الحدث

هكذا يقتل الغاز الجزائريين في صمت؟!

حملات تحسيسية لتفادي حوادث الاختناقات التي تتكرر كل شتاء

تعمل مصالح الحماية المدنية وجمعيات المجتمع المدني، منذ فترة، على التحسيس بمخاطر الاستعمالات السيئة للغاز في فصل الشتاء هذا، حيث عادة ما تحتل حوادث الاختناق بالغاز صدارة الحوادث المنزلية وتزداد مخاطر التعرض لها، وتتحول الرغبة في الدفء إلى "مغامرة" بحياة المواطنين، فالخسائر البشرية من سقوط عشرات الأرواح ومئات المصابين كل سنة عجلت بضرورة اهتمام فئات المجتمع المدني للحد من الظاهرة.

تحتل حوادث الاختناق بالغاز صدارة الحوادث المنزلية وتزداد مخاطر التعرض لها مع كل دخول فصل شتاء، حيث يضطر الجزائريون إلى استعمال أجهزة التدفئة الغازية كانت أو الكهربائية، دون الالتزام بالحيطة والحذر للمخاطر التي تشكلها بعض الماركات من المدافئ وسوء استعمالها، وهو ما يتسبب في عدة حوادث خطيرة ومميتة.

وتعكف المديرية العامة للحماية المدنية رفقة مختلف فروعها بالولايات، على تنظيم حملة تحسيسية واسعة النطاق لتفادي أخطار غاز أحادي أكسيد الكربون، تزامنا وفصل الشتاء، وما تستدعيه الفترة من ضرورة استغلال مختلف أجهزة التدفئة التي تعتبر المصدر الأساسي المتسبب في وفاة المئات من الأشخاص سنويا، حيث تشير آخر الإحصائيات إلى أن الغاز المحترق تسبب في إبادة 223 جزائري في فترة 20 شهرا الأخيرة، وتشير الإحصائيات المعدة من طرف المديرية العامة للحماية المدنية إلى أن سنة 2017 سجل فيها وفاة 134 شخص مع إسعاف 2928 آخر تم إنقاذهم من موت محقق، في حين تشير البيانات الأخيرة لسنة 2018 إلى غاية نهاية أوت الماضي، إلى وفاة 89 شخصا دون احتساب الأشهر المتبقية من السنة التي تعتبر عادة الأكثر تسجيلا لحوادث مماثلة لتزامنها وفترة الشتاء والبرد.

 

التركيب العشوائي لقنوات الغاز يتسبب في الانفجارات

 

هذا ويشير المختصون أن من أهم أسباب ارتفاع هذه الحوادث يعود إلى التركيب العشوائي لقنوات الغاز. ففي معظم الأحيان فإن سبب الانفجارات هو تسرب الغاز واحتباسه لفترة طويلة، وذلك إثر الثقوب التي تنجر عن الأشغال العمومية التي لا يتم الإبلاغ عنها، متجاهلين بذلك خطورة الأمر، كما لا يخفى على أحد أن الغاز يمكن أن يتسرب ويمتد ويخرج من أماكن مختلفة تكون في العديد من الأحيان من المراحيض أو صهاريج المطبخ، ما يسبب الاختناق أو يؤدي إلى الانفجار بمجرد حدوث شرارة، كما أن البناء العشوائي فوق شبكات الغاز يعيق معرفة مكان التسرب. أما الربط العشوائي الذي يقوم به بعض الرصاصين غير المحترفين وعدم اعتمادهم على شهادة أمان تؤدي بهم إلى التسبب في حوادث رهيبة، تحصد سنويا العديد من الأرواح.

 

إغفال مساحات التهوية قد يكون قاتلا

 

ولا ترتبط حوادث الغاز بوجود الثقوب في الأنابيب أو في رداءة الأجهزة، بل تمتد إلى حوادث أخرى قد تأتي في صمت ودون سابق إنذار، وهي الاختناقات بغاز ثاني أكسيد الكربون القاتل، حيث يجهل الكثيرون نقطة مهمة وضرورية للمنازل أثناء فصل الشتاء، وهي مساحات التهوية والتي تعتبر ركيزة أساسية لتفادي حدوث الاختناقات.

ولغياب التوعية، يعمد الكثيرون إلى سد جميع منافذ المنزل من نوافذ وأبواب لغرض الحصول على دفء أكثر، مع إبقاء المدفأة مشتعلة طيلة الليل، وأخطرها في فترات الذروة للنوم، ما قد يضاعف الخطر أكثر باستنشاق الأشخاص للغاز السام القاتل والذي لا ينذر ولا يعطي أية إشارات معينة سوى الشعور بالفتور والنعاس الشديد.

س. زموش

 

من نفس القسم الحدث