الحدث

الأئمة للشباب: احذروا الأفكار الهدامة.. و"الحرقة" إغراء آثم !!

أكدوا في جمعة موحدة عبر مساجد الوطن على ضرورة تنمية الوازع الديني وسطهم

دعا، الأئمة وعبر مختلف مساجد الجمهورية في خطب موحدة كافة الجزائريين إلى التحسيس بمخاطر "الحرقة" وتحريمها لما تسببه من إلقاء النفس إلى التهلكة في عرض البحر"، مشددين على "ضرورة تنمية الوازع الديني وسط الشباب"، وخصص أئمة المساجد، حيزا هاما من الخطبة لتوعية الشباب بعواقب ظاهرة الهجرة غير الشرعية أو ما تعرف بـ"الحرقة"، داعين هذه الشريحة من المجتمع إلى "عدم الانسياق وراء الأفكار الهدامة التي تروج لهذا الإغراء الآثم"، تزامنا مع تنامي رحلات قوارب المهاجرين نحو أوروبا.

حث إمام وخطيب مسجد الوئام بمنطقة سعيد حمدين بالعاصمة "الشباب الجزائري إلى ضرورة الحفاظ على أنفسهم وعدم إفجاع عائلاتهم والتسبب في مآس عائلية باتت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي تصدمنا بها بشكل يومي"، مؤكدا أن "الإسلام أمرنا بالحياة الكريمة ونهانا عن الحياة الذليلة لأن المهاجرين يعرضون أنفسهم للهلاك".

وطالب الخطيب "المسؤولين بالعمل على إزالة الأسباب المؤدية إلى هذه الهجرة من خلال توفير فرص العمل والحياة الكريمة المستقرة للناس في أوطانهم، والضرب بيد من حد على كل من يعرض حياة الناس للخطر أو يتاجر في معاناتهم"، مذكرا أن "قوارب الموت باتت هاجسا يؤرق الأسر الجزائرية التي باتت تفقد أبناءها في عرض المتوسط والخطير في الأمر أن الظاهرة باتت تستقطب الأطفال والنساء بشكل رهيب لينتهي قدرهم بالبحر أو في حياة الذلة والمسكنة".

وفي نفس السياق دعا إمام وخطيب مسجد أبو عبيدة عامر ابن الجراح باش جراح إلى "ضرورة مرافقة الشباب من خلال الدروس المسائية ومختلف الأنشطة الثقافية والدينية من أجل توجيههم نحو كل ما هو إيجابي ومفيد ومساعدتهم في القضاء على آفة الفراغ التي تبقى أكبر خطر".

من جانب آخر دعا أئمة مساجد العاصمة "الجزائريين كافة إلى التحلي باليقظة والفطنة والتسلح بالتعاليم الدينية الصحيحة لتحصين الأنفس والأهل والمجتمع برمته من مخاطر ظاهرة "الحرقة" التي تسيء للإسلام والمسلمين وتعرض أبناء الأمة للمظالم في مختلف ربوع العالم"، مذكرين "بدعوة القرآن الكريم المسلمين إلى التكافل والتكاثف والاعتصام بحبل الله ونبذه للتفرقة والتشتت"، كما حث الأئمة المصلين على ضرورة توعية الناس بخطورة ظاهرة "الحرقة" وأمرتهم بالدعوة إلى التمسك بالوطن وتقوية روابط الوحدة بين أبناء الشعب الجزائري والاقتداء بالرسول عليه الصلاة والسلام في حب الوطن".

وأكد العديد من الأئمة على أهمية نشر الوازع الديني والأخلاقي في أوساط الشباب وحثهم على ضرورة الحفاظ على أنفسهم وعدم الإلقاء بها إلى التهلكة، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الجزائرية، وتطرق البعض منهم إلى هذه الظاهرة لكونها غريبة عن الدين الإسلامي الذي "يحرم مثل هذه الممارسات الغريبة عن مجتمعنا، باعتبار أن حرمة دم المسلم وعرضه وماله ثابتة في نصوص الشريعة الإسلامية".

واعتبر الأئمة أن هذه الظاهرة التي باتت تستقطب حتى النساء والأطفال وتسبب مآس كثيرة للعائلات الجزائرية التي تفقد فلذات أكبادها في عرض البحر، تستدعي ضرورة التصدي لها حتى لا تستفحل أكثر في أوساط المجتمع، وأبرز الأئمة في خطبهم أهمية الاعتماد على المرجعية الدينية بأبعادها الوطنية، معتبرين أن ذلك كفيل بمحاربة الفكر المتطرف وتأمين عقول وأفكار الشباب الجزائري.

كما أشاروا أيضا إلى أن نعمة الأمن تعد من أعظم النعم التي منّ الله بها على عباده ولا يمكن أن يشعر بها إلا من فقدها، محذرين المواطنين، وعلى وجه الخصوص فئة الشباب، من مغبة الانسياق وراء الإشاعات المغرضة التي تحاول زرع الفتنة، داعين إياهم إلى تفويت الفرصة على أعداء الوطن في الداخل والخارج.

وأكدوا بالمناسبة على ضرورة التلاحم والتراحم ونبذ التفرقة بين أفراد المجتمع، معتبرين أن الوضع الراهن يحتم على الجميع جعل مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.

هني. ع
 

من نفس القسم الحدث