الحدث

طوارئ في المستشفيات بسبب الأنفلونزا الموسمية ومخاوف من تكرار سيناريو الوفيات...

مصالح الاستعجالات تستقبل يوميا ما بين 150 إلى 200 حالة

خياطي: تفشي الأنفلونزا راجع لعدم التزام المواطنين باللقاح في آجاله المحددة 

 

تشهد المستشفيات الجزائرية، هذه الأيام، حالة طوارئ غير مسبوقة، لتوافد عدد كبير من المصابين بأنفلونزا موسمية حادة تتطلب تدخلا علاجيا، ما أثار مخاوف المواطنين من تكرار سيناريو السنوات الماضية وتسجيل وفيات بسبب هذه الأنفلونزا.

ككل فصل شتاء تعرف المستشفيات والمراكز الصحية وحتى العيادات الخاصة حالة طوارئ بسبب تزايد عدد المصابين بالأنفلونزا الموسمية، التي يبدو أنها ستكون حادة هذه السنة على غرار السنوات الماضية، حيث تتميز أنفلونزا هذه السنة بأنها معقدة وتتطلب علاجا بالمضادات الحيوية، بالإضافة إلى أنها سريعة العدوى وأعراضها خطيرة خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يتميزون بنقص مناعتهم ضد الأمراض. 

وحسب عدد من مسؤولي مصالح الاستعجالات الطبية في عدد من المستشفيات بالعاصمة، فإن هذه الأخيرة تستقبل ما بين 150 و200 حالة يوميا لأشخاص مصابين بالأنفلونزا الموسمية، منهم من تلقوا لقاح الأنفلونزا غير أنهم أصيبوا بالفيروس. وفي هذا الشأن، أوضح المختص في طب الأطفال بمستشفى القبة، الدكتور سعيد الحلاق، لـ"الرائد"، أن الأنفلونزا مرض تنفسي يؤثر على أجهزة الجسم كافة وعلى الجهاز التنفسي العلوي بشكل خاص، وقد ينزل إلى الجهاز التنفسي الأسفل. 

وتكمن الخطورة، حسبه، في حالة الهبوط إلى الرئتين مرورا بالقصبة والقصيبات والرغامة المعروفة بالقصبة الكبرى التي تكون المجاري الهوائية السفلى، فالزكام العادي أو نزلات البرد تقتصر على الجهاز التنفسي العلوي فقط وتشمل الأنف وتوابعه، ولا يمكنها أن تنزل إلى الرغامة والقصبة الهوائية عكس الأنفلونزا الذي يعتبر فيروسه "الإيموفيلس الإنفلونزي" الأخطر على الإطلاق، ويمس بدرجة أكبر فئات الأطفال صغار السن، كالرضع وناقصي المناعة وكذا كبار السن وذوي الأمراض المزمنة ومرضى الكلى والقلب والسكر.

 

خياطي: تفشي الأنفلونزا راجع لعدم التزام المواطنين باللقاح في آجاله المحددة بسبب اعتدال المناخ

 

بالمقابل، يجهل عامة الناس أن هناك فرقا شاسعا بين نزلات البرد والأنفلونزا، كما أن العديد من المواطنين يخلطون بين الزكام العادي والفيروس الذي يصيب المريض، نظرا إلى التشابه في الأعراض، وهو ما يؤدي إلى إهمالها والتعرض لمضاعفات خطيرة قد تؤدي إلى الوفاة في أحيان كثيرة. 

فالأنفلونزا الموسمية ليست من أنواع الفيروسات البسيطة، حيث يجمع كافة الأطباء أن هذه الأخيرة قد تؤدي إلى الهلاك لاسيما لدى الأطفال الصغار أو ناقصي المناعة وكبار السن في حالة حدوث مضاعفات أو إهمال المرض. 

وفي هذا الصدد دعا رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، البروفيسور مصطفى خياطي، إلى أخذ الحيطة والحذر، خاصة المصابين بالأمراض المزمنة كونهم لديهم قابلية التعرض بقوة لهذا الفيروس، مضيفا أن الأنفلونزا الموسمية دخلت بقوة بسبب تأخر موسم الشتاء، مشيرا إلى أن المواطنين لم يلتزموا باللقاح الموسمي في الآجال والمواقيت المحددة، نظرا لاعتدال المناخ، وهو ما شجعهم على تأخير اللقاح إلى غاية أواخر شهري نوفمبر وديسمبر الماضيين، ما تسبب في تفشي الفيروس حتى عند الذين استفادوا من اللقاح. 

غير أن خياطي استبعد تكرار سيناريو الوفيات، مشيرا أن عدد المصابين والذين يترددون على المستشفيات لا يعكس خطورة الفيروس وإنما يعكس زيادة الوعي بضرورة علاجه عن طريق الأدوية وليس عن طريق الأعشاب والخلطات.

س. زموش
 

من نفس القسم الحدث