الحدث

مساع "حثيثة" لحصر وتطويق "الكوليرا"

31 حالة تتماثل للشفاء وتأكيدات أن العاصمة ليست بؤرة للداء

لم تنه تطمينات وزارة الصحة وإجراءاتها بشأن تطويق وباء الكوليرا هلع الجزائريين ومخاوفهم من تفشي المرض أكثر، حيث تحولت الكوليرا إلى فوبيا أصابت المواطنين في وقت تحدث أطباء من مستشفى بوفاريك، أمس، عن تماثل 31 حالة مصابة بالكوليرا للشفاء، مع استمرار التأكيد أن العاصمة ليست بؤرة للداء.

لا يزال الجزائريون متخوفين من انتشار وباء الكوليرا بشكل أكبر بعدما ضرب الداء 6 ولايات، حيث أصابت أغلب المواطنين حالة من الهلع، وعرفت مختلف المستشفيات والمؤسسات الطبية، في الأيام الأخيرة، حالة طوارئ لمواطنين توافدوا بشكل قياسي عليها، فقط لإصابتهم بإسهال بسيط خوفا من أن يكون هذا الأخير عرضا من أعراض الكوليرا، وهو ما جعل الأطباء ورؤساء الأقسام بالمؤسسات الاستشفائية يطالبون المواطنين بضرورة التحلي بالصبر وعدم الخلط بين أعراض التسممات الغذائية والاضطرابات الهضمية وأعراض الكوليرا التي تتميز بإسهال شديد للغاية وارتفاع درجات الحرارة والتقيؤ بشكل دوري.

 

31 مصابا بالكوليرا يتماثلون للشفاء ويغادرون المستشفى

 

من جانب آخر، تواصلت تطمينات المسؤولين في وزارة الصحة والأطباء القائمين على علاج المرضي بداء الكوليرا بشأن السيطرة وتطويق المرض، حيث كشف الدكتور المختص في الأمراض المعدية في مستشفى بوفاريك، أمين عبد الله، عن تماثل 31 مريضا مصابا بداء الكوليرا للشفاء بعد تلقيهم العلاج اللازم بذات المستشفى، من بين 45 حالة تأكدت إصابتها بهذا المرض، وهذا منذ ظهوره منتصف الشهر الجاري. 

وأوضح الدكتور عبد لله، على هامش زيارة والي الولاية، مصطفى العياضي، لهذه المؤسسة الاستشفائية، أن "هذه الأخيرة استقبلت منذ شهر أوت الجاري وإلى غاية اليوم 129 مريضا يشتبه في إصابتهم بهذا المرض، وبعد إجراء التحاليل الطبية بمعهد باستور تم التأكد من إصابة 45 منهم، ليغادر 31 منهم المستشفى بعد تماثلهم للشفاء، مشيرا إلى أن الطاقم الطبي تعامل مع الحالات الوافدة عليه، والتي أصيبت بإسهال حاد وغثيان، على أنها داء الكوليرا، وهذا قبل تأكيد التحاليل الطبية ذلك، ما ساهم في حصر المرض بشكل كبير. وبهدف تطويق هذا المرض، كشف عبد الله عن إخضاع جميع عائلات المصابين بهذا المرض للتحاليل الطبية للتأكد من عدم انتقال العدوى إليهم.

 

اطمئنوا... العاصمة ليست بؤرة للكوليرا

 

من جهته، أفاد مدير معهد باستور، زوبير حراث، بأن وباء الكوليرا غير مستوطن بالعاصمة وإنما هي حالات انتقلت عن طريق الأقارب، مشيرا إلى أن حالات الإصابة بوباء الكوليرا هي منعزلة بالعاصمة وتم انتقال العدوى عن طريق زيارة المرضى المصابين. وقال حراث أن بؤر داء الكوليرا ولحد اليوم منحصرة في بعض المناطق، والمعهد يتابع الوضع بجدية، مشيرا أنه تم اتباع إجراءات صارمة في المناطق التي ظهر بها داء الكوليرا في 6 ولايات حاليا. وأضاف أن معهد باستور يقوم بإجراء التحاليل على مستوى المنابع بالولايات التي سجلت بها إصابات بالكوليرا.

وأضاف أن ولاية العاصمة لا تحتوي على بؤرة للكوليرا، كما ذكر أنه سيتم تطهير منبع سيدي الكبير بتيبازة بعد ردمه جزئيا لتتم إعادة فتحه مستقبلا أمام المواطنين.

 

تفتيش للمستثمرات الفلاحية ومنع للتجارة الموازية بالبليدة لحصر الكوليرا

 

هذا وتواصلت الإجراءات الاحترازية من طرف المسؤولين المحليين في الولايات التي ضرب بها الداء، حيث تم تشكيل لجان مراقبة لمعاينة جميع المستثمرات الفلاحية الموجودة عبر إقليم ولاية البليدة، وهذا في إطار الإجراءات المتخذة لتحديد أسباب تفشي وباء الكوليرا. وتضم هذه الفرق، حسب تعليمات والي ولاية البليدة، ممثلين عن كل من مديريات الصحة والفلاحة والتجارة بالتنسيق مع الجهات الأمنية. 

وحسب والي الولاية، فإن هذا الإجراء يأتي لتحديد أسباب تفشي وباء الكوليرا، بعد أن أثبتت التحاليل المخبرية سلامة مياه الشرب المسيرة من طرف مؤسسة الجزائرية للمياه. كما كشف العياضي، في هذا السياق، عن اتخاذ جملة من الإجراءات الوقائية الرامية إلى تقليص رقعة انتشار هذا الوباء، على غرار منع التجارة العشوائية على حافة الطرق، إلى جانب إخضاع جميع منابع المياه غير المسيرة من طرف الجزائرية للمياه للتحاليل للتأكد من خلوها من البكتيريا المسببة للكوليرا.

س. زموش

 

من نفس القسم الحدث