الحدث

مشاكل الجالية الجزائرية بالخارج تتعدى "أزمة سكن"...

ممثلوها يرافعون لمطالب أخرى منها فتح فروع البنوك وخفض أسعار تذاكر الطيران

هواري قدور: السلطات الجزائرية تهمل ملف المعتقلين الجزائريين في الخارج

نور الدين بلمداح: العديد من مطالب الجالية لا تزال عالقة

 

تحاول الحكومة منذ فترة استقطاب أموال الجالية الجزائرية في محاولة منها لإثراء مداخيل الخزينة العمومية، وقد اصطدمت مساعي الحكومة هذه بالعديد من الانتقادات من طرف الخبراء الاقتصاديين، الذين اعتبروا مشاريع لونساج و"أل بي بي" استثمارات فشلت بالنسبة لأبناء الوطن بالداخل، فما بالك بالخارج، في حين يعتبر ممثلو الجالية الجزائرية أن مشاكل هذه الأخيرة تتعدى أزمة السكن لأمور أخرى كانت محل مطالب لا تزال عالقة ولم يتم التكفل بها.

وتعاني الجالية الجزائرية بالخارج العديد من المشاكل لا تنحصر في أزمة سكن كما تظنه الحكومة التي تروج، هذه الفترة، لصيغة السكن الترقوي العمومي لدى أبناء الجالية، حيث تم توزيع العديد من السكنات مؤخرا على الجالية في فرنسا وكندا وأمريكا، بينما يرافع ممثلو الجالية في المجلس الشعبي الوطني لمطالب أخرى، منها فتح فروع لبنوك جزائرية بالخارج من أجل تسهيل التحويلات المالية وكذا خفض أسعار تذاكر الطيران ووقف البيروقراطية وسوء المعاملة على مستوى القنصليات، وكذا منح جواز السفر للجزائريين بالنسبة للجزائريين غير المقيمين.

 

غياب فروع للبنوك وغلاء التذاكر يؤرق الجالية الجزائرية في الخارج

 

ومن بين أكثر المشاكل التي وعدت الحكومة بحلها دون تحقيق ذلك، هو مشكل التحويلات. فمنذ أكثر من 4 سنوات أعلنت الحكومة عن قرب فتح فروع للبنوك الجزائرية في العديد من البلدان، إلا أن لا شيء تحقق سوى فرع بنك واحد تم فتحه بفرنسا تابع لبنك الجزائر، في حين تعرف بلدان أخرى ذات كثافة سكانية من الجزائريين غياب أي فروع يمكنها أن تسهل المعاملات النقدية وتحويل العملة.

من جانب آخر، يعاني أغلب أفراد الجالية الجزائرية من مشكل غلاء تذاكر السفر، فثمن التذكرة الواحدة بالنسبة لفرنسا وبعض الدول الأوروبية يتجاوز 700 أورو، وهو مبلغ بات يحرم العائلات الجزائرية المقيمة بالخارج من زيارة بلدها الأم.

 

بيروقراطية وسوء معاملة بالقنصليات الجزائرية في الخارج

 

تستنكر الجالية الجزائرية المقيمة بالمهجر ما تتعرض له من طرف إدارة القنصليات الجزائرية المتواجدة بالخارج من بيروقراطية "لا تطاق"، رغم تواجدها في بلدان أكثر تقدما، ويجد المهاجرون الجزائريون صعوبة كبيرة في الحصول على حقوقهم كمواطنين جزائريين، مثل تجديد جواز السفر أو بطاقة التعريف الوطنية، شهادة الميلاد أو حتى عند تحويل ملفاتهم من منطقة إلى أخرى.

 

هواري قدور: السلطات الجزائرية تهمل ملف المعتقلين الجزائريين في الخارج

 

وفي هذا الصدد، أكد رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقو الإنسان، هواري قدور، في تصريح لـ"الرائد"، أن الحكومة الجزائرية تدير ظهرها في حل مشاكل الجالية الجزائرية في الخارج، مشيرا أن الممثليات الدبلوماسية لا تقوم بمهامها.

وقال قدور إن أغلب الجزائريين يلقون معاملة سيئة على مستوى القنصليات، كما يقابلون ببيروقراطية غير مقبولة، وهو ما امتد، حسب قدور، إلى المعتقلين الجزائريين في الخارج، مشيرا أن السلطات الجزائرية أهملت هذا الملف تماما. واعتبر قدور أنه من الضروري أن يقوم السفراء والدبلوماسيون الجزائريون في الخارج بعملهم وواجباتهم، وعدم التصرف على أنهم في رحلات سياحية، ملحا على ضرورة أن تكون القنصليات مفتوحة أمام الجالية، لا أن تفتح في المواعيد الانتخابية فقط.

 

نور الدين بلمداح: العديد من مطالب الجالية لا تزال عالقة

 

من جهته، قال نائب الجالية بالمجلس الشعبي الوطني عن المنطقة الرابعة، نور الدين بلمداح، لـ"الرائد"، إن أفراد الجالية الجزائرية المقيمة بالمهجر استحسنت الإجراءات التي أطلقتها الحكومة، منها تسهيلات للاكتتاب في صيغة السكن "أل بي بي" وكذا إجراءات الاستثمار وفتح إمكانية الاستفادة من مشاريع لونساج وكناك، غير أن هناك العديد من المطالب لا تزال عالقة منها فتح فروع بنكية جزائرية في الخارج وتخفيض أسعار تذاكر السفر وفتح خطوط جوية وبحرية جديدة. ولفت النائب إلى أن هناك تأخرا كبيرا في الاستجابة لبعض المطالب، خاصة تلك المرفوعة منذ سنوات طويلة، مضيفا أن الجالية تطمح لقرارات جريئة أخرى من الحكومة وهي تخفيض أسعار تذاكر السفر وفتح خطوط جوية جديدة مثل خط برشلونة عنابة وسان بيترسبورغ الجزائر، ونيويورك الجزائر، وألمانيا تيارت، وغيرها، بالإضافة إلى منح أفراد الجالية غير المقيمين الحق في جواز السفر الجزائري، مضيفا أن الجزائر هي الدولة الوحيدة في العالم التي ترفض وتعرقل حصول أبنائها الذين لا يملكون وثائق إقامة على جوازات سفر بالخارج.

محمد الأمين. ب

 

من نفس القسم الحدث