دولي
رفض فلسطيني لمشروع القطار الهوائي: يطمس الهوية العربية للقدس
المخطط سيلحق أضرارا بمشهد البلدة القديمة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 30 جانفي 2019
وافقت لجنة البنى التحتية في حكومة الاحتلال، على مشروع إقامة القطار الهوائي "تلفريك"، يربط منطقة جبل الزيتون إلى الشرق من المسجد الأقصى بحائط البراق، وذلك بعد إنهاء جميع الإجراءات، وتقديم الردود على الاعتراضات المقدمة ضد المشروع، وهو ما يصفه الفلسطينيون بأنه مقدمة لطمس الهوية العربية للمدينة المقدسة.
ومن المقرر أن تتم إحالة القرار إلى حكومة الاحتلال للموافقة عليه كخطوة أخيرة قبل مباشرة العمل فيه، علما بأن تنفيذه سيستغرق نحو عامين بعد المصادقة النهائية.
ويبلغ مسار هذا "التلفريك" 1400 متر، ويشتمل على محطتين واحدة في "جبل صهيون" غرب المسجد الأقصى، أما المحطة الثانية فتقع عند حائط البراق تماما. بينما يحمل 73 عربة بطاقة استيعابية تصل إلى 3000 راكب في الجولة الواحدة، ما يتيح لعدد هائل من اليهود التواجد في ساحة البراق مرة واحدة.
وقال شموليك صبري مدير المشروع: "لقد قمنا بحل جميع الاعتراضات، ووضعنا جميع البدائل للمحافظة على وصايا سفر التكوين".
في حين، عقب وزير السياحة الإسرائيلي، يازيف ليفين، على المشروع بقوله: "إننا قد حققنا خطوة مهمة جدا لتغيير وجه القدس".وكان مهندسون إسرائيليون، وخلافا لما يعتقده وزير السياحة، قد حذروا من عواقب هذا المخطط الاستيطاني الجديد في منطقة حائط البراق، والذي ستتجاوز تكاليف إقامته 40 مليون يورو.
وأكد المهندسون أن هذا المخطط سيلحق أضرارا بمشهد البلدة القديمة، وأنه لن يحل كما يدعون أزمة السير في هذه المنطقة.ووصف المبادرون لهذا المخطط، بأنه خط مواصلات عامة، ويدعون أنه سيحل أزمة المواصلات والوصول إلى البلدة القديمة في القدس.
فلسطينيا، حذر رئيس دائرة القدس باللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وزير شؤون القدس عدنان الحسيني، من تداعيات هذا المخطط على الوجه الحضاري لمدينة القدس. وقال لـ"العربي الجديد: "الاحتلال يشوه طابع القدس الحضاري والتاريخي من خلال مخططه هذا، الهادف إلى طمس الهوية العربية للمدينة، وإضفاء طابع تلمودي عليها، لهذا نرفضه ونُدينه بشدة".
كما ندد رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، الشيخ عكرمة صبري، بهذا المشروع، وقال: "إن إقامة قطار هوائي (تلفريك) ملاصق لأسوار المسجد المبارك تعدّ انتهاكاً لحرمة الوقف الإسلامي في القدس والمسجد الأقصى، علما بأنه سيقام على أراضي الأوقاف سواء في القصور الأموية أو أعمدتها في أراض وقفية مثل أراضي السلودحة خلف المصلى المرواني، وعلى حساب أراضي مقبرة باب الرحمة، وبالتالي فإنه اعتداء يجب وقفه".
وأضاف: "المخطط هذا محاولة واضحة لتهويد جبل الزيتون، علماً بأن المقبرة اليهودية موجودة على أرض وقف إسلامي ومحاطة بأراضي الوقف". مشيرا إلى أنه "انتهى التحكير الخاص بها منذ سنوات، ويجب استعادتها كأراض وقفية إسلامية".
وحسب المخطط؛ سيتم تغيير حركة السير ورفع الشارع الحالي، وإقامة جسر ضخم على أعمدة متفرعة من باب المغاربة باتجاه سلوان، وباتجاه منطقة باب النبي داود وباب الخليل؛ بحيث يتم تحويل حركة السيارات والمركبات والحافلات العامة بعيداً عن الشارع الحالي، وتوسيع تلك الطرق لتستوعب حركة السياح والمتدينين اليهود والمستوطنين المترددين على تلك البؤر الاستيطانية والمنشآت المزمع إقامتها في غضون الخمس سنوات المقبلة.
ويعدّ هذا المشروع ضمن 19 مشروعا استيطانيا تهويديا تعكف الوزارات الإسرائيلية المختلفة على تنفيذه، وفق مخطط (زامش)- (الرؤية الجديدة للقدس) والتي تتركز معظمها في المنطقة الجنوبية من البلدة القديمة من باب الخليل حتى باب الأسباط، مروراً بالبؤر الاستيطانية في سلوان ومنطقة وادي حلوة وعين سلوان، بتكلفة تزيد عن 300 مليون دولار - أي نحو ملياري شيكل بالعملة الإسرائيلية عند اكتمال تنفيذها في العام 2030.
وتشمل الخطة، مد القطار الهوائي من بركة السلطان في باب الخليل إلى حي الثوري "سينماتك"، ووادي حلوة - العين ثم مركز الزوار، ومنه بمحاذاة أسوار البلدة القديمة في باب المغاربة، وسيقام هناك مركز ومحطة استقبال (3 طوابق ومصعدان كبيران)، مرتبطة بسلوان ومنطقة "العين"، والآثار التي تم الكشف عنها، إضافة للقصور الأموية، ومن هناك إلى المنطقة الجنوبية من المصلى المرواني في المسجد الأقصى إلى جبل الزيتون، وهناك سيقام مركز لاستقبال السياح من 4 طوابق متدرجة، أعلى "المقبرة اليهودية" في جبل الزيتون، ومن هناك إلى المحطة الرابعة من جبل الطور إلى ساحة باب الأسباط، حيث الدخول إلى البلدة القديمة وشارع المجاهدين باتجاه منطقة الواد وأسواق البلدة القديمة.