الحدث

الرئاسيات تحرك أطراف فاعلة في النظام للتموقع من جديد

بعد تحركات بعض أحزاب المحسوبة على المعارضة اتجاه الجيش

تتسارع الأحداث في الآونة الأخيرة بين مختلف القوى السياسية وخاصة تلك المحسوبة على الموالاة ففي الوقت الذي يحرص الأفلان على غلق ملفت الترشح للانتخابات الرئاسية عبر إعادة تكررا مطالبة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للترشح لعهدة خامسة بمنطق الاستمرارية واستكمال تطبيق برنامجه استعملت هذه الورقة للحدّ من طموحات منافسه العنيد الأرندي الذي اضطر في لقاء مجلسه الوطني الأخير التقلص من ثقل اتهامه بالسعي إلى منافسة الرئيس أو بالأحرى محيطه مما خفف عليه حملات كثيرة كانت منظمة ضده في الفترة الأخيرة.

رغم أن الضبابية لازالت هي سيدة الموقف وخاصة أمام استمرار صمت الرئيس والذي من المتوقع أن يطول إلى بداية العام القادم ما لم تحصل تطورات غير محسوبة إلا أن التشويش على استمرار مجموعة الرئيس بدأ يأخذ مشاهد أخرى على غرار مطالبة الجيش لأن يكون له دور واضح في المرحلة القادمة وهو ما طالبت به حمس وربما ستعاود المطالبة به قوى سياسية أخرى محسوبة على المعارضة.

وإذا كانت أطراف الموالاة ترجح تدخل أطراف كانت فاعلة في النظام بدأت تحرك أحزاب وشخصيات سياسية على غرار عمارة بن يونس الذي سارع إلى الالتقاء برئيس حمس عبد الرزاق مقري وواضح لأن هذه الخطوة ازعجت قيادة الأفلان خاصة وأن بن يونس هو الطرف الوحيد المتبقي من منطقة القبائل الذي يمكنه دعم خيار محيط الرئيس وكان واضحا أن مواقف "الأمبيا" لا تساير طروحات دعاة الخامسة بل تفضل الانتظار وتحاول أن تناور مع بعض قوى المعارضة في حالة إيجاد خيار آخر يصعب التكهن به حاليا.

ويذهب بعض المحللين إلى أن التذمر الحاصل داخل الافلان من القيادة الحالية لا يخدم مصلحة محيط الرئيس ولا يجد أي أحد تفسير مقنع حول الإصرار على التمسك بالأمين العام الحالي الذي عطل كل مؤسسات الحزب ولم يجد مبرر لتجديد هياكله إلا من خلال نسب ما يقوم به إلى القيادة العليا للبلاد وهو ما يعني في حالة الفشل والانسداد تحميل هذه الأخيرة مسؤولية الفشل.

التخبط الذي يعيشه أمين عام الافلان يجمع كثيرون على القول أنه نتيجة غياب التوجيه المركزي من جهة وارتباطه بمجموعة ربما لا تمثل رأي الرئيس ولا موقفه هو ما جعل بعض قيادات الأفلان إلى اطلاق مبادرة انقاذ الحزب وربما ستتجدد بشكل آخر في الأيام المقبلة إن لم تسارع الرئاسة في انهاء حقبة ولد عباس الذي كثرت اخطاؤه وأصبح عبء على موظفيه وبدل أن يسعى إلى تحقيق خارطة الطريق الأولى التي استلمها في تجميع إطارات الحزب وتوحيدها والعمل على تجميع القوى السياسية أصبح يتقن توسيع دائرة خصومه حتى من انصار الرئيس بل العهدة الخامسة له.

ورغم أن بعض المراقبين يبررون تصرفات ولد عباس على أنها انعكاس لحالة الاضطراب التي يعرفها بعض المقربين من الرئيس خاصة مع استمرار فشل كثير من اختياراتهم للأشخاص وبعض الإصلاحات المؤسساتية التي أفرزت حالة من التسيب وصلت لدرجة تحكم أصحاب المال الفاسد فبعض مفاصل الدولة كما أن الفشل في تعيين بعض الرجال في مختلف المناصب الحساسة وكان آخرها ما كشفت عنه فضيحة الكوكايين وما تمثله من تهديد حقيقي لأداء بعض مؤسسات الدولة.

التغيرات التي حدثت في الفترة الماضية لم تمس بعد المؤسسات السياسية بدء بموضع حركة الولاة إلى التغيير الحكومي الذي سربت بشأنه الكثير في انتظار الاتفاق على من يمكنه تسيير المرحلة القادمة وتوكل اليه مهمة تنظيم الانتخابات الرئاسية القادمة.

خالد. ش

 

من نفس القسم الحدث