الحدث

ضوء أخضر للأئمة للخوض وممارسة السياسية

عيسى كشف عن تعرض 93 منهم للاعتداء منذ 2016

علماء الجزائر بمقدورهم التصدي لمخططات المخابر التي تسعى لتقسيم الدولة 

الاتهامات الموجهة لإمام مسجد تولوز " افتراءات"

لا تجميد للجمعيات الدينية

 

أعطى وزير الشـؤون الديـنية والأوقاف محمد عـــيسى، الضوء الأخضر للأئمة لممارسة السياسية، وقال إنه مـسموح للإمـام الحـديث عن الأمور السياسية ودعـوة المواطـنين للإدلاء بأصواتـهم في مختلف المواعيـد الانتخابيـة بشرط عدم الدعوى لانتخاب شخص معين، وشدد ذات المسؤول الحكومي على أن هناك أفكار رفعت شأن أصحابها في الخارج، غير أنها تشكل خطرا على أبنائنا، مشيرا بأنه لو عدنا للتاريخ نحن لسنا تابعين لأحد، مؤكدا أن الإمام هو من يدافع عن الحق، ويقود الأمة لصيانة الوطن، ويدفع أبنائنا ليكونوا خير خلف لخير سلف، وكشف في سياق آخر عن تلقيه شكاوي من 23 إماما، مؤكدا أنه سيشكل لجنة تحقيق من أجل النظر في القضية، على صعيد آخر أوضح أن "الدين الإسلامي ليس له جنسية"، مبرزا أن "علماء الجزائر يتميزون عن غيرهم بفهمهم أحسن فهم للقرآن والسنة ما يجعل بمقدورهم  التصدي لمخاطر مخططات مخابر أجنبية تعمل على تقسيم الأوطان".

قال محمد عيسى، في تصريحات صحفية أدلى بها من ولاية تيبازة، أمس أن "الدين الإسلامي ليس له جنسية"، مبرزا أن "علماء الجزائر يتميزون عن غيرهم بفهمهم أحسن فهم للقرآن والسنة ما يجعل بمقدورهم التصدي لمخاطر مخططات مخابر أجنبية تعمل على تقسيم الأوطان"، وأضاف يقول على هامش حفل اختتام موسم المركز الثقافي الاسلامي، وأكد وجود "مخاطر نشاط مخابر أجنبية" تعمل على زرع أفكار لا تتماشى والمرجعية الدينية الجزائرية بهدف "زعزعة استقرار الوطن و إثارة الفتن"، وأضاف محمد عيسى أن تلك المخابر "أعادت إحياء مخططات تقسيم الأوطان الإسلامية  ورفعت التجميد عنها في محاولة لإدخالها للجزائر", واصفا إياها ب"الخطيرة  جدا". 

واستدلى الوزير بخطاب رئيس الجمهورية بمناسبة إحياء يوم العلم الموافق لـ 16  أفريل من كل سنة أين أكد "أن هناك إرادة حقيقية لمخابر أجنبية تعمل على بعث  مخططات لتقسيم الدولة الوطنية و تمزيق العالم الاسلامي و إحداث فتن و حروب لا  نريدها في الجزائر التي لها مرجعية دينية غير قابلة للمراجعة"، وأضاف أنه يقصد "المحافظة على كل المذاهب بما فيها الإباضية بما يتماشى مع  الأصل و وفقا لمناهج علماء الجزائر من الأسلاف, على غرار الشيخ ابن باديس و  البشير الإبراهيمي و غيرهم." 

وبخصوص الطوائف التي تكلم عنها الوزير و التي يراد من خلالها تقسيم الأوطان قال أنه "لا يقصد تشكيل ديني بعينه لأن التشكيلات كثيرة و أكثر مما نتصور",  موضحا أنهم كقطاع وزاري يعملون بالتنسيق مع أجهزة الدولة كلها و خلايا التفكير  و الوقاية من أجل رفع الوعي العام للمجتمع الذي لا ينبغي أن يقف مع من يشوه  الدين. 

ودعا في السياق الأئمة و النخبة و رجال الإعلام إلى التصدي لكل الأفكار  الغريبة, مبرزا أنها مسؤولية الجميع للحفاظ على الوسطية و الاعتدال كصف واحد  رفقة الأجهزة الأمنية و قوات الجيش الوطني الشعبي في وجه تلك المخططات. 

ودعا في هذا السياق إلى الافتخار بعلماء الجزائر و مساهماتهم في إعلاء صوت  الإسلام, منهم أول من شرح صحيح البخاري العالم, محمد بن داود المسيلي, و  العالم هود بن محمد الأوراسي, أول من فسر القرآن الكريم في نفس فترة تفسيره من  قبل العالم الطبري، واسترسل يقول "الجزائريون حملوا الإسلام إلى الأندلس و مشارف فرنسا و العاصمة  النمساوية فيينا و إلى إفريقيا", مضيفا أن الإسلام "ليست له جنسية و القرآن  واحد و السنة واحدة و أن أكثر من دافعوا عنهما بفعالية كانوا من جنسيات غير  عربية".

 

93 اعتداء على الأئمة منذ 2016

 

هذا وسجلت مصالح وزارة الشؤون الدينية والأوقاف 93 اعتداء راح ضحيتها أئمة مساجد أغلبها خارج المؤسسة المسجدية، حسبما كشف عنه وزير القطاع، محمد عيسى، وفي تعليق له على الرقم وصف الوزير عدد الاعتداءات المسجلة خلال سنتين ونصف بـ"غير مقلقة وليست بالخطورة والحدة التي يروج لها"، مضيفا أن الجزائر تحصي 17 ألف مسجد عبر ترابها، وأضاف الوزير في السياق أن "أغلب الاعتداءات قضايا شخصية وقعت خارج المساجد أو بسبب سوء فهم مثلما حدث لإمام من ولاية سكيكدة عندما تعرض لاعتداء من شخص اعتقد أنه كان يقصده في أحد الخطب التي ألقاها", مشددا من جهة أخرى أن العدالة أنصفت جميع الأئمة الذين راحوا ضحية اعتداءات.

من جهة أخرى أكد محمد عيسى أن الأمر الذي يتوجب التوقف عنده و وصفه بالخطير هو "تعرض الأئمة للاعتداء داخل المساجد دون أي احترام لقدسية المكان، ما يتطلب التدخل لحماية المسجد والإمام و محرابه في إطار قوانين الجمهورية".

وبخصوص الرسالة التي رفعها 23 إماما بالجزائر العاصمة يشكون فيها مفتش يعمل بالمديرية المحلية للقطاع بذات الولاية, قال الوزير أنه "أمر بتشكيل لجنة تحقيق يترأسها المفتش العام للوزارة"، وقال وزير الشؤون الدينية و الأوقاف في هذا الصدد "ستعمل اللجنة على السماع لجميع الأطراف قبل إعداد تقرير مفصل للوزير يتم على ضوئه اتخاذ الإجراءات العقابية اللازمة في حق المفتش إذا ثبتت التهم الموجهة له".

 

الاتهامات الموجهة لإمام مسجد تولوز " افتراءات"

 

اعتبر وزير الشؤون الدينية و الاوقاف, محمد  عيسى, أن الاتهامات الموجهة للإمام الجزائري محمد تاتاي بمسجد تولوز الفرنسية ب"معادات السامية"  "مجرد افتراءات"، وأكد أن الإمام ليس مبعوث وزارة الشؤون الدينية بل يتبع لمؤسسة مسجد باريس ، وقال "محمد تاتاي ابن عائلة علماء و تربيته لا تسمح له أن يقع في خطيئة  الدروس على قيم و مبادئ البلد المستضيف"، وأضاف أن عمدة مسجد باريس الذي يكون الإمام محمد تاتاي يتعاون معه قد "برأه  من التهم المنسوبة له و المتعلقة بالسخرية و معادات السامية و عدم احترام  الديمقراطية مثلما تناقلته بعض التقارير الإعلامية ".

ودعا في السياق بعض وسائل الإعلام الغربية إلى "التوقف عن الترويج لكل ما  يسيء للإسلام و أعلامه من خلال مثل هذه الاتهامات", مبرزا أن مسجد تولوز معروف  في الأوساط الدينية ب"اعتداله و وسطيته"، من جهة أخرى و بخصوص رفع حصة الجزائر من الحجاج, قال الوزير أنه في انتظار ما سيترتب عن تصريحات وزير الحج السعودي الذي تطرق إلى تنظيم شعائر منى على طبقات  لتوجيه الطلب، وأضاف أنه يشترط من خلال التنظيم الجديد توفر شروط الإقامة الكريمة للحجاج و السماح لهم بافتراش الأروقة و دون تسجيل معاناة مع التزاحم, مبرزا أنه من غير  ذلك "سيتم اعتماد تجربة السنة الماضية لتفادي معاناة الحجاج من جراء  التدافع".

على صعيد آخر كشف وزير الشؤون الدينية و الأوقاف, عن اكتمال الهيكل التنظيمي للمركز الثقافي الإسلامي,  الذي وصفه ب"امتداد طبيعي لدور المؤسسة المسجدية". 

وكرم الوزير ثلة من علماء و أعلام الجزائر الذين  غيبتهم الموت, بمناسبة حفل اختتام موسم المركز الثقافي الإسلامي عبر الوطن  تقديرا و اعترافا لبطولاتهم و أمجادهم, وقال أنه تم اكتمال هذا المركز من خلال  استحداث مجلس الإدارة و مجلس التوجيه و إصدار قرارات تنظيمية مهمة لفائدة هذه  المؤسسة أهمها قرار يحدد نشاط و خدمات المركز و علاقته مع فروعه و المصالح  الخارجية التابعة لوزارة القطاع, ناهيك عن استفادته من عملية ترميم و توسيع  بما يتماشى مع عمرانه في انتظار استلام مقره الحديث بجامع الجزائر، كما نوه الوزير بنشاطات المركز الثقافي الإسلامي, التي ترمي أساسا إلى نشر  معالم الدين المعتدل و الحفاظ على المرجعية الدينية الوطنية المستمدة من علماء  جزائريون لهم أثر عظيم و مساهمات فعالة في مجال الدين، و فيما يخص حفل التكريم, فقد تعلق بكل من عميد الصحفيين المرحرم , زهير  إحدادن و الاعلامي المحنك المجاهد المتوفي ,عبد القادر نور, و الأستاذ عبد  الوهاب حمودة, الذين غيبتهم الموت خلال السنوات الأخيرة تاركين ورائهم أثرا و  إنجازات ثرية. 

و في السياق، قال وزير الشؤون الدينية أن تكريم أبناء الجزائر البررة يعبر عن  "تقديرنا و عرفاننا لما قدموه من إضافة للمجتمع" و ما على القطاع الا  "الإنحناء أمامهم و تقديمهم للمجتمع نماذج يحتذى بهم"، و أشار في هذا الصدد إلى فضل هؤلاء العلماء و الأعلام على رفع لواء الجزائر  عاليا داخل و خارج أقطار الجزائر خاصة أن الحفل يتزامن مع الإحتفال بالذكرى  المزدوجة لعيدي الإستقلال و الشباب.

كنزة. ع

 

من نفس القسم الحدث