الوطن
الرهان على تعزيز تدريس الرياضيات ضمن تحسينات برامج التلاميذ
بن غبريت وجهت تعليمات صارمة لأعضاء المجلس للقضاء على الحفظ والاسترجاع
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 24 فيفري 2019
• تأكيد على اعتماد المرونة لبناء مدرسة متطورة
أعلنت وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريت، عن القيام بتحسينات جديدة في برامج التلاميذ، خاصة فيما تعلق بالطور الابتدائي، موضحة في هذا الصدد أن أعضاء المجلس الوطني للبرامج المكلفين بالبرامج غير مطالبين بمراجعة البرامج، وإنما بإدخال التحسينات بشكل مستمر ودائم على كل المكوّنات ذات العلاقة بالمناهج، من خلال إنجاز الأدوات التي تسمح بتنفيذ الإطار الاستراتيجي الذي تم إعداده.
أوضحت نورية بن غبريت، في كلمة لها خلال انطلاق الدورة العادية للمجلس الوطني للبرامج التي كانت بحضور وزير التعليم العالي ووزير الشؤون الدينية، "إن هذا الالتفاف الحكومي حول قضايا التربية ليس بغريب بالنظر للعناية الكبيرة التي تحظى بها من جهة، وباعتبار المنظومة التربوية كل لا يتجزأ، تتدخل فيه عدة قطاعات وزارية، تعمل بشكل منسجم ومتكامل. وستوضّح مداخلات زملائي الوزراء، بعد قليل، هذا الجانب".
وحسب الوزيرة "إن كل الأنظمة التربوية، عبر العالم، تشهد تغييرات كبرى، بالنظر لطبيعة التحوّلات المجتمعية وتسارع الابتكارات العلمية والتكنولوجية في المجتمعات المعاصرة. هذا يعني أن كل إصلاح للمدرسة لا يمكن أن يظل ثابتا في الزمن، فهو يتطلب، باستمرار، عملية إعادة تصويب وتكييف".
• تأكيد على اعتماد المرونة لبناء مدرسة متطورة
كما قالت "إن عالم اليوم هو عالم الفكر العلمي والاختراعات التكنولوجية المتسارعة، عالم يتطلب المرونة في التعامل مع المستجدات. لهذا، أنجزت وزارة التربية الوطنية إطارا استراتيجيا للمدرسة الجزائرية آفاق 2030، لبناء مدرسة القرن 21"، ولهذا "لقد زوّدت السلطات العمومية وزارة التربية الوطنية، مع تنفيذ الإصلاح في 2003 وإصدار القانون التوجيهي للتربية، في 2008، بهيئات وطنية، يقاس بعدها الاستراتيجي بمستوى استثمارات الأمة لتثمين الرأس المال البشري". ومن بين هذه الهيئات، المجلس الوطني للبرامج الذي يجتمع اليوم، في دورة عادية.
وأضافت في هذا الإطار "إن المجلس والمجموعات المتخصصة للمواد مدعوة، وفقا لرسالة المهمة ومضمون المنشور الإطار 2018-2019، لمواصلة الجهد لإعداد النظام الوطني للمعيارية البيداغوجية، بالتركيز على المكوّنات المعرفية لكفاءات التلاميذ"، مشيرة "إن المرحلة التي تمر بها منظومتنا التربوية كغيرها من النظم التربوية عبر العالم، هي مرحلة التحوّلات: الطاقوية، البيئية، الديمغرافية، وخاصة التكنولوجية التي تشهدها البشرية، حاليا، بفضل الرقمنة. إذ تغزو نظم إيكولوجية جديدة مجتمعنا، وفي المقام الأول، الأطفال".
وكشفت الوزيرة عن إدخال التحسينات بشكل مستمر ودائم على كل المكوّنات ذات العلاقة بالمناهج، وعبر المرجعيات العامة للتعلّم حسب كل مرحلة وطور تعليمي، سنة بسنة - مرجعيات التقييم- مرجعيات المجالات التعلّمية - المرجعيات الموادية، على أن يتم إيلاء عناية خاصة لكثرة المواضيع والمفاهيم التي تولّد الحفظ والاسترجاع، على حساب التفكير المنهجي سواء كان رياضيا، علميا أو سرديا.
وأمرت الوزيرة بإضافة المرجعيات الوطنية للمجالات الكبرى للتعلّم (مجال الرياضيات، العلوم، فهم المكتوب...) بين المرجعية العامة للبرامج والبرامج ذاتها، موضحة أن مثل هذا العمل سيسمح بإدخال، بشكل مستمر ومنسجم، كل التغييرات التي تفرضها عملية التعليم والتعلّم. لن نكون مجبرين، بعد اليوم، لانتظار 5 أو 10 سنوات، بالنظر لطبيعة التحوّلات المجتمعية وتسارع الابتكارات العملية والتكنولوجية في المجتمعات المعاصرة.
• نحو إعداد مرجعية مروات 4 لتعزيز تدريس "الرياضيات"
وحسب المسؤولة الأول للقطاع "إن الأمر يتعلق باستكمال المسار خاصة بعد إعداد المرجعية الوطنية للتعلّم والتقييم والتكوين والتسيير مروات (4)، حيث سيتم التركيز على منهجية التعليم والتعلّم من جهة، وطريقة تقييم التعلّمات من جهة أخرى، اعتمادا على نتائج الخبرة المنجزة منذ 2014، والتي استهدفت الممارسات التعليمية والبيداغوجية داخل الأقسام، مضيفة "إن إعادة التوازن التي سيقوم بها المجلس الوطني للبرامج ستعطينا مقاربة جديدة في مجال تدرج التعلمات الأساسية، سواء تعلق الأمر بفهم المكتوب، الثقافة العلمية أو الرياضيات".
وقالت "إن المجلس الوطني للبرامج سيعمل على توزيع – بشكل أفضل - الكفاءات الواجب اكتسابها من طرف التلميذ، على كل سنوات مساره الدراسي، ما سينتج عنه تخفيف، لا طالما كان مطلب التلاميذ وأوليائهم. بعبارة أخرى، ما سيقوم به المجلس هو عمل نسقي وترتيبي لمضامين التعلمات وإعادة تكييف لمستويات الكفاءات الواجب اكتسابها من طرف التلميذ، والتي لن تكون، مستقبلا، مركّزة ومكثفة بل، أكثر تدرجا، حتى يتم التحكّم فيها بشكل أفضل".
وقد أكدت "على التركيز بشكل استراتيجي على الطور الابتدائي، باعتباره المرحلة التعليمية التي تُهيكل فيها التعلمات القاعدية للتلميذ، الاهتمام أكثر بالتعلمات الأساسية: اللغة العربية، الرياضيات واللغة الأجنبية، إدخال مضامين تتماشى مع السياق، بما يستجيب للرهانات المجتمعية، منها مثلا: التربية على التواصل والتعامل مع وسائل الإعلام والاتصال، التربية على المواطنة العالمية والتضامنية، التنمية المستدامة والمواطنة البيئية، التربية البيئية".
ويشهد القطاع ارتفاع عدد التلاميذ بما يزيد عن مليون ونصف مليون تلميذ، وعدد الأستاذة بنحو 136 ألف أستاذ، والمؤسسات التعليمية بنحو 7 آلاف مؤسسة، منذ الشروع في تنفيذ برامج الإصلاحات في القطاع.