الحدث

تونس تعرض وساطة بين الجزائر والمغرب والرباط تناور

اقترحت تنظيم لقاء مغلق بين وزراء خارجية الدول المغاربية

الأمم المتحدة تدعو الجزائر والمغرب إلى فتح حوار ثنائي

 

أكد وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي أن بلاده اقترحت تواريخ محددة لتنظيم لقاء تشاوري مغلق بين وزراء خارجية الدول المغاربية تفاعلا مع دعوة الجزائر لإحياء اتحاد المغرب العربي، وجاءت خطوة تونس بعد ساعات من دعوة الأمم المتحدة لكل من الجزائر والمغرب إلى فتح حوار ثنائي، لكون علاقتهما تكتسي أهمية بالغة بالمنطقة.

قال خميس الجهيناوي، في تدوينة نشرها على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أمس "إن تونس تتابع جهودها الدبلوماسية مع الأشقاء في كل الدول المغاربية، لدعم جهود تفعيل مؤسسات الاتحاد المغاربي"، وأضاف "اقترحنا تواريخ محددة لتنظيم لقاء تشاوري مغلق، بعيدا عن الأضواء، بين وزراء خارجية الدول المغاربية الخمس".

وتابع الوزير: "نحن نتابع جهودا خاصة مع القيادة في الشقيقتين: جمهورية الجزائر ومملكة المغرب، من أجل إغلاق ملف الخلافات الثنائية العربية والإقليمية، وبينها الخلاف الجزائري المغربي".

 

الرباط تناور للتهرب من اجتماع وزراء خارجية المغرب العربي وتطالب برد رسمي على دعوة السادس

 

يحدث هذا في وقت تتمسك فيه الرباط بالمناورة فيما يخص دعوة الجزائر، حيث جددت على لسان الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، مصطفى الخلفي، دعوة الجزائر من أجل إعلان موقفها الرسمي من دعوة محمد السادس لفتح حوار مع الجزائر، واستحداث آلية سياسية مشتركة للحوار والتشاور بين البلدين لإنهاء ما وصفه بـ"الخلافات" وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، في تصريحات صحفية، أن اللقاء الذي جمع وزير الخارجية المغربي والسفير الجزائري بالمغرب يوم الاثنين الماضي، خلص ببيان مفصل حول الإطار الذي يحكم السياسة الخارجية للمغرب في هذه المرحلة والعلاقة مع الجزائر والاتحاد المغاربي، وأضاف وزير العلاقات مع البرلمان المغربي، أن المملكة المغربية لم تتلق لحد الساعة ردا من السلطات الجزائرية حول هذه المبادرة، وهو الأمر الذي ينتظره المغرب بفارغ الصبر لاسيما وان الدعوة مر عليها أكثر من أسبوع.

مشيرا من حيث المبدأ، المغرب ليس له أي اعتراض بعقد اجتماع مع وزراء الشؤون الخارجية لدول اتحاد المغرب العربي، معتبرا أن هذا الأمر مهم بالنسبة لهم، خاصة وأنهم متشبثون على – حد زعمه – ببناء اتحاد مغاربي على أساس متين وصلب.

 

الأمم المتحدة تدعو الجزائر والمغرب إلى فتح حوار ثنائي

 

بدورها دعت الأمم المتحدة الجزائر والمغرب إلى فتح حوار ثنائي، لكون علاقتهما تكتسي أهمية بالغة بالمنطقة، ويتزامن هذا مع المبادرة التي أطلقها محمد السادس، وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوغاريك، خلال مؤتمر صحافي عقد بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، "كنا دائما داعمين للغاية للحوار بين الجزائر والمغرب، اللذين تكتسي علاقتهما أهمية بالغة للمنطقة"، ويأتي هذا التصريح الأول من طرف المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، بعد اقترح العاهل المغربي  ضرورة إنشاء آلية سياسية مشتركة للحوار والتشاور لتحسين العلاقات بين الرباط والجزائر التي يوترها الخلاف حول دعم الجزائر للقضية الصحراوية.

من جهتها طلبت الجزائر في بيان صادر عن وزارة الخارجية، الأمين العام لاتحاد المغرب العربي تنظيم اجتماع مجلس وزراء الخارجية لاتحاد المغرب العربي "في أقرب وقت ممكن"، وتعد هذه المبادرة ضمن القناعة الراسخة للجزائر، التي أعربت في عديد المرات بضرورة الدفع بمسار الصرح المغاربي وبعث مؤسساته من جديد، وللإشارة فيعود آخر لقاء بين الرئيس عبد العزيز بوتفليقة والعاهل المغربي إلى سنة 2005، كما بقيت الحدود مغلقة بين البلدين منذ 1997.

وبحسب المتتبعين للعلاقة بين البلدين، فإن المستفيد الأكبر من فتح الحدود هو المملكة المغربية، لكون مختلف السلع الأساسية بالجزائر مدعمة، كما أن مشكل المخدرات من الجهة الغربية بات يؤرق السلطات الجزائرية، الذي أصبح يشكل خطرا على أمن المنطقة برمتها، وجاء تصريح ملك المغرب الأخير وفق إكرهات أملها الظرف الراهن، بدخوله في مفاوضات مع جبهة البوليزاريو بداية الشهر الداخل، وكذا مطالبة الأمين العام للأمم المتحدة بضرورة إيجاد حل لمشكل الصحراء الغربية وتقليص بعثة المينورسو إلى 6 أشهر عوض سنة كاملة.

وأعلنت الجزائر، الخميس الماضي، مراسلتها بصفة رسمية الأمين العام لاتحاد المغرب العربي من أجل تنظيم اجتماع لمجلس وزراء الشؤون الخارجية للاتحاد في أقرب الآجال، حسب ما أوردت وكالة الأنباء الجزائرية، وقال بيان للخارجية إن وزراء شؤون خارجية البلدان الأعضاء قد تم اطلاعهم على هذا الطلب.

وأوضح البيان أن هذه المبادرة تنم مباشرة من قناعة الجزائر الراسخة، والتي عبرت عنها في العديد من المناسبات، بضرورة إعادة بعث بناء الصرح المغاربي وإعادة تنشيط هياكله.

وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس، قد دعا يوم 6 نوفمبر، السلطات الجزائرية إلى إجراء حوار صريح وواضح لتجاوز الخلافات القائمة بين البلدين منذ أكثر من عشرين سنة، وقال ملك المغرب: "اعتمدنا الوضوح والطموح في سياساتنا الخارجية مع الجميع خصوصا مع الأصدقاء"، مضيفا "يجب الاعتراف بأن العلاقات مع الجزائر غير طبيعية وغير معقولة" ولم ترد الجزائر على خطاب السادس وبادرت بإجراءات فعلية لإعادة الحوار بين بلدان المغرب العربي ككل وليس بينها وبين المغرب فقط، غير أن مساعي الجزائر قوبلت برفض مغربي من خلال توضيح قدمته على لسان خارجيتها لسفيرنا بالرباط منذ أيام قليلة.

وكان آخر اجتماع عادي لوزراء خارجية دول المغرب العربي قد عقد عام 2003، فيما بادرت الجزائر شهر جويلية 2012، إلى عقد دورة استثنائية لمجلس وزراء خارجية دول الاتحاد، خصصت لمناقشة التحديات الأمنية ومكافحة الإرهاب في المنطقة المغاربية، وتنسيق السياسات الأمنية، وكانت آخر قمة لاتحاد المغرب العربي قد انعقدت عام 1994 بتونس.

كنزة. ع

 

من نفس القسم الحدث