير البلاد من استمرار المتظاهرات.

 

    • المتظاهرون قدموا مشاهد حضارية عن السلمية والوعي

 

وردا على ذلك فاجأ المحتجون خاصة الشباب أعوان الشرطة الذين غصت بهم الأحياء الكبرى بالجزائر العاصمة، من خلال تقديم صور سلمية وحضارية قلما نجدها حيث فتح هؤلاء المسالك التي أغلقتها سلاسل بشرية من أعوان الشرطة بطريقة سلمية وبشعارات "خاوة خاوة"، فيما حرص كبار السن من المحتجين على منع أي احتكاك قد يحدث بين المحتجين وبين أعوان الشرطة من خلال تقدمهم في الكثير من الصفوف خاصة بالأماكن التي كان هؤلاء يطوقونها بشكل كبير، وعقب نهاية الاحتجاجات وفي مختلف ولايات الوطن حرص عدد من المحتجين على تنظيف الشوارع ورفع القمامات التي كانت في الغالب قارورات من المياه وأخرى من مادة "الخل" التي تدعموا بها لمواجهة الغاز المسيل للدموع والذي تبادله هؤلاء فيما بينهم طوال الحراك.

 

    • حنون، نكاز، مقري، جاب الله وبوحيرد ينزلون للشارع ويدعمون مسيرات الجزائريين

 

وكما كان متوقعا لم تفوت الأحزاب المعارضة فرصة هذا الحراك لمحاولة الاحتكاك بالشعب الذي طلق السياسة بالثلاث حيث نزل رؤساء عدّة أحزاب معارضة لأحياء العاصمة في محاولة منهم لتسجيل نقطة في رصيدهم عند الشعب، وتقدم صفوف المحتجين رئيس حزب طلائع الحريات علي بن فليس، والوزير السابق أحمد بن بيتور الذين توافدا على ساحة البريد المركزي وأودان بوقت مبكر فيما فضل رئيس جبهة العدالة والتنمية النزول للشارع عقب صلاة الجمعة ولم يستجب المتظاهرون لحراك هؤلاء مثلهم مثل زعيمة حزب العمال التي نزلت في وقت متأخر لتسجيل موقف حزبها الداعم لهذا الحراك، وعلى عكس هؤلاء صنعت المجاهدة جميلة بوحيرد الحدث رفقة رشيد نكاز الناشط السياسي المثير للجدل في الجزائر حيث هتف لهم المحتجون كثيرا وأبدوا شكرهم لهذا التفاعل الذي يجدونه من هؤلاء وأكد حراك الأمس القطيعة المستمرة بين الأحزاب المعارضة وبين الشعب الذي عبر بعضهم عن رفضهم لهم مثل رفضهم للنظام القائم اليوم.

 

    • 56 جريحا و45 موقوفا في مسيرات الجمعة كانوا تحت تأثير المهلوسات

 

ومباشرة بعد صلاة العصر وبداية حلول وقت المغرب طالب المحتجون عبر صفحات الفايسبوك بضرورة العودة إلى المنازل وإنهاء المسيرات على السادسة والنصف تماما وهي النداءات التي استجاب لها الكثيرون غير أنه وبمباشرة مع حلول صلاة المغرب وبعد انقضائها تحول الحراك في الجزائر العاصمة إلى شغب وعنف بين بعض المحتجين وأعوان مكافحة الشغب تبادل فيها الطرفان الغاوات المسيلة للدموع من قبل الشرطة والحجارة من قبل المحتجين، ولم يتوقف الحراك عند هذا فقط بل تم تخريب وحرق منشآت غير بعيد عن قصر رئاسة الجمهورية من قبل بعض المشاغبين المندسين بين المحتجين أتلف على إثرها سيارات ومقر وكالة بنكية كما حاول هؤلاء الدخول لمبنى التلفزيون العمومي غير أن تصدي أعوان الشرطة لهم وحكمتهم في التعامل مع الأحداث حالت دون ذلك.

وبعد ذلك أعلنت المديرية العامة للأمن الوطني، مساء الجمعة، عن تسجيل 56 جريحا في صفوف عناصر الشرطة وسبعة مواطنين في المسيرات التي عرفتها عدة مناطق من البلاد، وأفاد المصدر نفسه توقيف 45 شخصا خلال ارتكابهم أعمال عنف وتخريب أهمها حرق سيارة ووكالة بنكية قرب فندق الجزائر، وتم تسجيل وفاة شخص (60 سنة) إثر نوبة صرع أمام فندق الجزائر خلال المسيرات غير أنه لم يكن بسبب تعرضه للتعنيف كما حاول البعض الترويج له، فيما حاول مجهولون اقتحام فندق الجزائر وإحراق سيارة، وكذا اقتحام محطة وقود وسرقة خزينة المحطة في شارع أول ماي، وأشارت في بيان لها أن المشاغبين تبين بأنهم كانوا تحت تأثير المهلوسات والمخدرات وقاموا بسرقة خزانة فولاذية غير أن مصالح الأمن استرجعتها في ظرف قياسي.

وتبرأ ناشطون شاركوا في المسيرات من أعمال الشغب التي وقعت في ختام الاحتجاج بالعاصمة، والتي جاءت بعد دعوات لإنهاء التظاهر الذي اتسم بالسلمية دون وقوع حوادث منذ انطلاقه.

وغير بعيد عن حراك العاصمة لم تكن ولايات وطننا بعيدة عن هذا الحراك حيث خرجوا بقوة وسجلوا حضورهم تعبيرا عن دعمهم وتأييدهم لهذا المسعى الرافض للاستمرارية حيث خرجوا في عدّة ولايات بأعداد لا بأس بها صنعوا من خلالها مظاهر سلمية وواعية.

ففي ولاية البيض احتج المتظاهرون أمام مقر الولاية أين هتفوا ضد العهدة الخامسة وحملوا شعارات يطالبون فيها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بالعدول عن ترشحه أو من يدعمون ترشحه لاستمرارية على نفس النهج الذي آخر الجزائر وأسس لمصير مجهول لا يكفل حقوق المواطنين في العيش الكريم مع تكريس التمييز والعبث بثروات الجزائر والمال العوم حسب مجمل أراء المحتجين.

وفي ولاية الجلفة عبر مئات المواطنين بعدد من بلديات الولاية عن رفضهم لترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة خامسة، في مسيرة سلمية جرت في ظروف عادية وجابت جل الطرقات الرئيسية للمدينة، كانت مناسبة لرفع مطالب وشعارات مرتبطة بالحريات والديمقراطية وأخرى محذرة لمدير الحملة عبد المالك سلال.

أما في ولاية الوادي فقد خرج آلاف المواطنين في مدينتي الوادي والمغير في مسيرات سلمية حاشدة تعبيرا عن رفضهم لعهدة خامسة للرئيس المترشح عبد العزيز بوتفليقة المنتهية ولايته، وشارك في المسيرات الشعبية آلاف المواطنين أغلبهم من الشباب، بينهم ممثلو ومناضلو بعض الأحزاب السياسية وتنظيمات وجمعيات مدنية منها حركة مجتمع السلم وجبهة رفض ولجنة البطالين وعديد الإطارات من نقابات مستقلة على غرار مسيرة الوادي، وجابت الاحتجاجات ساحة الشباب حتى ساحة الشهداء مرورا بمقر الولاية وانتهاء بساحة الشهيد حمه لخضر، حاملين الرايات الوطنية  وعديد اللافتات التي كتبوا عليها شعارات تعبر عن مطالبهم منها " الجزاير حرة حرة.. والعصابة برا برا" و" جيش شعب خاوة خاوة" و"لا لحكم العصابات" وغيرها من الهتافات.

كما نظم سكان ولاية سيدي بلعباس مسيرة شعبية حاشدة جاب من خلالها الآلاف الشوارع الكبرى لمدينة سيدي بلعباس وذلك مباشرة بعد الانتهاء من تأدية صلاة الجمعة، انطلقت من وسط مدينة سيدي بلعباس صوب حي سيدي الجيلالي الكبير مرورا بشارع "قرموش محمد" مرددين شعارات.."جمهورية ماشي ملكة" بعد أن اطلقوا العنان لحناجرهم أمام مقر محافظة الحزب العتيد نندو فيها برفضهم لسياسة الحزب ولمرشح الموالاة أيضا.

أما بولاية تيزي وزو فقد طالب المحتجون صراحة برحيل النظام، وردد المشاركون في حراك الأمس شعارات مناهضة للسلطة رافعين لافتات تعكس أملهم الوحيد لإنقاذ البلاد في كون ذلك لن يكون إلا عن طريق ذهاب هذا النظام ككل.

 

    • الصحافة الدولية تتحدث عن مليونية ضد ” العهدة الخامسة ”

 

وعكس حراك الجمعة الماضي، أبدت سائل إعلام دولية عديدة اهتماما واضحا بما يحدث في الجزائر، وتفاعلت بقوة مع يحدث في الشارع منذ صباح الأمس ووصفت عدّة تقارير إعلامية أن الحراك في جمعة الغضب كما أطلقه البعض كان مليونية شارك فيها مختلف الجزائريين على مختلف مشاربهم واهتماماتهم

وقالت وكالة رويترز العالمية، في برقية لها تحت عنوان الشرطة الجزائرية تطلق الغاز المسيل للدموع لتفريق محتجين في العاصمة، أن شهود عيان قالوا إن الشرطة الجزائرية أطلقت الجمعة الغاز المسيل للدموع لتفريق آلاف المحتجين في العاصمة الذين يتظاهرون ضد اعتزام الرئيس بوتفليقة الترشح لولاية خامسة في انتخابات تجرى في أفريل ليمد حكمه الذي بدأ قبل عشرين عاما، وأشارت أن أعداد الحشود تتزايد بسرعة مع انضمام عشرات الآلاف لمسيرات عبر وسط الجزائر العاصمة خلال ساعة واحدة من بدء الاحتجاج.

في حين قال تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية "بي. بي. سي"، تحت عنوان مظاهرات جديدة في الجزائر ضد ترشح بوتفليقة، أن جميلة بوحيرد تنضم للمتظاهرين في الجزائر، حيث أعلنت شخصيات سياسية بارزة أنها ستنزل إلى الشارع للتظاهر مع المحتجين.. وانضمت جميلة بوحيرد التي ناضلت خلال الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي في أواخر القرن العشرين إلى احتجاجات، وحرص المتظاهرون على التقاط صور لها ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي.

بدوه قال موقع "دوتشيه فيليه" الألماني، أن حراك الجزائر يعتبر مخاض جمعة الحسم، الذي بدأ مع الإعلان عن ترشح الرئيس الجزائري لولاية خامسة، وأن الأحداث تتسارع، بدءاً من الاحتجاجات إلى التسريبات السلبية عن الرئيس ومعسكره، ما يجعل الأيام المقبلة حاسمة في الحراك الشعبي ضد الحكومة.

في حين تناول تقرير لقناة "روسيا اليوم"، بأن حراك الأمس كان مليونية حيث انتفضت الجزائر في يوم الحسم مشيرة أن الآلاف خرجوا في مظاهرات بالعاصمة الجزائر الجمعة، مناهضة لترشيح الرئيس لولاية خامسة في الانتخابات المرتقبة في أفريل.

كنزة. ع/ إكرام. س/محمد الأمين. ب

 

من نفس القسم الحدث