دولي
اقتحام سجون الأسرى.. تعويض للفشل وحرب انتخابية
التفتيش أصبح يستمر لساعات طويلة لأقسام السجون على اختلافها
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 22 جانفي 2019
• مركز حقوقي يحذر من تفاقم أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال
"اقتحام صباحي أو ليلي، وحدات خاصة، برد قارس، تفتيش عارٍ" كل هذه الوقائع وأكثر تجتمع في آنٍ واحد على الأسرى في سجون الاحتلال، حيث زيادة معاناة الأسرى وحرمانهم من لحظات للراحة أو للصلاة أو النوم أو أي أنشطة أخرى، مكتب إعلام الأسرى، أوضح أنّ التفتيش يستمر لساعات طويلة لأقسام السجون على اختلافها، يكون خلالها الأسرى الذين تم إخراجهم من الغرفة متواجدين في غرفة ضيقة دون أي إمكانيات أو طعام أو وسائل تدفئة.
كانت ما تسمى بـ"مصلحة السجون" قد سمحت للقوات الخاصة "المتسادا" ترافقها الكلاب البوليسية، وأدوات القمع الخاصة، باقتحام قسم 17 بسجن عوفر، فيما أعادت الاقتحام لقسم 15 وبقية الأقسام صبيحة أمس الاثنين، وقد أقدمت على تحطيم وسرقة مقتنيات الأسرى والتفتيش الاستفزازي، مما أشعل حالة من التوتر في صفوف الأسرى في سجون الاحتلال بشكلٍ عام وبسجن "عوفر" بشكلٍ خاص.
وقد أكّدت لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية، أنّ أكثر من 120 أسير أصيبوا بالرصاص المطاطي، وبقي قرابة 20 أسيرا رهينة وفريسة للاعتداءات والإهمال الطبي المتعمد في العيادات والمستشفيات "الإسرائيلية".
وتوقعت لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية بغزة، اندلاع انتفاضة فلسطينية في سجون الاحتلال "الإسرائيلي"، بسبب استمرار هذه المضايقات.
ويعتقد الأسير المحرر وممثل الجبهة الديمقراطية في لجنة الأسرى مصطفى مسلماني، أنّ سياسة الاحتلال في التعامل مع الأسرى تنسجم مع سياسة اليمين "الإسرائيلي" وهي التنكيل بالأسرى بشتى الأشكال والألوان وذلك من أجل الحصول على أصوات أعلى في الانتخابات.
ويشير مسلماني في حديثه لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" أنّ "ساحة السجون الإسرائيلية هي الأكثر حساسية لدى المجتمع الإسرائيلي"، مبيناً أنّها تعدّ ساحة مهمة لتوظيفها في الساحات السياسية، وخاصة الانتخابية.
وأعلن الائتلاف الحكومي في "إسرائيل" مؤخراً عن إجراء انتخابات برلمانية مبكرة في أبريل القادم.ويؤكّد الأسير المحرر، أنّ الاعتداء على الأسرى واضح بلا مواربة أنّه محاولة لتعويض فشل جيش الاحتلال أمام المقاومة الفلسطينية في غزة من جهة، وأمام العمليات البطولية الأخير بالضفة المحتلة."عمليات القمع الإسرائيلية للأسرى في السجون غير مرتبطة بزمان أو مكان محدد، فهي مستمرة طوال السنة وإن لم تكن يوميًّا فلا يمر إلا أسبوع وفيه عملية قمع" هذا ما ذهب إليه الأسير المحرر والمختص بشؤون الأسرى فؤاد الخفش.
وفي رسالته عن القمع في هذا الوقت يؤكّد الخفش لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" أنّ الاحتلال يسعى من خلال عمليات القمع الحالية أن يوجه رسالة للجمهور الإسرائيلي وتحديداً لليمين المتطرف، بأنّ الوعودات للتنكيل بالأسرى تتحقق.ويضيف المختص بشؤون الأسرى: "ربما أراد الاحتلال للفيديوهات أن تنتشر وتخرج من السجون، من أجل دعاية انتخابية أكثر قوة وكسباً للأصوات في الانتخابات القادمة".
ويؤكّد الخفش، أنّ هذه "القمعة كما يسميها الأسرى لن تكون الأولى ولن تكون الأخيرة، ويضيف: "اعتادت مصلحة السجون أن تصل الأمور قريباً من الانفجار، إلا أنّها تعرف كيف تتصرف وتدرك ما يريد أن يصل له الأسرى فتحاول أن تستخدم سياسة متباينة".
الاقتحام لا يقتصر خلال فصل الشتاء وفي ظروف صعبة على الأسرى البالغين فقط، حيث يؤكّد مكتب إعلام الأسرى أنّ ذلك يمتد ليشمل الأسرى الأطفال الذين يتعرضون إلى هذه الممارسات التعسفية، وتتعمد إدارة سجني مجدو وعوفر، وفي مراكز التوقيف التي يقبع فيها أطفال، التنكيل بالأسرى الأطفال في مثل هذه الأوقات من العام؛ لمضاعفة معاناتهم مع البرد الشديد.
وأوضح أنّ أقسام الأسيرات في سجن الدامون تتعرض لنفس الظروف من اقتحام وتفتيش خلال فصل الشتاء، وتتعمد الإدارة عدم توفير أغطية وملابس شتوية كافية للأسيرات لزيادة المعاناة المستمرة، ولا تسمح سوى بدخول قليل من الملابس كل ثلاثة أشهر للأسيرة، كذلك لا يسمح بإدخال الأغطية مع الأهل خلال الزيارة نهائيًّا.
• مركز حقوقي يحذر من تفاقم أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال
هذا وحذّر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، من تفاقم أوضاع المعتقلين داخل سجون الاحتلال، معربًا عن قلقه من استمرار تدهور الظروف المعيشية لنحو 7000 معتقل فلسطيني في سجون الاحتلال "الإسرائيلي".
وطالب المركز في بيانٍ له المجتمع الدولي بالضغط على حكومة الاحتلال "الإسرائيلي" لإجبارها على الالتزام بالمبادئ والقواعد الدولية التي تحمي المعتقلين وتحافظ على حقوقهم وكرامتهم.
وأدان المركز اقتحام قوات الاحتلال سجن "عوفر"، غرب رام الله وإصابة أكثر من 100 معتقل فلسطيني، واحتراق ثلاث غرف للمعتقلين بالكامل.وأشار إلى أنّ وحدات خاصة تابعة لمصلحة السجون قد اقتحمت، أمس، أقسام السجن العشرة كافة، الذي يضم (1200) معتقل، بما فيها قسم المعتقلين الأطفال، واعتدت عليهم بالضرب والهراوات وإطلاق الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية، وأصيب أغلبية المعتقلين بالرصاص المطاطي، حيث نقلوا للمستشفيات لتلقي العلاج.
وأكدت مؤسسات فلسطينية تعنى بشؤون المعتقلين الفلسطينيين أن وحدة خاصة تابعة لمصلحة السجون قد اقتحمت بشكل مفاجئ يوم أول أمس الأحد 20 يناير 2019، قسمي (11، و12) في سجن عوفر، وأجرت خلاله تفتيشات في مقتنيات المعتقلين، مما أحدث توتراً بين صفوف المعتقلين.
وخلال يوم أمس، توالت الاقتحامات لباقي الأقسام كافة في السجن، بما فيها قسم الأطفال، حيث استعانت مصلحة السجون بأربع وحدات خاصة، هي: "درور، والمتسادا، واليماز، واليمام". واستخدمت وحدات مصلحة السجون الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية واعتدت بالضرب المبرح على المعتقلين.
وأكّد المركز الحقوقي، أنّ هذا الاعتداء واسع النطاق يعيد بالذاكرة لاقتحامات سابقة نفذتها وحدات مصلحة السجون ضد المعتقلين الفلسطينيين بين الفينة والأخرى، وفي كل السجون الـ(22) المقامة داخل دولة الاحتلال.وأوضح أنّ هذه الأحداث تأتي في إطار سياسة واضحة وممنهجة تمارسها إدارة مصلحة سجون الاحتلال من أجل التضييق على الأسرى والمعتقلين وفرض عقوبات عليهم وحرمانهم من أبسط حقوقهم الإنسانية.
وقال: "هذا يشكل خرقاً واضحاً لكل القوانين والمعايير الدولية ويفضح ممارسات الاحتلال التعسفية بحق الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال والتي ترتقي لمستوى جرائم الحرب".
• "الديمقراطية" تطالب بتحرك سياسي وقانوني للجم الهجمة على الأسرى
في حين طالبت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، السلطة الفلسطينية ووزارة خارجيتها إلى أوسع تحرك سياسي وقانوني للجم الهجمة "الإسرائيلية" وتوفير الحماية للأسرى في سجون الاحتلال.
ودعت الديمقراطية في بيان صحفي إلى أوسع تحرك جماهيري، في المناطق المحتلة وفي الشتات تضامناً مع الحركة الأسيرة في مواجهتهم المشرفة لسلطات الاحتلال وإدارات السجون، ومنها سجن "عوفر".
كما دعت الجبهة الأمين العام للأمم المتحدة، لإرسال لجنة تحقيق دولية في الجرائم اليومية التي ترتكبها سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" بحق أسرانا، في سجون الاحتلال، ومنهم النساء والأطفال.
وأدانت الجبهة الهجمة الدموية الشرسة والهمجية لإدارات السجون ضد أسرانا في سجن عوفر وغيره من سجون الاحتلال، مؤكدة أن جماهير شعبنا لن تقف مكتوفة وتترك الأسرى الأبطال وحدهم يواجهون جنود الاحتلال وعصاباته في معركة الحرية والكرامة الوطنية.