الوطن
فيضانات باب الوادي مرشحة للتكرار في أي لحظة وبأكثر شدة
بسبب غياب مخططات ودراسات جيوتقنية، شلغوم:
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 10 نوفمبر 2018
أكد، أمس، رئيس نادي المخاطر الكبرى، عبد الكريم شلغوم، أن فيضانات باب الوادي مرشحة للتكرار في أي لحظة وبأكثر شدة، بسبب غياب مخططات ودراسات جيوتقنية من شأنها تخفيف حدة الكوارث الطبيعية، مضيفا أن العديد من المناطق في الجزائر موجودة ضمن الخانة الحمراء للخطر.
وقال شلغوم، في تصريح لـ"الرائد"، في ذكرى فيضانات باب الوادي، إنه بالعديد من ولايات الوطن توجد آلاف التجمعات السكانية ترقد فوق أراض فيضية مياهها الجوفية قريبة من السطح وأخرى بالقرب من الوادي، مشكلة خطرا كبيرا على سكانها، مضيفا أن المدن المهددة بكوارث الفيضانات موجودة في كل جهات الجزائر، شمالها وجنوبها وصحرائها، مضيفا أن كل الوديان التي ترقد في الجزائر مرشحة لكي تتحرك في حال الأمطار الغزيرة، ويمكن ذكر كل الوديان النائمة في العاصمة مثل وادي بني مسوس، الحراش، وادي كنيس، وادي أوشايح والحميز، وادي حيدرة، باب الوادي وغيرها، ويوجد مثلها في كل مناطق الوطن بما فيها منطقة الصحراء.
وقال شلغوم في السياق ذاته إنه إن كانت العشريات الثلاث الماضية قد عرفت جفافا إثر دورة مناخية جافة، فالتغير الذي يشهده العالم حاليا هو دورة ممطرة شملت مختلف مناطق العالم ولم تخص الجزائر لوحدها، لذلك يؤكد الخبير على ضرورة حساب كل هذه المتغيرات عند البناء والتشييد، قبل أن تتدخل المصالح المختصة للإنقاذ وحساب الخسائر. واستنادا إلى الفيضانات التي وقعت من قبل على مستوى الجزائر، تم تحديد الولايات الأكثر عرضة للفيضانات، وهي كل من الشلف، الأغواط، بجاية، بسكرة، النعامة، سكيكدة، مستغانم، معسكر، عنابة، تبسة، بشار والجزائر العاصمة. أما فيما يخص فيضانات باب الوادي، فقال شلغوم إن العوامل التي زادت من حدة الكارثة بهذه الخطورة هي الموقع الحضري لهذه المنطقة بشكل ساهم في وقوع الكارثة بشكل كبير، ناهيك عن حدة الانحدار التي أدت إلى سرعة السيول المائية، حيث أكد شلغوم أن سبب كارثة باب الوادي لا تكمن فقط في امتلاء قنوات صرف المياه وكمية الأمطار الكبيرة، بل راجعة أيضا إلى بنايات عشوائية مشيدة وغير قانونية، والتي كانت تتمركز على المنحدرات، مغيرة بذلك المجرى الطبيعي للمياه، إضافة إلى الكثافة السكانية المرتفعة والأزقة الضيقة، دون أن ننسى أهم عامل والمتمثل في كونها بنايات مشيدة في وسط واد جفت مياهه، ناهيك عن أنها تتميز بطابع معماري من شأنه تشويه الفضاء البنائي، كما أدى تشييدها أيضا إلى قطع الأشجار في الكثير من المرات من جذورها، ما تسبب في كارثة أكبر تتمثل في انجراف التربة بالمنطقة، إلا أن هذه العوامل لا تفسر كل الضرر الذي قد يتسبب فيه هذا النوع من البناء غير المتحكم فيه، والذي تعرفه معظم ولايات الوطن، فالخطر ما يزال أكبر إن لم نوقف البناء على مستوى هذه المواقع.
دنيا. ع