الحدث

عيسى: مراجعة القوانين المسلطة على المعتدين على الأئمة

تم اغتيال ثلاثة أئمة منذ 2016

تجميد تجديد الجمعيات الدينية

الحكومة تحاول اجتثاث التشدد والتطرف داخل السجون

 

أوضح وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى أنه لا مجال لتسيير الأقطاب المسجدية الجديدة من طرف الجمعيات الدينية مشيرا لتعديلات قانون العقوبات التي ينتظر أن تأتي بالجديد في حماية الإمام بعد تسجيل مقتل 3 منهم منذ 2016.

محمد عيسى وفي رده على أسئلة الصحفيين، أمس من ولاية تبسة على هامش زيارة تفقدية قادته للولاية أشرف خلالها على تدشين المسجد القطب الجامع الكبير الشيخ الشهيد العربي التبسي أنه سيتم استحداث مؤسسة متخصصة في تسيير شؤون هذا المسجد القطب والإشراف عليه، على غرار ما هو معمول به في باقي ولايات الوطن تتحصل على مداخيل من المحلات التجارية الحبوس إلى جانب ميزانية القطاع ودعم الدولة ومجلس الأعيان تتعاقد مع مؤسسات خاصة في الصيانة والنظافة والحراسة وتكون تحت وصاية والي الولاية أي الجهاز التنفيذي المحلي.

وحول بعض الاعتداءات التي يتعرض لها الأئمة، ذكر المتحدث أن دائرته الوزارية وبالتنسيق مع عدد من الوزارات، من بينها وزارة العدل، تعمل على سن سند قانوني لحماية أئمة المساجد والمؤسسات الدينية من الاعتداءات التي يتعرضون لها والتي أسفرت عن تسجيل 3 حالات وفاة خلال السنوات الثلاث الأخيرة، مؤكدا أنه تم تجميد تجديد الجمعيات الدينية وإعادة النظر في القوانين التي تنظمها خاصة وأن بعضها أصبح -حسبه-وسيلة لنشر الفكر المتطرف.

وأضاف أنه تنفيذا لقرارات رئيس الجمهورية ومخطط عمل الوزارة الأولى تعكف حاليا ورشة على مراجعة قانون العقوبات المسلطة على المتسببين في مثل هذه الاعتداءات ومرتكبيها.

هذا وأشرف وزير الشؤون الدينية والأوقاف، وبتكليف خاص من رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة على تدشين المسجد القطب الشيخ العربي التبسي، بحضور أئمة ومشايخ وعلماء وباحثين في الدين الإسلامي من مختلف ولايات الوطن وكذا من تونس وجمع غفير من المواطنين.

وقال عيسى إن هذا المسجد "منبرا يصدح بتعاليم الدين الإسلامي" النابعة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، مشيرا إلى أنه سيسهم في "نشر الإسلام الوسطي المعتدل الخالي من التطرف وسط الأجيال القادمة" من خلال نقل خصال حب الخير وحب الآخرين والعدل والمساواة والتواضع والصلاح والإصلاح.

وأضاف المسؤول الحكومي ذاته أن قطاع الشؤون الدينية بولاية تبسة قد تتعزز بهذا الصرح الديني والحضاري والثقافي الذي تم تدشينه في شهر الثورة التحريرية المظفرة في احتفالية بهيجة تندرج ضمن البرنامج الوطني لإحياء شهر الأنوار والاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف.

وأشرف وزير الشؤون الدينية والأوقاف بالمناسبة كذلك رفقة سلطات الولاية على وضع حجر الأساس لمشروع بناء 15 محلا تجاريا ومهنيا على مساحة بـ 797 مترا مربعا ستكون ضمن حبوس المسجد توجه مداخيلها لتسيير شؤون هذا المعلم والتكفل بالنفقات التي يتطلبها، وبادر المجتمع المدني لولاية تبسة بتكريم رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، عرفانا لمجهوداته المبذولة من أجل ضمان العيش الحسن للمواطنين خاصة بهذه الولاية الحدودية.

 

الحكومة تحاول اجتثاث التشدد والتطرف داخل السجون

 

إلى ذلك ستشرع الحكومة في مجابهة أفكار التطرق والتشدد القادمة من السجون، والتي يقبع فيها مدانون سابقا في قضايا ارهاب، حيث ستباشر حملة استباقية للتوعية داخل الزنزانات من خلال اعداد برامج خاصة توجه للأشخاص الدين يحملون الأفكار الدخيلة متشددة، وذلك من أجل حماية الفكر داخل السجون الجزائرية التي عانت في وقت سابق من تلك الأفكار.

وأوضح وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى عن إعداد وزارته بالتعاون مع وزارة العدل لبرنامج لاجتثاث والوقاية من التشدد يخص فئة المساجين المدانين في قضايا الإرهاب بالرعاية والمتابعة والمراجعة، وهو البرنامج الذي تستورده دول الغرب من الجزائر لمعالجة حالات العائدين من بؤر النزاع إلى الدول الأوروبية.

وقال في تصريح سابق الخميس الماضي أن هذا البرنامج الذي يدخل في إطار الاتفاقية بين وزارتي الشؤون الدينية والعدل، يخص نزلاء السجون المدانين في قضايا الإرهاب، ويعتمد أساسا على إبطال وبيان خطأ البيان الديني للعمل الإرهابي، مشيرا إلى اجتثاث الكثير من الآيات والأحاديث الشريفة التي اعتمد عليها في العمل الإرهابي عن سياقها الموضوعي والتاريخي.

وأضاف أن هذا المشروع هو نفسه الذي تسوقه الجزائر عالميا حيث تستورده الدول الغربية وخاصة أوروبا لمعالجة حالات العائدين من بؤر النزاع إلى الدول الأوروبية، مبرزا أن بداية تطبيق البرنامج في الجزائر يتم بلقاءات مع المدانين تنتهي بمراجعات وإبراز خطأ البيان الديني للعمل الإرهابي.

وعن مشروع المسجد الأعظم، توقع وزير الشؤون الدينية والأوقاف تدشينه خلال الثلاثي الأول من السنة المقبلة، وقال عيسى أن المشروع ستستلمه الوزارة نهاية شهر ديسمبر المقبل، أما تدشينه فيبقى من صلاحيات رئيس الجمهورية وأضاف "أتوقع أن يتم تدشينه في الثلاثي الأول من سنة 2019".

فريد موسى

 

من نفس القسم الحدث