الوطن

القطاع الفلاحي يخسر رهان الاكتفاء الذاتي في مادة القمح

الجزائر لا تزال من أكثر البلدان المستهلكة والمستوردة للمادة

    • موسوني: الاكتفاء الذاتي لا يتحقق بالوعود والتصريحات لا تصنع المعجزات

 

لم ينجح القطاع الفلاحي في الجزائر في كسب رهان الاكتفاء الذاتي في مادة القمح، حيث لم تصدُق تصريحات المسؤولين ووعودهم كل مرة بالتخلي عن استيراد هذه المادة، ولا تزال الجزائر من بين أكثر البلدان المستهلكة والمستوردة للقمح بنوعيه.

رغم حديث المسؤولين المتعاقبين على وزارة الفلاحة، منذ 2010، عن تحقيق الاكتفاء الذاتي في مادة القمح، إلا أن الجزائر لا تزال تستورد سنويا آلاف الأطنان من القمح، حيث أطلق الديوان المهني الجزائري للحبوب، مؤخرا، مناقصة عالمية لشراء القمح اللين للتوريد من مناشئ خيارية، وحسب ما كشف عنه تجار أوروبيون، أمس، فإن المناقصة تتعلق بحوالي 50 ألف طن.

وتعد هذه المناقصة الثانية منذ بداية 2019، حيث طرح الديوان، في جانفي الماضي، مناقصة لشراء 50 ألف طن من القمح أيضا يمكن توريدها من أي منشأ.

وتشير هذه الأرقام أن الجزائر لا تزال تستورد القمح بشكل مفرط رغم حديث عن رفع الإنتاج المحلي من هذه المادة بحوالي 30 بالمائة، غير أن هذا الإنتاج يبقى غير كاف لتغطية الطلب المحلي، ما يدفع نحو الاستيراد الذي بات يستنزف الخزينة العمومية. وحسب تقارير دولية، فإن متوسط ما تستورده الجزائر من القمح للفترة الممتدة من 2018 إلى 2019 يقدر بـ 7.2 مليون طن، فيما تقدر واردات الجزائر الإجمالية من الحبوب، خاصة من القمح اللين والذرة، ما بين 12 و13 مليون طن سنويا، وهو ما يكشف عن خلل كبير في ما نستورده ونصدره، ما جعل الخبراء الاقتصاديين وكذا الخبراء في قطاع الفلاحة يفتحون النار على الحكومة وعلى المسؤولين في قطاع الفلاحة الذين ما فتئوا يطلقون الوعود والتصريحات منذ 2010 بشأن تحقيق الاكتفاء الذاتي في مادة القمح بنوعيه، والتوقف عن الاستيراد، وهي الوعود التي بقيت حبرا على ورق.

 

    • موسوني: الاكتفاء الذاتي لا يتحقق بالوعود والتصريحات لا تصنع المعجزات

 

وفي هذا الصدد، أكد الخبير الفلاحي، آكلي موسوني، أمس، في تصريحات لـ"الرائد"، أن الجزائر لا تزال غير قادرة على تغطية الجزء الأكبر من حاجياتها من الحبوب، حيث تقوم باستيراد، بصورة منتظمة، حوالي 60 في المائة من حاجياتها.

ومن بين المنتجات الأساسية المستوردة، القمح اللين، وتعد فرنسا أهم ممون للجزائر بالنسبة للقمح. وبالنسبة لتصريحات المسؤولين السابقة فيما يخص تحقيق الاكتفاء الذاتي في هذه المادة، قال موسوني إن الخلل يكمن في المخططات السنوية لوزارة الفلاحة، حيث تضع اللجان الاستشرافية على مستواها أهدافا غير واقعية وغير قابلة للتطبيق أصلا، فإن أخذت على محمل الجد طموحات الوزارة في بلوغ 90 بالمائة من إنتاج القمح اللين و80 بالمائة من إنتاج القمح الصلب و54 بالمائة من إنتاج البقوليات، و100 بالمائة من إنتاج الشعير، فلماذا ما زلنا نستورد الأطنان كل سنة ولماذا لم نحقق الاكتفاء الذاتي بعد؟ مشيرا أن الجزائر وحسب تقارير دولية لا تزال تحتل المراتب الأولى في استيراد القمح، وهو ما أرجعه موسوني إلى السياسة الخاطئة التي تتبعها الحكومة مع قطاع الفلاحة، واصفا القرارات والإصلاحات المقدمة من قبلها بالإجراءات الشعبوية التي لا تقدم أي شيء لتنمية الفلاحة، معتبرا أن حديث المسؤولين كل مرة عن تحقيق الاكتفاء الذاتي وإطلاق الوعود والتصريحات لن يصنع المعجزات، لاسيما وأن قطاع الفلاحة يحتاج إلى عمل ميداني من أجل خلق إنتاج يساعد على مقارعة المنتوج الأجنبي في هذه المادة، مشددا أنه من الضروري الابتعاد عن الإصلاحات الشعبوية التي همها القضاء على المشاكل الاجتماعية وليس خلق تنمية فلاحية ومنوعة تهدف إلى جعل هذا القطاع رافدا من روافد الاقتصاد الوطني.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن