الحدث

الكوليرا "تضرب" صورة الجزائر في الخارج

بلدان جارة تستنفر وسياح ومغتربون يفرون خوفا من الإصابة بالداء

فندت سفارات عدد من البلدان الأجنبية الإشاعات التي تم تداولها في الفترة الأخيرة على نطاق واسع، بخصوص اتخاذ إجراءات خاصة بالمسافرين الجزائريين المتوجهين إلى الخارج، واشتراط امتلاكهم لشهادة طبية تؤكد عدم حملهم لوباء الكوليرا. 

لكن رغم ذلك، فإن مراقبين أكدوا، أمس، أن انتشار هذا الوباء أثر بصفة سلبية على صورة الجزائر في الخارج، غير مستبعدين إمكانية اللجوء إلى مثل إجراءات مماثلة بمطارات الدول الأوروبية وحتى العربية إن تم تسجل مزيد من حالات الاشتباه بالمرض في الجزائر.

وقد فندت مصادر محلية وحتى سفارات أجنبية، أمس، جميع الأخبار التي تفيد بأن عددا من الدول الأوروبية والعربية ومن ضمنها فرنسا قد اتخذت إجراءات وقائية وإدارية جديدة وصارمة بخصوص الجزائريين الراغبين في زيارتها، والمتمثلة في ضرورة وإجبارية حمل شهادة طبية تؤكد عدم إصابتهم بداء الكوليرا المتفشي في الجزائر، والذي تسبّب في وفاة 4 أشخاص وإصابة أزيد من 140 شخص حتى الآن وانتشر في عدة ولايات.

ونفت السفارة الفرنسية بالجزائر، أمس، اتخاذ إجراءات خاصة بالمسافرين الجزائريين المتوجهين إلى فرنسا. 

وأضافت السفارة الفرنسية أنها لم تشترط أي شهادة طبية من المسافرين الذين يتوجهون إلى فرنسا، مشيرة إلى أنه ما أثير من إجراءات طبية على المسافرين الجزائريين "إشاعات كاذبة".

من جهتها، نفت مصادر تونسية اتخاذ أي إجراءات تتعلق بإجبار الجزائريين الراغبين في السفر إلى تونس على امتلاك شهادة طبية تؤكد عدم إصابتهم بداء الكوليرا، مشيرة أن الإجراءات التي اتخذت على مستوى المعابر الحدودية هي إجراءات احترازية وقائية، حيث تم تشكيل خلية أزمة بالبلاد لمتابعة الوضع الصحي بالجزائر.

وقال مدير حفظ صحة الوسط وحماية المحيط في تونس، محمد الرابحي، حسبما أوردته إذاعة موزاييك المحلية، أن الوضع الصحي بالجزائر محل انشغال وزارة الصحة التونسية، وهي تتابع التطورات عن كثب نظرا لتواجد سياح جزائريين ينتقلون إلى البلد في كل الأوقات، منوها أن الرقابة سترتكز على الحدود التونسية الجزائرية، كما أن السلطات تراقب المياه التونسية وتعمل على تطهيرها كإجراء وقائي، تخوفا من أي طارئ وبائي.

من جهته، رفع المغرب درجة التأهب، واستنفرت وزارة الصحة المغربية مصالحها، حيث تم تقديم خطة لتعزيز نظام المراقبة ضد المخاطر الناجمة عن هذا الوباء، وتعتزم الوزارة اتخاذ تدابير وقائية بخاصة في المناطق الحدودية مع الجزائر، فضلا عن تعزيز نظام المراقبة لرصد المسافرين القادمين من الجزائر. 

بالمقابل، فإن التخوف والهلع كان لدى الجزائريين أنفسهم من أبناء الجالية المقيمة في الخارج، حيث عرفت المطارات، في الـ48 ساعة الأخيرة، حالة من التزاحم والتدافع لآلاف المغتربين فضلوا الهروب من الجزائر في الوقت الحالي والعودة إلى الدول الأجنبية حيث يقيمون، خوفا من وباء الكوليرا، وهو الأمر الذي كان محل سخرية الكثيرين على مواقع التواصل الاجتماعي، ليؤكد مراقبون أن عودة وباء الكوليرا في الجزائر في 2018 يعد صربة قوية لصورة البلاد بالخارج، ويقدم صورة جد سلبية عن الوضع في الجزائر ويعكس حالة الفساد والفوضى التي تعرفها مختلف الأنظمة، سواء اجتماعية أو سياسية. 

واعتبر هؤلاء المراقبين أن مسألة فرض إجراءات وقائية وإدارية صارمة ضد الجزائريين في مطارات الدول الأوروبية مسألة وقت فقط، غير مستبعدين إمكانية ذلك إن تم تسجيل مزيد من الإصابات بداء الكوليرا، ليؤكدوا أنه من حق باقي الدول حماية رعاياها من مرض من المفروض أنه انقرض منذ زمن.

دنيا. ع

 

من نفس القسم الحدث