الوطن
جزائريون في قبضة "التجار النظاميين" بعد إزالة كبرى الأسواق الفوضوية
كانت تحافظ على ما تبقى من قدرتهم الشرائية
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 14 سبتمبر 2018
حريز: الحل يكمن في اعتماد الأسواق الكبرى وفتح باب المنافسة
خلفت عملية القضاء على أسواق موازية كبرى في بلديات العاصمة مؤخرا، ومنع التجار الفوضويين من ممارسة نشاطهم، موجة استياء كبيرة وسط المواطنين الذين باتوا يعانون مشقة كبيرة في تأمين احتياجاتهم اليومية، بعد أن كانت هذه الأسواق تقدمها لهم بأقل التكاليف، فهي قبلة لذوي الدخل المحدود ودون تكبد عناء ومشقة التنقل إليها أمام غياب حلول بديلة.
وقد وجد مواطنو العاصمة أنفسهم في عزلة بعد عملية إزالة سوق باب الوادي كأكبر الأسواق الشعبية الموازية وعدد من الأسواق الأخرى، حيث يعتبرها المواطنون أسواق الزوالية لكونها تبيع سلعا وبضائع تتوافق مع مرتباتهم البسيطة، وتجنبهم معاناة المشقة والغلاء.
وحسب ما أكده العديد من المواطنين لـ"الرائد" فإنهم كمستهلكين أكبر المتضررين من إزالة الأسواق الموازية التي كانت تحافظ على ما تبقى من قدرتهم الشرائية، مشيرين أنهم تعودوا على اقتناء حاجياتهم من هذه الأسواق التي تبيع كل شيء بأقل الأثمان، غير أنهم وبعد تهديم وإزالة عدد من الأسواق أبرزها سوق باب الوادي، أصبحوا مجبرين على التوجه للمحلات التجارية والتي يبيع أصحابها البضاعة أضعاف سعرها المحدد.
حريز: الحل يكمن في اعتماد الأسواق الكبرى مثل كارفور وإينو وفتح باب المنافسة
وفي هذا الصدد، كشف رئيس الفيدرالية الوطنية لحماية المستهلك، زكي حريز، في تصريح لـ"الرائد"، أنهم كجمعية مع إزالة الأسواق الموازية باعتبارها بؤرة للمواد المقلدة وأحيانا المغشوشة، لكن تبقى هذه الأخيرة تقدم خدمات ومنتجات بأسعار منخفضة مقارنة بما يعرض في المحلات، لذا من غير الممكن إزالة هذه الأخيرة دون تقديم بديل آخر للمستهلكين.
وقال حريز أن السلطات كانت تعمل في وقت سابق على مشروع إنشاء الأسواق الجوارية والمغطاة، غير أن الشطر الذي أنجز من هذا المشروع لم يكن ناجحا، فالأماكن التي شيدت عليها هذه الأسواق المغطاة في المدن معزولة نوعا ما وبعيدة، وقد رفض التجار التنقل إليها، وهو ما تبرره البلديات في كل مرة بعدم وجود عقار، ففوضى البناء وعدم دراسته وغياب أماكن شاغرة وسط الأحياء التي تشبه مراقد، جعل هذه الإنجازات والتجهيزات غير صالحة ولا يستفيد منها المواطن، معتبرا أن الحل يكمن في اعتماد الأسواق الكبرى مثل كارفور وإينو، وفتح باب المنافسة في هذه الفضاءات التجارية الكبرى، ما من شأنه تخفيض الأسعار ومساعدة المستهلك.
دنيا. ع