الحدث

25 ولاية محاصرة و9 ولايات منكوبة بسبب الثلوج !!

استمرار تساقط الثلوج صعب من مهمة فك العزلة عن القرى وفتح الطرقات المغلقة

    • زعلان يأمر بضرورة تأمين الطريق الفرعي "المدنية" و"بئر مراد رايس"

    • الجيش يتدخل لفك العزلة بمنطقة الشريعة في البليدة 

 

صعب استمرار التقلبات الجوية وتساقط الثلوج عبر الولايات الوسطى والشرقية، أمس، من مهمة أجهزة الأمن والجيش في فك العزلة عن عدد من القرى والمداشر، حيث ظل، أمس، 16 طريقا وطنيا و15 طريقا ولائيا مغلقا بسبب تراكم الثلوج، وهو ما فرض حصارا حقيقيا على الجزائريين عبر أكثر من 25 ولاية اضطر سكانها للبقاء في بيوتهم لأكثر من 48 ساعة.

 

    • تحذيرات من استمرار التقلبات الجوية و31 طريقا لا يزال مغلقا بسبب كثافة الثلوج

 

وحذر الديوان الوطني للأرصاد الجوية، أمس، من استمرار تساقط الثلوج على المناطق الوسطى والشرقية على مرتفعات 800 متر. وأشارت نشرية خاصة أن الولايات المعنية هي خنشلة، تبسة، أم البواقي، سوق أهراس، الطارف، عنابة، ڤالمة، سكيكدة، قسنطينة، جيجل، ميلة وسطيف، بالإضافة إلى برج بوعريريج، البويرة، تيزي وزو، بومرداس، البليدة وبجاية. وتم خلال الـ 48 ساعة الأخيرة تسجيل تساقط كميات معتبرة من الثلوج على أكثر من 25 ولاية عبر المناطق التي يزيد علوها عن 700 متر، وهو ما تسبب في عزل قرى ومداشر بأكملها وغلق عدد من الطرقات الوطنية والولائية والمحاور. وقد عطل استمرار تساقط الثلوج من مهمة رجال الدرك والجيش في فتح هذه الطرقات وفك العزلة عن المناطق المتضررة.

وحسب بيان لمصالح الدرك الوطني، أمس، فإن الاضطرابات الجوية التي شهدتها 9 ولايات وسط وشرق الوطن، خلال اليومين الأخيرين، تسببت في قطع حركة المرور عبر 16 طريقا وطنيا و15 طريقا ولائيا بسبب التساقط الكثيف للثلوج، وأوضح المصدر أن الولايات التي تأثرت بالاضطرابات الجوية هي تيزي وزو والبويرة والبليدة وبجاية وجيجل وبرج بوعريريج وتبسة وسطيف وميلة، مشيرا إلى أن 16 طريقا وطنيا و15 طريقا ولائيا تظل مغلقة بسبب تراكم الثلوج بعد تساقطها الكبير خلال 48 ساعة الأخيرة.

 

    • تيزي وزو الأكثر تضررا

 

ومن أكثر الولايات التي سجلت تساقطا كثيفا للثلوج، في اليومين الماضيين، ولاية تيزي وزو حيث عرفت مختلف مناطق الولاية تهاطلا كبيرا للثلوج، بلغ سمكها في بعض المناطق في الجهة الشمالية من الولاية قرابة 50 سنتم. وقطعت الثلوج عدة طرق في أعالي الولاية، وتسببت في استحالة المرور بين بلديتي آيت يحيى وعين الحمّام، كما توقفت الحركة على مستوى الطرق الرابطة بين ولاية تيزي وزو وولايتي البويرة وبجاية، كما هو الشأن بفج تيروردة وشلاطة، وأغلق الطريق الوطني رقم 33 باتجاه ولاية البويرة مرورا بواسيف، إضافة إلى الطريق المؤدي نحو ولاية البويرة على مستوى تيزي نكولان.

كما لم يتمكن مواطنو عدة مناطق من الالتحاق بعاصمة الولاية، صباح أمس، مثلما هو الشأن بمنطقة ماكودة، وتساقطت الثلوج بكثافة بمنطقة بوزڤان التي انقطعت فيها الحركة في عدد من الطرق المؤدية إلى قراها، مثلما عزلت عدة قرى بدائرة إفرحونان. وشكلت مصالح ولاية تيزي وزو خلية أزمة، كما تدخلت مختلف المصالح المحلية وفرق للجيش لفك العزلة عن عدة قرى ومداشر بقي سكانها محاصرين بسبب سمك الثلوج واستمرار تساقطها لفترات طويلة.

 

    • سكان الشريعة محاصرون في منازلهم

 

من جهة أخرى، وجد السكان بحظيرة الشريعة السياحية في أعالي البليدة، أنفسهم محاصرين بالثلوج التي تساقطت خلال الـ 48 ساعة الماضية، فيما عانى البعض الآخر من انقطاعات في الكهرباء والماء الشروب. ورغم تأخر سقوط الثلوج وإنذار مصالح الأرصاد الجوية بسقوط الثلوج على ارتفاعات تقل عن الـ 500 متر، إلا أن بعض الطرقات الفرعية بحظيرة الشريعة لم تبق عملية وانقطعت الحركة بها، وهو ما جعل بعض السكان المحاصرين بفعل الثلوج يستنجدون بالحطب والمازوت لأجل تدفئة أنفسهم، كما انقطعت الكهرباء، فضلا عن الماء الصالح للشرب. واستغرب السكان عدم تفعيل اللجنة أو خلية الطوارئ هذه المرة، وعدم شق الطرقات الفرعية، الأمر الذي أجبرهم، منذ ليلة أول أمس، على البقاء محبوسين داخل مساكنهم يتدفأون بنيران مشتعلة بالحطب المخزن والبقاء وسط الظلام، وأبدوا في سياق التقلبات الجوية والبرودة التي اجتاحت المنطقة، مخاوفهم من تكرار سيناريو شتاء 2018 وبقائهم محاصرين لأيام.

 

    • انهيارات صخرية خطيرة وطرقات تغمرها المياه بالعاصمة

 

وبالعاصمة، تسببت التقلبات الجوية في العديد من حوادث المرور وحوادث الانهيارات الصخرية، أخطرها سجل على مستوى بلدية بئر مراد رايس، حيث تسببت الأمطار في انهيار خطير للصخور في الطريق الرابط بين بلدية بئر مراد رايس والمرادية من علو 30 مترا، ما استدعى اتخاذ إجراءات فورية تمثلت في غلق الطريق ووضع انحراف باتجاه الجسر المحاذي لموقع الانهيار، لضمان حركة مرورية عادية .وشرع على إثر هذا الانهيار في أشغال إنجاز "جدار السند المؤقت" لفتح حركة المرور بصفة جزئية مرة أخرى، وذلك في غضون اليومين المقبلين، فيما تم تجنيد أعوان المديرية إلى جانب مصالح الولاية والوزارة ومصالح الأمن في الميدان لضمان الأشغال وتنظيم حركة المرور على مستوى ذات المحور. كما تدخل عمال مديرية الأشغال العمومية بالعاصمة عبر 20 موقعا من أجل ضمان سيولة حركة المرور بعد ارتفاع نسبة المياه بالطرقات جراء التساقط الغزير للأمطار، وقد سجلت جل هذه التدخلات عبر الطرق السريعة على غرار الطريق السيار شرق والطريق الجنوبي بن عكنون باتجاه الدار البيضاء.

 

    • إلغاء الرحلات الجوية في سطيف وعودة الخطوط عبر قسنطينة

 

هذا وقد تسببت التقلبات الجوية في إلغاء رحلات للخطوط الجوية الجزائرية ذهابا وإيابا على مستوى مطاري سطيف وقسنطينة. وحسبما أعلنت عنه، أمس، الشركة الوطنية للخطوط الجوية، في بيان لها، فإنه "تبعا للأحوال الجوية السائدة على مستوى مطاري قسنطينة وسطيف (ثلوج، جليد ومشاكل متعلقة بوضوح الرؤية)، فإن خلية المتابعة العملياتية لشركة الخطوط الجوية الجزائرية أعلنت إلغاء جميع الرحلات ذهابا وإيابا على مستوى هذين المطارين، وذلك إلى حين تحسن الأحوال الجوية"، يوضح ذات البيان.

 

    • أزمة قارورات غاز البوتان وندرة المواد الأساسية تتجدد

 

من جانب آخر، وبفعل الثلوج المتساقطة، فقد تجددت في عدد من الولايات المعنية بهذه التقلبات الجوية أزمة قارورات غاز البوتان، كما سجلت ندرة في بعض المواد الغذائية الضرورية، على غرار الحليب المدعم. وعرفت محطات الوقود في تيزي وز والبويرة وأعالي البلدية وولايات شرقية كسطيف وبرج بوعريريج، حالة من الغليان بسبب طوابير طويلة من المركبات والشاحنات أمام محطات نفطال والمحطات الخاصة، من أجل الظفر بقارورة الغاز، الأمر الذي أثار حفيظة الزبائن، على رأسهم سكان القرى والمداشر. وحسب مصادر "الرائد"، فإن أسباب الندرة ما زالت مجهولة، وتفاقم الأزمة يبقى واردا إلى غاية نهاية الأسبوع. وأعرب عدد من السكان عن امتعاضهم من تكرر نفس السيناريو كل فصل شتاء، مشيرين إلى أن الأزمة الحاصلة انجر عنها تعطل مصالحهم اليومية وتعريض حياة عائلاتهم للخطر، كونهم يقضون ساعات طويلة في طوابير المحطات للظفر بهذه المادة، تزامنا مع بداية تساقط الثلوج .وناشد سكان الولايات الشرقية والوسطى المصالح المختصة التدخل لمعالجة المشكل المطروح، ووضع حدّ للمهزلة التي باتت تتكرر بصفة دورية عشية كل تقلبات جوية، محملين مؤسسة نفطال التي ظلت، حسبهم، في موقع المتفرج، مسؤولية ما يحدث ووصفوها بالمعضلة التي أدخلتهم في رحلة بحث عن قارورات الغاز أينما وجدت للتزود بها.

س. زموش

 

من نفس القسم الحدث