الحدث

الإليزيه تقر لأول مرة بـ"ذنب تاريخي" اقترفته في الجزائر

الجزائريين بن مرحب، منتقد ومطالب بمعرفة خبايا القرار

مقري: اعتراف فرنسا بتعذيب أودان دون بقية الجزائريين عنصرية

 

اعترفت باريس لأول مرة بذنبها في اللجوء للتعذيب كأسلوب خلال حربها بالجزائر ورغم أن القرار لا يعني شهداء الثورة التحرير المباركة من الجزائريين إلا أن الكثيرين اعتبروا الخطوة التي قام بها الرئيس الفرنسي الخميس الماضي حين سلم إعلاناً بهذا المعنى يطلب "الصفح" من أرملة موريس أودان الناشط المؤيد لاستقلال الجزائر الذي فُقد أثره بعد اعتقاله في 1957 خطوة يمكنها أن تتعزز مستقبلا للاعتراف بجرائم الفرنسيين ضدّ الجزائريين أثناء حرب التحرير المباركة.

 

قال ماكرون "من المهم أن تُعرف هذه القصة، وأن يُنظر إليها بشجاعة وجلاء. هذا مهم من أجل طمأنينة وصفاء نفس أولئك الذين سببت لهم الألم (...) في الجزائر وفي فرنسا على حد سواء"، في حين بات الرئيس يعُرف بصراحته في التطرق إلى المسائل التاريخية وكسر المحظورات، ووعد إيمانويل ماكرون كذلك بـ"فتح الأرشيف المتعلق بقضايا اختفاء مدنيين وعسكريين من فرنسيين وجزائريين" خلال الحرب التي لا تزال أحد الملفات الأكثر إثارة للجدل في تاريخ فرنسا الحديث، ونظراً لما لذلك من أثر على العلاقات الوثيقة والمعقدة القائمة بين فرنسا والجزائر.

وعن هذه الخطوة اعتبر رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري، أن اعتذار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لعائلة "موريس أودان" دون الجزائريين الذين قتلوا وعذبوا إبان الثورة التحريرية "عنصرية فرنسية"، وكان يتعين على ماكرون الاعتذار لكافة الجزائريين عن الجرائم الاستعمارية، وأضاف المسؤول الحزبي ذاته يقول في منشور على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك: "إننا  لا نشك أن موريس أودان بطل من أبطال الثورة الجزائرية ونحن نعتز به"، مشددا: "ولكن حينما يعتذر الرئيس الفرنسي لعائلة موريس أودان فقط يظهر حقيقة العنصرية الفرنسية"، واعتبر مقري أن هذا الاعتراف يبرز عدم اعتبار الملايين من الجزائريين الذين عُذبوا وقتلوا "بشرا"، مشيرا إلى "أنه سيدرك الرئيس الفرنسي يوماً ما بأن الانتهاكات التي وقعت للجزائريين هي كذلك جرائم ضد الإنسانية، وجرائم حرب لا تتقادم بمرور الزمن".

عبد الرزاق مقري عقب عن الخطوة أيضا بالقول أن تصرف ماكرون هذا يدل كذلك على قلة احترام للمسؤولين الجزائريين ولكل الشعب الجزائري.

وكان إيمانويل ماكرون قد أقر بأن خطوته من المهم أن تُعرف وأن يُنظر إليها بشجاعة وجلاء مضيفا: "هذا مهم من أجل طمأنينة وصفاء نفس أولئك الذين سببت لهم الألم (…) في الجزائر وفي فرنسا على حد سواء" حسب تعبيره.

وخلال سنوات الحرب الفرنسية ضدّ الجزائريين التي أودت بحياة مليون ونصف المليون جزائري، لجأت القوات الفرنسية إلى العنف والقتل والتعذيب والقمع ضدّ مناضلي ثورة التحرير، ولم يسبق أن اعترفت الدولة الفرنسية بأن قواتها استخدمت التعذيب بصورة منتظمة خلال الحرب، وخلال تلك الفترة، فرضت الحكومة الفرنسية آنذاك الرقابة على الصحف والكتب والأفلام التي تحدثت عن استخدام التعذيب، وبعد الحرب، ظلت التجاوزات التي ارتكبتها قواتها من المواضيع التي يحظر الحديث عنها في المجتمع الفرنسي.

وبدورها قالت المؤرخة سيلفي تينو إن اعتراف الدولة الفرنسية بأن وفاة أودين نجمت عن "نظام" يشير إلى اعتراف بارتكاب أخطاء على نطاق أوسع، وفي مقال نشره موقع "ذي كونفرسايشن"، أمس تساءلت المؤرخة الفرنسية، "عبر الإقرار بمسؤولية الدولة في اختفاء موريس أودان، أفلا يتم الإقرار بالتالي بمسؤوليات الدولة في كل حالات الاختفاء التي حصلت في العام 1957 في الجزائر العاصمة؟"، ولسيلفي تينو كتاب بعنوان "تاريخ حرب الاستقلال الجزائرية".

كنزة. ع

 

من نفس القسم الحدث