الوطن

ملايير صرفت دون إنهاء فوضى 20 مليون "بارابول" بشرفات الجزائريين

في فوضى مستمرة ما زالت تشوه واجهة المدن والأحياء

بولحبال: إنهاء فوضى "البارابول" مرتبط بإنجاح مشروع تكنولوجيا الـ''أم أس أن''

 

لم يتمكن المسؤولون المحليون ولا حتى الحكومة من إيجاد حل مناسب لتنظيف الجزائر من فوضى "البارابول" وسحب ملايين الهوائيات المقعرة نهائيا من واجهات المساكن. فرغم تكليف رؤساء البلديات بالمهمة وبعدها محاولة الحكومة إجبار المواطنين على التخلي عن البارابول عن طريق مشروع قانون وإنشاء لجان مختصة على مستوى وزارة الداخلية للتكفل بمهمة نزع الهوائيات، لم يستطع أحد أن يجبر المواطنين على الالتزام بنظام واحد أو العودة لزمن الهوائي المشترك، لتستمر الفوضى التي ما زالت تؤثر وتشوه واجهة المدن والأحياء.

ومن الواضح أن سحب 20 مليون "بارابول" من الجزائر ليس بالسهولة التي كانت تتوقعها الحكومة عندما أمرت بمشروع قانون يجبر المواطن على عدم تثبيت الهوائي المقعر في الشرفات، وهو ما يفسر سحب الحكومة للمشروع والاكتفاء بلجان مختصة على مستوى وزارة الداخلية لدراسة الملف، غير أن خبراء أكدوا لـ "الرائد" أن القضاء على الهوائيات المقعرة لا يتم إلا بمشروع تكنولوجي. 

 

بولحبال: إنهاء فوضى "البارابول" مرتبط بإنجاح مشروع تكنولوجيا الـ"أم أس أن"

 

وفي هذا الصدد، أشار الخبير في تكنولوجيات الإعلام والاتصال، هشام بولحبال، في تصريح لـ"الرائد"، أمس، أن إنهاء فوضى الهوائيات المقعرة مرتبط بإنجاح مشروع وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال المتعلق بـ"نظام تكنولوجيا الاستعمال الثلاثي للصورة والصوت والأنترنت"، وهي تكنولوجيا معقدة خصصت لها الدولة إعانة مالية بـ3 ملايير دولار في إطار مخطط عصرنة المنشآت القاعدية السلكية واللاسلكية، يضيف بولحبال الذي أوضح أن هذا النظام يشمل التفكير التكنولوجي بالانتقال من النمط القديم الذي يعتمد على النحاس "الكوابل" إلى تكنولوجيا الـ"أم أس أن" التي تسمح بالتدفق العالي والأكثر سرعة للأنترنت، وهو نمط، يشير ذات المتحدث، يسمح باستعمال الهاتف والصورة والأنترنت.

وقال بولحبال أن المشروع بدأ بالتجسيد في الولايات الكبرى كالجزائر العاصمة، وهران، عنابة، قسنطينة، المدية وسطيف، ويعرف تقدما رغم أنه بطيء، إلا أن الاستمرار بهذا المشروع وتعميمه سيسمح بالخروج من الفجوة الرقمية، وفي حال تحقيق هذه التكنولوجيا فلن يعود المواطن الجزائري بحاجة إلى "بارابول" فالأنترنت عالية وسريعة التدفق مع تكنولوجيا الصورة والصوت ستعوض الـ20 مليون هوائي مقعر في الجزائر، ويجد المواطن نفسه يتخلى تدريجيا عن التكنولوجيا القديمة ويقبل على مشاهدة آلاف القنوات التلفزيونية وبجودة عالية للصورة والصوت، ليؤكد بولحبال أن العوائق لا تزال موجودة وتتمثل في رداءة الأنترنت وضعف التدفق في الجزائر والأسعار غير المتاحة لكل فئات المجتمع، وهي مسؤولية وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال.

دنيا. ع

 

من نفس القسم الوطن