الوطن
"الكناس" يطالب بأهمية تعميم الدراسة باللغة الإنجليزية بالجامعات
عوض اللغة الفرنسية التي أصبحت عائقا أمام الطلبة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 12 ديسمبر 2018
وصل الجدل القائم حيال أهمية استبدال اللغة الفرنسية بالإنجليزية، بقطاع التربية والتعليم بالجزائر، إلى الجامعات على خلفية المكانة التي تحتلها في المجال العملي والتكنولوجي العلمي، حيث تعالت أصوات الأساتذة والدكاترة الجامعيين بشأن أهمية إلغاء مادة الفرنسية على اعتبارها سببا رئيسيا في نكسة التعليم العالي بالجزائر وسببا مباشرا وراء التصنيفات المتدنية للجامعات في الرتيب العلمي.
واعتبر الدكتور عبد الحفيظ ميلاط، المنسق الوطني للمجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي "الكناس"، أن أكبر عائق أمام تطور الجامعة الجزائرية وتطور البحث العلمي، هو استمرار الاعتماد على اللغة الفرنسية في تدريس التخصصات العلمية والتقنية.
وتساءل ميلاط "متى تكون لدينا الشجاعة الكافية لإنهاء هذا العبث، متى نتوقف عن أن نكون ملكيين أكثر من الملك؟" بعد أن أكد في ذات السياق أنه إذا كانت فرنسا نفسها انتبهت لهذا الخطر، وأصبحت تعتمد على اللغة الإنجليزية في تدريس التخصصات العلمية، وإذا كانت الجامعات الفرنسية نفسها تعتمد فقط اللغة الإنجليزية في مؤتمراتها العلمية.
وتساءل من جديد قائلا "ما معنى أن ندرس طالبا بلغة يجد نفسه مضطرا لعدم استعمالها بمجرد بلوغه مرحلة متطورة من دراسته. ويجد نفسه عاجزا عن استعمال لغة العلم والعالم، لأن كل دراساته السابقة كانت بلغة الشعر ولغة موليير.؟
وحسب الدكتور الجامعي ميلاط، فإن السبب الأول في تدهور تصنيف الجامعات الجزائرية، هو اعتمادنا على لغة غير معتمدة أصلا في التصنيف، وهذا قبل أن يطالب وزارة التعليم العالي بوضع حد لهذا العبث الذي لا يخدم لا الجامعة الجزائرية ولا الطالب الجامعي، مشددا في سياق كلامه على أهمية إجراء إصلاح كامل للبرامج التعليمية بالجامعات.
وكانت نقابات التربية أول من دعا إلى أهمية التدريس باللغة الإنجليزية على اعتبار أن زمن لغة موليير يحتضر في العالم، رافضة أن يبقى ذلك قائما بالجزائر، في ظل أن اللغة الإنجليزية يجب حسبها أن تحتل اللغة مكانتها الطبيعية في المنظومة التربوية الجزائرية، وأن تكون اللغة الأجنبية الأولى باعتبارها لغة العلم والتكنولوجيا وكل دول العالم المتحضرة، قبل أن تطالب بأهمية اتخاذ قرار سياسي من السلطة للتخلص من عقدة الاستعمار، على غرار باقي المستعمرات الفرنسية التي اتخذت قرارا مماثلا للتخلي عن لغة موليير واعتماد الإنجليزية مثل دولة لبنان التي كانت مستعمرة فرنسية، لكنها تغلبت على تلك العقدة وتحتل فيها اليوم الإنجليزية مكانتها الطبيعية، مواكبة بذلك التطورات التي يشهدها العالم.
وبناء على طلب نقابات التربية، فإن تبني اللغة الإنجليزية أصبح ضرورة باعتبارها المخرج وهي الأساس لجميع الدول المتحضرة، لأن ما هو معمول به عالميا سواء في اليابان أو دول أوروبا وحتى إفريقيا فإن ملخص رسالة الدكتوراة يكون بالإنجليزية، وهذا ما يحدث في الجزائر أيضا حيث يجد الطالب نفسه يدرس لسنوات باللغة الفرنسة في الجامعة وعندما يحين موعد مناقشة رسالة الدكتوراه عليه نشرها باللغة الإنجليزية حتى تكون لها مصداقية، خاصة في المواد التقنية والعلمية. واستدل محدثنا بمعهد باستور بفرنسا الذي ينشر نشريته باللغة الإنجليزية لأنها اللغة المقروءة بنسبة 100 بالمائة في العالم، في حين نسبة مقروئية الفرنسية لا تتعدى 04 بالمائة عالميا.
سعيد. ح