الحدث

دوائر وخلايا تستهدف البلاد مع اقتراب كل استحقاق انتخابي

دعا الجزائريين إلى عدم الانصياع للخطاب الانهزامي، بوتفليقة:

المغامرون الذين يسوقون لثقافة النكران لن يستطيعوا بناء الجزائر 

 

حذر رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة من "المناورات السياسوية التي تظهر مع اقتراب كل محطة حاسمة من مسيرة الشعب الجزائري"، مؤكدا أن "هناك دوائر وخلايا تستهدف البلاد مع اقتراب كل استحقاق انتخابي". 

دعا عبد العزيز بوتفليقة، أمس، في رسالة له إلى المشاركين في ندوة الحكومة والولاة بقصر الأمم بنادي الصنوبر بالجزائر قرأها نيابة عنه حبة العقبي الأمين العام لرئاسة الجمهورية "الجزائريين إلى التحلي باليقظة وعدم الانصياع للخطاب الانهزامي"، قائلا انه "من الطبيعي اليوم أن تستهدف الدوائر المتربصة والخلايا الكامنة استقرار البلاد وتتكالب عليها قصد تثبيط همتها والنيل من عزيمة أبنائها".

وأفاد أن "ما نلاحظه من مناورات سياسوية مع اقتراب كل محطة حاسمة من مسيرة الشعب الجزائري إلا دليل واضح يفضح هذه النوايا المبيتة التي سرعان ما تختفي بعد أن يخيب الشعب الأبي سعيها"، مؤكدا أن "المغامرين الذين يسوقون لثقافة النسيان والنكران والجحود لا يمكن أن يكونوا أبدا سواعد بناء وتشييد"، قائلا انهم "يخفون وراء ظهورهم معاول الهدم التي يسعون لاستخدامها من أجل الزج بالبلاد نحو المجهول" .

 وكشف رئيس الدولة أن "ما تحقق في بلادنا هو نتاج جهد جيل كامل من أبناء هذه الأمة من المخلصين الذين قاموا ويقومون بواجبهم على أكمل وجه" ، مستطردا "أنتم في طليعتهم جيل ضحى من أجل أن تخرج الجزائر من دوامة اللاأمن والتخلف وتعود من جديد إلى سكة التنمية والعصرنة"، مذكرا أن "ما تم القيام به لحد الآن ليس سوى مرحلة تليها مراحل من مسار طويل ولا يزال أمامنا الكثير من التحديات ولا يمكن بعد ما تم من عمل أن نعود إلى الوراء ونأخذ بطروحات مثبطة انهزامية لا غاية منها سوى تعطيل مسيرتنا".

وفي نفس السياق قال أن "المصالحة الوطنية والعيش معا بسلام هما اليوم عنوانين رئيسين لمقاربة إستراتيجية دولية لمحاربة الراديكالية والتطرف في العالم، وكذا إستراتيجية ولدت من رحم معاناة هذا الشعب الأبي الذي أعطى بالأمس درسا للعالم في التضحية والانعتاق"، مبرزا انه "صار اليوم بفضل تضحياته وتبصر أبنائه ورشدهم، مرجعا في إخماد الفتنة ورأب الفرقة، والقضاء على منطق الكراهية"

 

الولاة والمنتخبون مدعوون إلى المبادرة والتسيير بالأهداف

 

من جانب آخر دعا بوتفليقة الولاة والمنتخبين المحليين إلى "اعتماد نهج جديد في التسيير قوامه المبادرة والاستباقية والتسيير بالأهداف والمقاربة بالنتائج"، مطالبا من الجماعات الإقليمية "الاضطلاع على أحسن وجه بدورها في المسار التنموي الوطني".

وأشار بوتفليقة أن "الجماعات الإقليمية مطالبة بأن تضطلع على أحسن وجه بدورها في المسار التنموي الوطني"، قائلا "أصدرت تعليمات واضحة من أجل تعميق اللامركزية وترقية المرفق العمومي وتمكينكم من النهوض بمسؤولياتكم كاملة في تسيير الشأن العام المحلي".

وحث رئيس الجمهورية الولاة والمنتخبين، قائلا "عليكم أن ترتقوا بجديتكم ومثابرتكم فوق العمل الروتيني الرتيب المقتصر على تنفيذ برامج عمومية وسياسات مبلورة ومقررة مركزيا"، مشددا على "اعتماد نهج جديد في التسيير قوامه المبادرة والاستباقية والتسيير بالأهداف والمقاربة بالنتائج"، قائلا أن "الخطوط العريضة للاستراتيجية الوطنية مرسومة ومعروفة لدى الجميع وتم تداولها وتدارسها مرارا وتكرارا".

واعتبر رئيس الدولة أن "هذه الاستراتيجية ترتكز بالأساس على التخلص من التبعية للريع النفطي وتحقيق التنويع الاقتصادي المنشود انطلاقا من خصوصيات الأقاليم المحلية على عصرنة الإدارة وتأهيليها بإدماج واع وهادف لتكنولوجيات الإعلام والاتصال"، داعيا إلى "مواصلة الجهد لتعزيز مكتسبات التنمية البشرية ومضاعفة الجهد من أجل الاستجابة لحاجيات مواطنينا حتى في أقاصي ربوع وطننا ومرافقة الدينامية الاقتصادية بتوفير الهياكل والمرافق القاعدية الاستراتيجية اللازمة".

وركز بوتفليقة على "الاستراتيجية التي تعتمد على تعميم منافع التنمية الاقتصادية والاجتماعية على كافة التراب الوطني وفقا لتوجهات المخطط الوطني لتهيئة الإقليم الدائمة، وذلك من خلال تنظيم إداري واقليمي متناسق ومحكم وعلى تحرير الطاقات الشعبية على كل المستويات وتعبئتها حول المشروع الوطني من خلال مقاربات تشاركية وحوافز مقاولاتية". 

 

الرشوة والمحسوبية والبيروقراطية تعيق تجسيد الاستراتيجيات 

 

من جهة أخرى حذر بوتفليقة من "تفاقم بعض الآفات التي تستشري في جسم المجتمع وتتحول إلى طفيليات معوقة لكم ولأعمالكم خدمة لمقاصد خبيثة تسخر في ذلك وبلا تورع كل مهاراتها في التعاطي لممارسات غير مطابقة مذمومة ومرفوضة قانونيا وأخلاقيا كالرشوة والمحسوبية والمعاناة والتصرفات البيروقراطية الجائرة التي يراد بها الباطل".

وخاطب رئيس الجمهورية الولاة والمنتخبين المحليين، قائلا "إنكم تلاقون باستمرار محاولات هذه العناصر الضالة في يومياتكم، والتي لا تترك أي سانحة في برامج عملكم إلا وتحاول استغلالها لتحقيق مآربها الآثمة، في مختلف قطاعات النشاط".

وأكد بوتفليقة أن "هذه الممارسات هي أخطر ما ينخر مجتمعنا من أمراض وأعظم التحديات التي تواجهها بلادنا في الوقت الراهن والتي لا يمكن التسامح معها بل يقتضي الواجب من كل منكم محاربتها بكل ما أوتيتم من قوة وقدرة على الردع ولكم مني كل الدعم"، معتبرا أن "هذا جزء مما يمنعنا من تحقيق الأهداف المتوخاة من استراتيجيتنا ويحولها عن مسارها وهو ما من شأنه المساس بمصداقية عمل السلطة العمومية والتأثير على المرتفق من حيث التزامه وتعبئته، ومن حيث ثقته حيال كل ما تمثله السلطة العمومية من معنى ومن قيم".

وذكر مجددا ان "تحقيقنا لأهدافنا لا يمكن أن يتأتى سوى بالقضاء على هذا المرض العضال الذي يسعى للانتشار والتفشي"، قائلا "فبقدر ما انتم مطالبون بتجسيد الأهداف الكبرى لسياساتنا العمومية انتم أيضا مطالبون بتحصينها من مناورات هاته الفئة المنحرفة التي لا تأبه بمعاناة مواطنينا وانتظاراتهم ولا بطموحات بلادنا لا تحركها سوى أنانيتها ومصالحها الفئوية الدنيئة".

هني. ع

 

من نفس القسم الحدث