الحدث

العقيد شوشان يؤكد على إبقاء جيل الاستقلال موصولا مبادئ الثورة

المتحف المركزي للجيش ينظم يحيي ذكرى مظاهرات 11 ديسمبر 1960

نظم المتحف المركزي للجيش، أمس، احتفالية خاصة بإحياء الذكرى الـ 58 للذكرى مظاهرات 11 ديسمبر 1960، بحضور مجاهدين وتلاميذ أتوا من مختلف الولايات.

وفي كلمة له خلال افتتاح هذه التظاهرة، أوضح مدير المتحف المركزي للجيش، العقيد شوشان مراد أن الهدف من هذا الاحتفال هو "ابقاء جيل الاستقلال موصولا بقيم ومبادئ الثورة التحريرية وبالتاريخ الوطني الغني بالأحداث، حتى تبقى العبر راسخة في الذاكرة الجماعية للأمة "، داعيا الشباب الى "التمعن في الدروس والعبر المستخلصة من ملاحم ثورة نوفمبر 1954 ".

وبهذه المناسبة ألقى المؤرخ عبد الستار حسين محاضرة تاريخية حول انتفاضة ديسمبر 1960 , أبرز خلالها أن هذه المحطة التاريخية "لم تكن عفوية بل تندرج في صميم خطط جبهة التحرير الوطني وجيش التحرير الوطني" مستدلا ب" تأسيس قيادة الثورة أسابيع قبل هذه المظاهرات للجنة سرية عليا أعدت تقريرا بخصوص مدى قابلية الشعب للخروج الى الشارع والانتفاض ضد المخططات الاستعمارية".

وضمن المناسبة كرمت جمعية مشعل الشهيد المجاهد سعيد بوراوي تقديرا لما قدمه للجزائر إبان الثورة التحريرية، حيث يعتبر أيضا من مؤسسي ورئيس الجمعية التاريخية والثقافية ل 11 ديسمبر 1960، وجاء هذا التكريم عشية إحياء الجزائر الذكرى الـ 58 لمظاهرات 11 ديسمبر 1960 بحضور مجاهدي وأصدقاء بوراوي، الذين أجمعوا على أن هذه المظاهرات كانت بمثابة "منعرجا حاسما" في مسار الثورة التحريرية لتمكنها من التصدي للعدو واعطائها "نفسا جديدا" من أجل استرجاع الاستقلال.

وأشار المجاهدون الذين عايشوا هذه المظاهرات في تصريحات لوكالة الأنباء الرسمية أنه تم نقل المواجهات من الجبال إلى شوارع المدن، تم خلالها اثبات للجنرال ديغول وللمعمرين الفرنسيين أن الجزائر لم ولن تكون يوما فرنسية، مؤكدين أن تلك المظاهرات التي انطلقت من الأحياء الشعبية كانت بمثابة التعبير عن قرب الشعب من الثورة ولو كان على حساب أرواح الأبرياء.

وذكروا أن جل أحياء العاصمة انضمت إلى المظاهرات القادمة من "المدنية" و"باب الوادي" للتعبير عن رفض المشاركين فيها لسياسة ديغول الرامية إلى الإبقاء على الجزائر جزءا لا يتجزأ من فرنسا.

ومن جهته، أوضح المجاهد بوراوي المولود يوم 14 نوفمبر 1935 بجيجل، أنه كان عضوا في جيش التحرير بالولاية الرابعة، قبل إلقاء القبض عليه في 25 نوفمبر 1960 ببني مسوس مع الرائد محمد بوسماحة، قائلا: "طوقنا العدو منذ الصباح وبعد معركة شرسة استشهد اثنان من رفقائنا المجاهدين وجرحت أنا ومحمد بوسماحة وحسين ترمول، فألقي القبض علينا".

وفي سرده للأحداث، ذكر ذات المتحدث أنه نقل في مارس 1961 بعد سجنه في بني مسوس، إلى معتقل "كاموران" بقصر البخاري، مشيرا أن "أول ما واجهته هناك هو الاستقبال الوحشي من طرف الكابتان سماري وجنود اللفيف الأجنبي"، وأضاف قائلا أن الأوضاع في المعتقلات تحسنت بعدما كانت تعم فيها جرائم حربية وذلك راجع "للمحادثات السياسية بين الحكومة الجزائرية والحكومة الفرنسية التي عرفت تطورا ملحوظا"، مشيرا أنه تم اطلاق سراحه في أفريل 1962.

أيمن. ف

 

من نفس القسم الحدث