الفريق أول شنقريحة يعبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري "الجزائري – الإيطالي"
- نشر في 02 أكتوبر 2024
المبادلات بين الجزائر والصين تجاوزت 9 مليار دولار أمريكي في السنة
أكد رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، أن القمة الثالثة لمنتدى التعاون الصيني-الإفريقي، التي تحتضنها حاليا العاصمة الصينية بكين، تعد "فرصة مواتية" لتوطيد الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين ودعم السلم والتنمية "خدمة للمصير المشترك بين الصين والبلدان الإفريقية"، وأوضح الرئيس بوتفليقة أن الإنجازات التي تم تجسيدها خلال الثلاث سنوات الأخيرة، تنفيذا لتوصيات القمة الثانية المنعقدة بجوهانسبورغ سنة 2015، "تعبر بصدق عن الإرادة الجادة التي تحدو الصين والبلدان الإفريقية من أجل إقامة نموذج ناجع للشراكة جنوب - جنوب".
أبرز عبد العزيز بوتفليقة في مساهمة له في العدد الخاص من مجلة "China Investment" بمناسبة الدورة الثالثة لقمة منتدى التعاون الصيني-الإفريقي، في هذا الإطار "المكانة المتميزة" التي تحظى بها القارة الإفريقية في المبادرتين الصينيتين "الحزام والطريق" ومفهوم "مجتمع مصير مشترك للبشرية"، مضيفا أن ذلك يعد "امتدادا لعلاقات الصداقة التاريخية التي تربط الصين بالبلدان الإفريقية ويعكس النتائج الملموسة التي حققها الجانبان منذ إرساء منتدى التعاون الصيني-الإفريقي سنة 2000 في مختلف المجالات".
وأكد رئيس الدولة أن تشييد مجتمع مصير مشترك للبشرية وتحقيق "العيش معا في سلام" الذي طرحته الجزائر، في حاجة إلى "تظافر جهود كل الدول من أجل تحقيق سلم دائم في العالم أساسه العدل وقوامه الحوار والتلاقح بين الثقافات والحضارات".
وفي هذا السياق، أشار الرئيس بوتفليقة إلى أن المقترح الجزائري "يتقاسم نفس الأهداف التي يرمي إلى تحقيقها مفهوم بناء مجتمع مشترك للبشرية الذي عرضه الرئيس الصيني شي جينبينغ على العالم عام 2013، والذي يصبو إلى تشييد عالم منفتح وشامل ونظيف وجميل ينعم بالسلام الدائم والأمن للجميع والرخاء المشترك"، لافتا إلى أن "مفهوم مجتمع مصير مشترك للبشرية أصبح في الوقت الحالي واضح الملامح للعالم بفضل الشروح والتفاصيل التي تفضل بها الرئيس الصيني في العديد من المحافل الدولية خلال السنوات الأخيرة".
وبخصوص العلاقات الجزائرية-الصينية، ذكر رئيس الدولة أن البلدين يحتفلان هذا العام بالذكرى الستين لإقامة علاقاتهما الدبلوماسية، مضيفا أن هذا الحدث "عزيز علينا لما يحمله من معان نبيلة ودلالات عميقة تعكس عراقة ومتانة هذه العلاقات التي لم تعرف على مر السنين سوى التميز والامتياز".
وشدد على أن "تشبع الجزائر والصين بثقافة السلم والتضامن والتعاون قد دفع بهما إلى المحافظة، منذ سنوات طويلة، على سنة التشاور وتنسيق المواقف على مستوى المحافل الدولية، وهو ما أكدت على ضرورة مواصلته، أنا وصديقي الرئيس شي جينبينغ، من خلال إعلان الشراكة الإستراتيجية الشاملة الذي وقعناه في ماي 2014"، وتابع قائلا: "إننا نعتز بكون بلادي من أهم الدول الإفريقية التي تربطها علاقات واسعة ووطيدة مع الصين وبأننا نتقاسم مع هذا البلد الصديق عددا من المبادئ التي تهدف إلى تكريس ثقافة السلم والعيش معا"، مذكرا باحتفال البلدين، على غرار بقية دول العالم، يوم السادس عشر من شهر ماي 2018، ولأول مرة، باليوم العالمي "للعيش معا في سلام" الذي أقرته بالإجماع الجمعية العامة للأمم المتحدة بناء على اقتراح جزائري.
أويحيى اعتبر أن انضمام الجزائر إلى مبادرة طريق الحرير الجديد سيقوّي شراكتها
بدوره أعرب الوزير الأول، احمد أويحيى، أمس، ببكين عن تمسك الجزائر بكل ما له علاقة بمستقبل القارة الافريقية، مشيرا إلى أن هذه القناعة تشكل إحدى محفزات الجزائر للتعاون الصيني-الإفريقي، مؤكدا أن "جهاز النيباد"، وصرح أويحيى خلال كلمة له في أشغال الندوة الثالثة للتعاون الصيني-الافريقي أن الحافز القوي الأخر للجزائر اتجاه التعاون الصيني الإفريقي هو "نابع من تمسكنا بكل ما هو مرتبط بمستقبل افريقيا"، مؤكدا الجزائر "بعد أن أتمت واجبها التضامني لتحرير أغلب مناطق القارة الإفريقية، قد انخرطت بمعية البلدان الإفريقية الأخرى في مشروع تنمية القارة"، وأضاف أن "جهاز النيباد، الذي تعد الجزائر إحدى المبادرين به، قد زود افريقيا بإطار لإعداد مخطط متكامل للتنمية".
كما أبرز الوزير الأول أن الأجندة الإفريقية 2063 "تشكل خارطة طريق عملياتية لتحقيق هذا النمو القاري"، مشيرا أن "المنطقة الإفريقية لتبادل الحر التي استحدثت مؤخرا ستدفع بدون شك بالتجارة الإفريقية"، مشيرا أن هذه العناصر "هي بمثابة مكاسب قوية تلجأ إليها القارة الإفريقية في الوقت الراهن للتحاور بصوت واحد مع مناطق العالم الأخرى في مجال الشراكة من أجل التنمية"، مضيفا أن إفريقيا "التي هي عازمة على تحقيق نموها بأفاق 2063 هي بحاجة إلى دعم ملموس من شركائها عبر العالم".
وذكر في هذا السياق أنه كانت التعهدات كثيرة على مدى اللقاءات الدولية المخصصة للشراكة من أجل تنمية افريقيا، تبقى "المساهمات الفعلية ،للأسف، جد متواضعة في هذا المجال"، معتبرا أن هذا الأمر من شأنه أن "يضيف المزيد من الثقل للمساهمة الصينية".
انضمام الجزائر إلى المبادرة الصّينية طريق الحرير الجديد سيقوّي شراكتها
وأضاف قائلا: إنّ انضمام الجزائر إلى المبادرة الصينية "طريق الحرير الجديد" سيعطي حجما كبيرا أزيد للشّراكة الجزائرية-الصينية، مؤكدا أنّ انضمام الجزائر الى مبادرة طريق الحرير الجديدة سيجلب كثافة أقوى لتعاون الجزائر وشراكتها مع الصين، كما تدل على ذلك مشاريعنا الكبرى المشتركة، على غرار ميناء الوسط و مركب الفوسفات المدمج”.
المبادلات بين الجزائر والصين تجاوزت 9 مليار دولار أمريكي في السنة
على صعيد آخر كشف الوزير الأول أحمد أويحيى، أمس، أنّ المبادلات بين الجزائر و الصين ” تتجاوز الـ 9 مليار دولار أمريكي في السنة، مؤكدا أنّ مساهمة المؤسسات الصينية في انجاز البرامج التنموية الجزائرية الواسعة تزيد عن عشرة (10) مليار دولار أمريكي سنويا”.
كما أشاد الوزير الأول، أحمد أويحيى، بمساهمة الصين من أجل تنمية إفريقيا، مشيرا، في هذا الصدد، إلى أن هذه المساهمة الصينية تتميز بمحتواها "الكثيف" و باحترامها لسيادة الدول، مبرزا أن " الجزائر تحيي الشعب و القادة الصينيين على مساهمتهم في تنمية إفريقيا"، معتبرا أن الندوة الـ 3 لمنتدى التعاون الصيني-الإفريقي قد أصابت في اختيار شعارها الرئيسي، "نحو مجتمع أقوى و مصير مشترك من خلال التعاون المربح للجميع"، و هو مصير و شراكة و تعاون تبقى قدرات تثمينها جد معتبرة".
إكرام. س