دولي

تحذيرات فلسطينية من استفزازات الاحتلال بعد فتح "باب الرحمة"

قائد شرطة الاحتلال وضباط في "الشاباك" يقتحمون المصلى

حذر مسؤولون فلسطينيون، الأربعاء، من قيام عناصر من شرطة ومخابرات الاحتلال، بجولات استطلاعية استفزازية داخل مصلى الرحمة في المسجد الأقصى وفي محيطه، والتقاط صور للمبنى، كمقدمة لإجراءات إسرائيلية بحق "باب الرحمة" الذي تم فتحه.

وأفاد أحد حراس الأقصى بأن "قائد القدس" في شرطة الاحتلال وعددا من كبار ضباطه، إضافة إلى مسؤول كبير في جهاز مخابرات الاحتلال "الشاباك"، شاركوا في هذه الجولات، وتفقدوا المكان، ليتبعهم آخرون بلباس مدني في جولات مماثلة.

ويخشى مسؤولون في الأوقاف، بينهم الشيخ عكرمة صبري، رئيس الهيئة الإسلامية وعضو مجلس الأوقاف، من أن تكون هذه الجولات الاستكشافية مقدمة لخطوات أو إجراءات لاحقة ضد المصلى، بما يشمل إعادة إغلاقه وعزل المنطقة المحيطة به عن سائر المصليات داخل المسجد، خاصة مع تصاعد الجدل في دولة الاحتلال بين الشرطة وجهاز الشاباك حول مسؤولية الأحداث التي شهدها المصلى، يوم الجمعة الماضي، ونجاح المصلين في فتح الباب بعد إغلاقه لمدة 16 عاما.

وقال الشيخ عكرمة صبري لـ"العربي الجديد": "مجلس الأوقاف ماض في تنفيذ قراراته في كل ما يتعلق بمصلى الرحمة، ولن يمنعنا الاحتلال من ذلك، حتى مع هذه الجولات المستفزة".

وفي سياق متصل، اعتقلت شرطة الاحتلال، ظهر أحد حراس المسجد الأقصى، علي حمد، لدى مغادرته مكان عمله، في سياق حملة الاستهداف لحراس المسجد لدورهم في التصدي للمستوطنين وكشف ممارسات شرطة الاحتلال ضد الأقصى.

وعقدت جلسة طارئة لمجلس الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة في مقر القبة النحوية، في المسجد الأقصى، وقال عضو المجلس، حاتم عبد القادر، لـ"العربي الجديد"، إنه تم خلال الجلسة استعراض الأوضاع في الأقصى، ومصلى باب الرحمة، واستمعنا إلى الاتصالات مع الحكومة الأردنية بهذا الشأن، وأكدنا على استمرار الوضع القائم، وصلاحياتنا فيه، واستمعنا إلى تقارير بشأن عملية الترميم التي أعدتها لجنة الإعمار بدعم من الصندوق الهاشمي للإعمار.

وأضاف عبد القادر: "وافق المجلس على كافة البنود المتعلقة بإعمار مبنى المصلى، كما تم التأكيد على أن يكون مصلى ومجلس علم يضم كرسي الإمام الغزالي، باعتبار أن المبنى تاريخياً كان مخصصاً لكرسي الإمام، وهناك اتصالات أردنية إسرائيلية على المستوى السياسي والدبلوماسي حول المباشرة بأعمال الترميم".

وفي ما يتعلق بجولة ضباط الاحتلال قال عبد القادر: "لن تدفعنا هذه الجولة إلى ردود فعل غير محسوبة. الأهم بالنسبة لنا أن باب الرحمة مفتوح من قبل الأوقاف، وسيبقى مفتوحا. واضح أن هناك استياء إسرائيلياً من التشكيلة الجديدة لمجلس الأوقاف، إلى درجة أن البعض اعتبره خروجاً عن التفاهمات الأردنية الإسرائيلية، لكن في النهاية تشكيلة المجلس نابعة من استحقاق وطني، ومن حق صاحب الولاية، وهو الأردن، تشكيله، حتى لو ضم قيادات من فتح والسلطة الفلسطينية".

وتولت عناصر من الوحدات الخاصة بشرطة الاحتلال حراسة وحماية هؤلاء أثناء جولتهم الاستفزازية.

وكان الحاخام المتطرف يهودا غليك، اقتحم صباح أمس المسجد الأقصى على رأس مجموعة من المستوطنين، فضلا عن أكثر من ستين مستوطنا اقتحموا الأقصى من باب المغاربة، ونفذوا جولات مشبوهة فيه قبل مغادرته من باب السلسلة.

إلى ذلك، يستعد مقدسيون، لأداء صلاة الظهر في مصلى الرحمة بعد اعتماده من الأوقاف الإسلامية مصلى وتعيين إمامٍ له.وما تزال تداعيات فتح مصلى الرحمة يوم الجمعة الفائت تتوالى، وسط حملة انتقام من الاحتلال التي اعتقلت فجر محافظ القدس عدنان غيث و21 مواطنا مقدسيا، وما سبقه من حملات اعتقال وإبعاد عن المسجد الأقصى لشخصيات اعتبارية ونشطاء من القدس المحتلة؛ أبرزهم اعتقال رئيس مجلس الأوقاف الشيخ عبد العظيم سلهب وإبعاده عن المسجد المبارك.

كما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ظهر الأربعاء أحد حراس المسجد الأقصى المبارك أثناء خروجه من المسجد.

وأفاد مسؤول الإعلام بدائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة فراس الدبس بأن قوات الاحتلال اعتقلت الحارس علي حمد أثناء خروجه من باب الأسباط-أحد أبواب الأقصى، ونقلته إلى أحد مراكز التحقيق بالقدس القديمة.

ويأتي هذا الاعتقال، ضمن حملة الاعتقالات الإسرائيلية التي تستهدف المقدسيين والعاملين في دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، على خلفية تمكن آلاف الفلسطينيين من فتح مصلي باب الرحمة الجمعة الماضي، بعد أن أغلقه الاحتلال 16 عامًا.وفي أعقاب "هبة باب الرحمة"، أبعدت سلطات الاحتلال عشرات المقدسيين ومسؤولين بالأوقاف عن المسجد الأقصى لفترات متفاوتة، ولا تزال تواصل حملتها.

من نفس القسم دولي