الحدث

الديبلوماسية الجزائرية تتجاوز أزمتي ليبيا والعراق

حفتر تراجع عن تصريحاته والجعفري دعا مساهل إلى زيارة بغداد

• بقلم جريدة الرائد
• نشر في 12 سبتمبر 2018

تجاوزت الدبلوماسية الجزائرية بحنكة أزمتي ليبيا والعراق التي طفت في اليومين الماضيين، وأظهرت قدرتها على التعامل مع الخلافات الجانبية والتصريحات المضادة بذكاء مكنها من تجاوز هذه الأزمة والتركيز على لعب أدوار فاعلة مع الاشقاء العرب وهي السياسة التي لطالما حرص عليها رئيس الدولة عبد العزيز بوتفليقة، وتعامل بدورهم أطراف مسؤولون في ليبيا والعراق مع الحادثتين بشكل مسؤول رغم بعض التجاوزات التي بدأت مع بداية الأزمة ما يؤكد المكانة التي تحتلها الجزائر عند هؤلاء والدور الفعال الذي تلعبه من خلال ديبلوماسيتها.

حفتر يتراجع عن تصريحاته ضد الجزائر

وفي السياق أكد المتحدث الرسمي باسم القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية، العميد أحمد المسماري، أن "ليبيا لن تكون مصدر تهديد لجيرانها وبأن الجزائر دولة شقيقة ومصيرنا واحد، ويجب أن تكون علاقتنا قوية لمكافحة الإرهاب"، وفي مؤتمر صحفي، عقده الإثنين، قال المسماري إن "الليبيين والجزائريين أشقاء في خندق واحد وتربطهم علاقات سياسية واجتماعية"، مؤكداً بأن تصريحات القائد العام للقوات المسلحة الليبية خليفة حفتر، هدفها التنسيق مع الجزائر الشقيقة، وأن ليبيا لن تكون مصدر تهديد لجيرانها"، وبخصوص حقيقة توغل جنود جزائريين إلى الأراضي الليبية، أوضح المسماري أن "القوات المسلحة اكتشفت دخول بعض عناصر الجيش الجزائري إلى الأراضي الليبية"، مضيفاً أن "بعد التواصل مع السلطات الجزائرية تبين دخول عناصر من قوات الدرك بالخطأ إلى ليبيا"، وأضاف بقوله: "قبل أيام رصدت قوات الاستطلاع لدينا على الحدود مع الجزائر، مجموعة دخلت الأراضي الليبية، وعلى إثرها تم التواصل مع الجانب الجزائري، وتبين أنهم تابعون لقوات الدرك الجزائري، وكانوا يقومون بمهمة تأمين الحدود لديهم، ودخلوا الأراضي الليبية بطريق الخطأ، موضحاً أن القائد العام للقوات المسلحة المشير خليفة حفتر قال حينها، أنه إذا كانت تلك المجموعة ليست تابعة رسمياً للدولة الجزائرية فسنعتبرها إرهابية ونحاربها".

وأوضح المتحدث الرسمي باسم القائد العام، أن "القوات المسلحة هدفها واضح وهو محاربة الإرهاب والإرهابيين أينما ظهروا"، واتهم العميد أحمد المسماري دولة قطر صراحة بالضلوع في الأمر وأشار إلى ما وصفه بـ"الدور الخبيث"، وتابع المسماري "العلاقات الليبية الجزائرية أكبر من قناة الجزيرة ومن دولة قطر، التي تروج للشائعات، لن نرضى، أن نكون مصدر تهديد لأي دولة شقيقة"، وأشار إلى أن "القوات المسلحة عززت وحداتها العسكرية في منطقة الهلال النفطي، تحسباً لأي هجمات إرهابية محتملة في الفترة المقبلة".

أما بخصوص الأزمة مع العراق فقد انطوت هي الأخير بعد توجيه وزير الخارجية العراقي، إبراهيم الجعفري دعوة رسمية لوزير الخارجية عبد القادر مساهل لزيارة بغداد، حيث جاء في بيان للخارجية العراقية، أمس، أنه ليس بإمكان أي شيء المساس بالعلاقات الجزائرية العراقية"، وأوضح المصدر ذاته أن العلاقات بين البلدين قوية ولن تتأثر بسبب كرة قدم، وقال الجعفري بأن مساهل أعرب عن ترحيبه بهذه الدعوة.