الحدث

السفير عبداوي يؤكد: اهتمام كويتي بالصناعات العسكرية الجزائرية

التدخلات الخارجية ساهمت في تعقيد المشهد العربي وزادت من أوجاعه

الجزائر تلعب دورا حيويا على الصعيدين الليبي والتونسي

 

أكد سفير الجزائر لدى الكويت، عبد الحميد عبداوي، وجود 40 اتفاقية تسيّر العلاقات بين الجزائر والكويت وتغطي كل مجالات التعاون الثنائي، لافتا إلى وجود 20 مشروع اتفاقية أخرى جار العمل عليها وإعدادها لتكون جاهزة للتوقيع في أقرب مناسبة.

لفت عبد الحميد عبداوي، في لقاء له موقع "راصد" السعودي، إلى أن الدورة الـ 10 من اجتماعات اللجنة المشتركة للتعاون ستعقد قبل نهاية العام الحالي ويعول عليها كثيرا في تطوير العلاقات الثنائية، مشيرا إلى وجود استثمارات كويتية كبيرة ومتنوعة في الجزائر خاصة في قطاعات المصارف والتأمينات والصناعات، معربا عن أمله في أن يكون للصناعات العسكرية الجزائرية فرصة في الكويت، مضيفا أن هناك إمكانية للتعاون على صعيد التدريب وتبادل الخبرات في مجال الخدمة العسكرية.

وأبرز أن العلاقات الجزائرية -الكويتية تاريخية بنيت على أسس صلبة من الثقة والاحترام المتبادل، وتعود أصولها، ليس إلى أيام ثورة التحرير في الجزائر كما يعتقد البعض، ولكن العلاقات بين الشعبين الشقيقين وثيقة منذ أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر منذ أيام الأمير عبد القادر الجزائري الذي جاب الجزيرة العربية وقابل القبائل العربية آنذاك، مشيدا بدور الكويت في دعم مساندة الثورة الجزائرية من أجل نيل استقلاله وتحرره من براثن الاستعمار الفرنسي.

وقال السفير الجزائري إن الجالية الجزائرية في الكويت صغيرة لا تتجاوز الـ 1200 نسمة، لكنها جالية فنية مدربة بشكل مميز يعمل معظمها في مجالات الإعلام والهندسة والتعليم، ولفت إلى أن العلاقات الثنائية تحظى بدعم القيادة السياسية في البلدين وكان للقائدين الكبيرين دورا مهما في تفعيلها وإعادة إحيائها وأصبحت تتسم بعدة أمور أولها الزيارات المتبادلة المتنوعة على المستوى الوزاري، فهناك العديد من الوفود الاقتصادية والتبادل المثمر بين البلدين، معتبرا أن العلاقات الجزائرية - الكويتية الآن مقبلة على تطور تاريخي من خلال التبادل والتقارب في ميادين استراتيجية تعود بالنفع على البلدين الشقيقين.

دوليا، قال سفير الجزائر، إن الجزائر عبرت في عدة مناسبات عن دعمها لجهود الوساطة الكويتية في حل الأزمة الخليجية منذ بدايتها، مشيدا بحكمة وحنكة الأمير الشيخ صباح الأحمد وجهوده المحمودة في هذا الصدد، مشيرا إلى أن الكويت تلعب دورا إيجابيا ومحوريا إقليميا ودوليا على صعيد حل النزاعات وإحلال السلام، خاصة أن الديبلوماسية الكويتية الهادئة والمميزة تساهم في حل الكثير من المشكلات، من خلال تبنيها لمبادئ الحوار الهادف والبنّاء لحل الأزمات، ولعل الوساطة الكويتية في حل الأزمة الخليجية أبلغ دليل على ذلك.

وذكّر بمساندة الجزائر الكويت في الحصول على العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن من منطلق الإيمان بقدرتها على صناعة الفارق، مضيفا أنها تلعب دورا مهما وحيويا في مجلس الأمن بمواقفها الثابتة وما تقدمه من مبادرات تعتبر محل إشادة عالمية.

وقال إن الكويت أضحت الناطق الرسمي والمدافع عن القضايا العربية في مجلس الأمن الدولي، ونحن نثمن دور الكويت في قضية الصحراء الغربية ودعمها للمسار الأممي بهذا الخصوص والذي توج باعتماد اللائحة 2414.

وجدّد سفير الجزائر التأكيد على موقف الجزائر من التطورات الأخيرة على الساحة الفلسطينية، مشيرا إلى أن "الجزائر لديها موقف تاريخي ثابت تجاه القضية الفلسطينية وندعم الأشقاء الفلسطينيين في إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، أما بخصوص نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، فأعتقد أنه قرار زاد من أوجاع القضية الفلسطينية، والجزائر نددت به واعترضت عليه في حينه"، وأكد أن "الجزائر لها سياسة خارجية ترجع جذورها إلى أيام حرب التحرير، حيث بنيت على أسس صلبة وثوابت منها عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، حق الشعوب في تقرير مصيرها، رفض استعمال القوة، اعتماد الحلول السياسية والطرق الدبلوماسية في حل النزاعات، التزام الحياد وحث دول الجوار على التعاون فيما بينها"، وقال إن "التدخلات الخارجية ساهمت في تعقيد المشهد العربي وزادت من أوجاعه، ونرى أن المصالحة الوطنية لزوم لحل هذه الأزمات سواء في سورية أو ليبيا أو اليمن".

كنزة. ع

 

من نفس القسم الحدث