الحدث

الأئمة بصوت واحد: الجزائر أمانة حافظوا على استقرارها ووحدتها

حذروا المصلين من الانسياق لدعوات الفتنة والفرقة

    • أعداء يتربصون بالوطن في الداخل والخارج حقدا على الإسلام والشهداء

 

دعا، أمس، أئمة المساجد الشعب الجزائري بصوت واحد للحفاظ على استقرار الجزائر وأمنها، والذود عن كرامتها، انطلاقا من مبادئ الدين الإسلامي الداعية لحماية ومصلحة الوطن، رافضين المساس بوحدته، وأكدوا أن الأعداء يتربصون بالجزائر في الداخل والخارج.

تعالت دعوات الأئمة عبر مساجد العاصمة، أمس، إلى عدم تخويف وترهيب الناس في أمنهم وسلامتهم، بعد تصاعد دعوات مجهولة من طرف جهات تدعوا إلى التنديد بالواقع في الشارع الجزائري، مؤكدين أن بيوت الله جعلت لتعليم الناس دينهم والحفاظ على مصالح البلاد والعباد، ولا يجوز بأي حال من الأحوال استغلالها في أغراض غير الدين الإسلامي الذي جعلها مقصد كل المسلمين.

إمام مسجد النضال ببلدية سيدي أمحمد أبرز نعم الأمن والاستقرار على الأمة الجزائرية، مستغلا منبر رسول الله في الدفاع عن مصالح الجزائر التي يتربص بها الأعداء في الداخل والخارج، طمعا في خيراتها وحقدا على تمسك مواطنيها بدينها الإسلامي المبني على المنهج الصحيح لسلف الأمة، مخاطبا عقول المصلين بالحذر من دعاة الفتنة، منوها في نفس الوقت بضرورة الوحدة الوطنية.

التداعيات الخطيرة لغياب الأمن كان الموضوع الذي تطرق اليه إمام مسجد الطلبة ببن عكنون محذرا من خطورة تراجع الأمن في البلاد، ومنوها إلى نعمة الاستقرار في الجزائر، التي لا يجب بأي حال من الأحوال التفريط فيها، وهو ما يدعو إليه الإسلام الحنيف، باعتبار أن أمن الإنسان أحد أهم مقاصد الشريعة الإسلامية، داعيا المصلين وأغلبهم من طلبة الجامعات إلى عدم الانسياق وراء دعوات التفرقة والفتنة.

كما حذر إمام مسجد أبو عبيدة عامر بن الجراح ببلدية باش جراح من الفتنة التي تنتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأثرها على تغليط الناس والتلبيس على أمور دينهم ودنياهم، في حين قال إمام مسجد السنة ببلدية بئر مراد رايس أن الناس لا تحس بنعمة الأمن إلا إذا غاب عنهم، وأوصى المصلين بأهمية الحفاظ على السكينة والاستقرار الذي تصبو إليه كل الأمم، قائلا أن أكبر النعم الإنسان هي الأمن الغذائي والنفسي، لمن الأخير أساس الأمن كله.

من جهتها دعت التنسيقية الوطنية للائمة، أئمة المساجد وموظفي الشؤون الدينية والأوقاف الجزائريين عمار بيوت الله وروادها إلى تفويت الفرص على المغامرين بأمن وأمان الوطن وان لا تجعل المساجد ميدانا للحراك والتوتر نحو المجهول، في حين دعت إلى إنشاء خلية استماع وإنصات لجميع الانشغالات وإيصالها إلى أصحاب القرار والجهات المختصة.

وأوضح جلول حجيمي رئيس التنسيقية في بيان، أول أمس، إن المسجد هو صوت الحق والحكمة والهدوء والإنصاف وليس للتهور وخلق الفوضى واللا استقرار، وعليه فعلى الأئمة والخطباء والدعاة دعوة كل فئات المجتمع إلى نبد العنف والتحلي بروح المسؤولية ورص الصفوف والوحدة الوطنية ومعالجة القضايا في أطرها القانونية ولو بأخطاء معينة بغية الحفاظ على استقرار البلاد، والاستفادة مما وقع والنظر إلى المأساة الوطنية بحنكة وتبصر لإدراك جميع المخاطر.

وأكد حجيمي حرص التنسيقية على التناغم والانسجام بين المصلين وبيوت الله تعالى في الحفاظ على السكينة والاستقرار وتبصره الرأي العام الوطني بكل خطر محدق أو متربص حاقد، مشيرا إلى أننا لا نريد تكميم الأفواه وخنق الحريات والتراجع عن المكتسبات التي دفعت الأمة الجزائرية من أجلها ثمنا غاليا، ولكن من منطلق الدين النصيحة إظهار الحق للرأي العام وتبصيرهم بتعاليم الدين الإسلامي الرافضة للتهور.

جاء ذلك تلبية لنداء وزارة الشؤون الدينية والأوقاف الأئمة في مراسلة لها التي دعت لتخصيص خطبة الجمعة للتحسيس حول النداءات المتعلقة بالمسيرات والاحتجاجات، وكذا على دعوتهم لإبراز ما اعتبرته نعمة الأمن"، مشددة على "ضرورة تحسيس المصلين بضرورة عدم الاندفاع وراء ما وصفته نداءات مجهولة المصدر لتنظيم مسيرات واحتجاجات.

وأشارت وزارة الشؤون الدينية أن "هذه النداءات لا يعرف إن كان مصدرها جزائري أم عدو لدود"، مبرزة "ضرورة التأكيد أن الفيصل هو الصندوق حيث يجب التوجه إلى صناديق الاقتراع للتعبير عن الرأي بكل حرية عوض الدفع بالأبناء إلى الشارع".

وطالبت الوزارة "بضرورة إبراز نعمة الأمن ومزايا المصالحة الوطنية، والتشديد على إظهار سلبيات العشرية السوداء قبل المصالحة الوطنية"، منوهة "بضرورة تناول الموضوع دون المساس بأي جهة كانت، وبشكل لا يحدد جهة بعينها، ومن دون سب أو شتم".

هني. ع

 

من نفس القسم الحدث