دولي
آلاف الفلسطينيين في غزة يدعون عباس للرحيل
بسبب الإجراءات العقابية ضد القطاع
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 24 فيفري 2019
شارك آلاف الفلسطينيين، الأحد، في مهرجان مركزي وسط مدينة غزة، دعوا فيه لرحيل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بدعوة من الحراك الشعبي للإنقاذ الوطني، الذي يبدو من خلال المشاهدات الميدانية أنه يتبع لحركة "المقاومة الإسلامية" (حماس).
ورفع المشاركون لافتات تدعو لرحيل عباس وحكومة الوفاق الوطني المستقيلة، بعد إجراءاتهم العقابية ضد قطاع غزة، التي طاولت قطع رواتب آلاف الموظفين وأسر الشهداء والجرحى والأسرى، المنتمين لحركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، وتيار القيادي المطرود من "فتح" محمد دحلان.
وانتشرت لوحات إعلانية ضخمة في معظم مناطق قطاع غزة تطالب برحيل عباس، وتشنّ عليه هجوماً عنيفاً وتذكّر بمواقفه من الاحتلال الإسرائيلي وأسر الجندي جلعاد شاليط، وحرمانه الأسرى وأسر الشهداء والجرحى من مخصصاتهم المالية.
وفي البيان الختامي للحراك الشعبي للإنقاذ الوطني، دعا المتحدث جامعة الدول العربية بنزع الشرعية عن عباس، مؤكداً أننا "في لحظة تاريخية من عمر الوطن، نقف فيها في وجه الاستبداد والظلم".
وبالتزامن مع ترتيبات المهرجان، انقسم الفلسطينيون على وسائل التواصل الاجتماعي بين الدعوة لرحيل عباس، ومبايعته.
وخرجت في غزة عدة مسيرات "عفوية"، نظمها ناشطون من حركة "فتح" لدعم عباس والوقوف إلى جانبه. واتهم ناشطون في "فتح" أمن غزة الذي تديره "حماس"، باعتقال قياديين في الحركة في شمال قطاع غزة، بعد فعالية حاشدة سارت في شوارع مخيم جباليا دعماً لعباس، وقام خلالها المتظاهرون بتمزيق الصور الداعية لرحيل عباس.
• عباس في تجاذبات الفلسطينيين السياسية على مواقع التواصل
هذا وحضرت التجاذبات السياسية في فلسطين على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ انقسم الناشطون الفلسطينيون بين وسمي "#ارحل" و"#اخترناك"، واللذان خلّفا حالةً من الجدل الطويل على شخص الرئيس محمود عباس، وفقاً للاتجاه السياسي والحزبي لأبناء حركتي حماس وفتح.
وارتكز ناشطو "#ارحل" على مسألة العقوبات التي تفرضها السلطة الفلسطينية على قطاع غزة، وتأثيرها على مختلف مرافق الحياة، إلى جانب كف يد المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، داعين في عدد كبير من المشاركات إلى رحيل عباس.وقوبلت تلك المنشورات على "فيسبوك" و"تويتر" بوسم "#اخترناك" المضاد، والذي دعم فيه الناشطون عباس، معتبرين أنّه رمز "الشرعية الفلسطينية الذي واجه صفقة القرن، والرئيس الأميركي دونالد ترمب".
وخلّقت أجواء المشاحنات على المواقع الافتراضية فريقاً ثالثاً، دعا إلى ضرورة وقف التجاذبات السياسية، وإجراء انتخابات شاملة، مثله منشور المستشار السياسي السابق لإسماعيل هنية، أحمد يوسف، حيث قال: "لا ارحل ستحل المشكلة، ولا اخترناك ستنهي الأزمة والانقسام، رجعوا الوديعة للشعب، وتوافقوا على انتخابات شاملة".
شرح الناشط إسماعيل الثوابتة موقفه وموقف المغردين على وسم #ارحل، عبر تغريدة قال فيها: "لماذا ينبغي أن نقول لعباس #ارحل؟ من قطع رواتب الشهداء والأسرى والجرحى والموظفين والفقراء وحاصر شعبه في قطاع غزة كيف له أن يبقى؟ من نسف المقاومة ويتبجح بقتلها وباعتقال رجالها كيف له أن يبقى؟ من هندس اتفاقية أوسلو وتنازل في المفاوضات عن 78% من فلسطين وقدّمها لليهود الصهاينة على طبق من ذهب كيف له أن يبقى؟".
من ناحيته؛ شارك الناشط أحمد أبو زهري بتصميم لصورة عباس، كُتب عليه "ارحل فما عاد لك وجه أمام الشعب"، وأرفقه بالقول: "بمجرد خروج جماهير شعبنا إلى الميادين والشوارع، لن يبقى لعباس أي شرعية قانونية أو سياسية، حتى وإن بقى مغتصبا للسلطة، فالشعب الفلسطيني ينهي الآن أسوأ حقبة رئاسية في تاريخه، فقط ينبغي لعباس المغادرة فوراً لأنه بكل بساطة شخص غير مرغوب فيه، كما أن رحيله لن يحميه من الملاحقة القضائية هو وفريقه".