الحدث

صيف سياسي راكد في انتظار حراك اجتماعي عنيف

أمام أحاديث الصالونات وسياسة الأمر الواقع

تزداد هذه الأيام حرارة الصيف ومعه تعرف الساجة السياسية ركودا كبيرا رغم قرب الاستحقاقات الرئاسية وأهميتها فباستثناء بعض الأنشطة الحزبية ذات طابع التنظيمي أو التكويني لازالت قيادات الأركان للأحزاب السياسية تنتظر ما يمكن أن يصدر من السلطة وخاصة من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة من رأي حول العهدة الخامسة التي يبدوا أن كل الطرق أصبحت تمهد لها وأن القوى السياسية لا تملك أي برنامج مقاوم رغم رفض بعضها لهذا الاتجاه والتوجه.

فأحزاب المولاة ممثلة في الأفلان والأرندي وبدرجة أقل تاج اختارت الانخراط في دعوة الرئيس للترشح إلى الانتخابات مرة أخرى وتولت الدعاية عبر مسار إحصاء الإنجازات المادية المحققة في مختلف الفترات السابقة وهذا بالنسبة إليها كاف لمطالبة الرئيس بالترشح وبأن يتمكن من حصد أصوات الجزائريين دون الحاجة إلى أي حملة انتخابية.

ورغم كل هذا إلا أن التغيرات التي حدثت في الحزب العتيد واستمرار أمينه العام نسبها للقيادة السياسية العليا يؤكد أيضا أن الخطة البديلة للرئيس موجودة بالنظر إلى ميولات وتوجهات أعضاء المكتب السياسي المحسوبين على أحد رجال الأعمال من جهة ومدير الحملات الانتخابية لبوتفليقة السابق ووزيره الأول لفترات رغم أن تصريحاته الأخيرة المسربة تؤكد على التزامه بدعم الرئيس مما يجعل بعض المراقبين يتوقعون أن محيط الرئيس قابل إن لم يكن داعم للخطة البديلة وإن الحديث عن عبد المالك سلال لم يكن عابر بقدر ما أنه يدور في أوساط رجال المال وحتى الدوائر الدبلوماسية .

بالمقابل حالة الركود واللامبالاة التي تعرفها المعارضة تجعل من الرئاسيات القادمة لحدّ هذه اللحظة مجرد اجراء اداري لا يمكنه أن يؤثر في الحياة السياسية ولا يبعث بأي رسالة أمل للتغير للشباب الذي أصبح أكثر ابتعادا عن الممارسة السياسية وهو ما يمثل تحديا جديا للدولة والمجتمع خاصة أمام مؤشرات اقتصادية واجتماعية صعبة.

وأصبحت حلول المواجهة الاجتماعية الأقرب لها على غرار ما حدث ويحدث مع الأطباء المقيمين ومع المحاولات المتكررة لمتقاعدي ومعطوبي الجيش وغيرها من القطاعات التي أصبحت غير مقتنعة بمبررات استمرار منع المسيرات في العاصمة وغلق الساحة السياسية.

الحراك الاجتماعي يمكن أن يكون العامل الحاسم في تغيير المعطيات السياسية المقبلة رغم محاولات تسويق أن التغيرات التي حدثت ويمكن أن تكون في الأيام القادمة بخلفية سياسية من جهة وتلبية حاجة المجتمع في التغيير من جهة أخرى وإعطاء صورة التغيير الذي يجدد من واجهة النظام شكليا دون أي تغيير حقيقي.

خالد. ش

 

من نفس القسم الحدث