الحدث

الجزائريون ينقسمون بين منتقد ومؤيد لتعاطي المسؤولين مع قضايا الدين

على اعتبار أن أغلب أوقات الصلوات خارج مواقيت التمدرس

    • مساءلة نيابية تجرّ بن غبريت إلى البرلمان ومطالب حزبية بإقالتها

 

عادت وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريت، لتشغل الرأي العام الجزائري وتكون بذلك اليوم أكثر وزراء حكومة أحمد أويحيى إثارة للجدل، بعد تصريحاتها الأخيرة المؤيدة لقرار مديرة مدرسة منعت تلميذة من الصلاة داخل المؤسسة التعليمية في أوقات الدراسة، وعاد معها الجزائريون لينقسموا بين منتقد ومؤيد لما صدر من بن غبريت، فالجناح الأول يرى بأن قراراتها وتصريحاتها هي ضدّ الإسلام والدين ويعتقد الجناح الآخر أن مشاكل التلاميذ والأسرة التربوية أعمق بكثير من منع تلميذ من القيام بصلاته داخل مؤسسة تربوية على اعتبار أن التصرف في حدّ ذاته مستفز إذ أن التلميذة المعنية بهذا الجدل كانت في وقت الدراسة وكان عليها احترام مسؤولي المؤسسة التعليمية التي تدرس فيها، وكالعادة استغلت عدّة أحزاب سياسية محسوبة على التيار الإسلامي تصريحات الوزيرة لتشن حملة ممنهجة ضدّها فيما اتهما البعض الآخر بمعادات الدين فضلت جمعية العلماء المسلمين الاحتكام إلى العقل ودعت إلى ضرورة عدم تعاطي المسؤولين مع قضايا الدين والهوية ورأت أن الخطوة غير مقبولة.

 

    • مساءلة نيابية تجرّ بن غبريت إلى البرلمان ومطالب حزبية بإقالتها

 

وجّه رئيس الكتلة البرلمانية لحركة مجتمع السلم أحمد صادوق سؤالاً كتابيّا لوزيرة التربية نورية بن غبريت جاء فيه:" لماذا لا يتمّ تخصيص قاعات للصلاة وفق المادة 21 من القرار 778 المؤرخ في 26/10/1991 المتعلق بالجماعة التربوية في المؤسسات، والذي ينص على قيامها بفتح قاعة خاصة للصلاة فيها، حتى لا يضطرّ التلاميذ لأدائها في ساحة المؤسسة".

مشيرا: " يشكل تصرف تناقضا صارخا مع يتلقاه التلاميذ في البرامج البيداغوجية ومساسًا بثوابت الهويّة"، وقبل ذلك أدانت حمس، في بيان عقب اجتماع مكتبها الوطني "التضييق والتصرف الذي ينافي مبدأ حرية المعتقد والحريات الفردية والجماعية الذي تجرأت عليه بن غبريط في حق التلاميذ المصلين"، معتبرة أن تدخل منظمة الروتاري في الموضوع دعما للوزيرة هو تدخل أجنبي في الشؤون الداخلية للجزائر، باعتبار أن هذه المنظمة الماسونية منظمة أجنبية.

في حين اعتبرت حركة البناء الوطني تصريحات نورية بن غبريت: " مساسا بمشاعر الشعب الجزائري"، واعتداء على قيمه وشعائره الدينية ونذيرا باستهانة مسؤولين بالدستور الضامن والحامي لدين الدولة وثوابتها"، وحذّرت من جر المدرسة الى التلاعبات السياسوية والصراعات الأيديولوجية، لأنّ الوزارة مسؤولة عن إنجاح المنظومة التربوية وتفوّق الطالب الجزائري، وليس من حقها تسخير أبناء الشعب الجزائري لتصفية الحسابات الإيديولوجية، ودعت حركة بن قرينة رئيس الجمهورية إلى "إيقاف هذه الممارسات ومحاسبة المتسببين فيها وفي آثارها الخطيرة على الأمن القومي للجزائر وعلى استقرارها".

هذا وأكدت جمعية العلماء المسلمين من خلال رئيسها عبد الرزاق قسوم في تصريح له، نشر على الصفحة الرسمية للجمعية بالفايسبوك، أن تعاطي المسؤولين مع قضايا الدين والهوية غير مقبول، وأكد أنهم في جمعية العلماء مستاؤون من كل ما يثار حول مقومات الأمة الجزائرية وأصالتها، وأن ثوابت الأمة خط أحمر لا يمكن بأي حال من الأحوال الاقتراب منه.

قسوم قال أنّه: "لا يوجد ما يؤكد صدور تعليمات مكتوبة تمنع الصلاة داخل مؤسسات التعليم، ولكن الثابت أن هوية الجزائر وثوابتها، تعرف منذ عقود هجمة شرسة للنيل منها".

ودعا رئيس جمعية العلماء، المرشحين للانتخابات الرئاسية المقبلة، إلى اعتبار "ثوابت الأمة" خطًا أحمرا لا يمكن بأي حالٍ من الأحوال، الاقتراب منه، متمنيًا أن يكون "البرنامج الانتخابي للمرشحين فاصلًا وواضحًا في هذه المسألة".

وتبقى الجمعية، حسب قسوم، تتابع الأمر لأن القضية تهم أمة بأكملها والكل مدعو للدفاع عن هوية الجزائر التي صانها بيان أول نوفمبر.

انتقد رئيس المنظمة الوطنية للزوايا، عبد القادر باسين، تصريحات وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريت حول منع الصلاة في المدارس، مؤكدا أن دور المدرسة إلى جانب دور المسجد هو تلقين التربية والتعليم، مشيرا أن "الإسلام هو دين الدولة"، وقال إن أغلب أوقات الصلوات هي خارج مواقيت التمدرس.

وعما أثاره قرار وزير التربية الوطنية من بلبلة بخصوص منع الصلاة بالمدارس قال المتحدث:" إن دور المدرسة إلى جانب دور المسجد هو تلقين التربية والتعليم، والإسلام هو دين الدولة، وأرى أن من أسر للوزيرة بهذا فهو ليس على صواب، فأغلب أواقات الصلوات هي خارج مواقيت التمدرس، وأنا أعاتب كثيرا بعض أصحاب الصفحات على "الفايسبوك"، ممن يريدون تسيير الشأن العام التي يجب أن يتغلب فيها العقل والحكمة".

في حين عقل القيادي في حركة مجتمع السلم، عبد الرحمن سعيدي، على تصريحات الوزيرة واصفا إياها بغير " المقنعة، الموضوعية والمنطقية" معتبرا إياها إجابة استرضائية لأطراف مهلوسة بالإسلاموفوبيا، وهي مواقف تغريبية بسبب المقاربات الخاطئة في فهم الدين ومكانته في المجتمع، فالصلاة ليست ممارسة كما ذكرت، بل هي شعيرة دينية، وحق من حقوق المواطن مكفولة في الدستور الفرنسي والجزائري، وتنسجم مع الشخصية الوطنية.

محمد الأمين. ب/كنزة. ع

 

من نفس القسم الحدث