الوطن
الجزائريون يقضون "ساعات" بمراكز البريد لسحب "الشهرية"
سيناريو الطوابير والاكتظاظ يتجدد هذه السنة أيضا
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 12 جوان 2018
تعرف مراكز البريد هذه الأيام بالعاصمة وباقي ولايات الوطن اكتظاظا وطوابير مع اقتراب عيد الفطر، حيث سارع العديد من المواطنين لسحب أموالهم ورواتبهم لتغطية المصاريف، وهو ما خلق ضغطا رهيبا على المراكز وأفرز فوضى كبيرة خاصة مع تعطل العديد من الموزعات الآلية.
يبدو أن مساعي وزارة البريد لعصرنة القطاع لم تنجح وهو ما يظهر عشية كل مناسبة دينية، فلا سحب إلكتروني ولا دفع إلكتروني أثبت نجاعته لتجدد معاناة المواطنين مع الطوابير ونقص السيولة وتعطل نظام السحب ككل مرة، وشهدت هذه الأيام مراكز البريد بمختلف أرجاء الوطن طوابير طويلة واكتظاظا وتوافدا قياسيا لمختلف شرائح المواطنين، وذلك تزامنا مع اقتراب عيد الفطر المبارك قصد سحب مستحقاتهم المالية من مدخرات ورواتبهم الشهرية، لكي يتمكنوا من اقتناء ملابس العيد ومستلزمات هذه المناسبة، حيث يعيش مرتادو المكاتب البريدية ببعض المناطق كلما اقتربت مناسبة كالعيد أو رمضان حالة من التذمر والسخط جراء الفوضى والاكتظاظ، بالإضافة إلى تدني الخدمات بسبب انقطاع شبكة الإرسال داخل مكاتب البريد أحيانا على مستوى أجهزة الإعلام الآلي وتعطل آلات السحب الإلكترونية، وهذا ما خلق وجود الطوابير أمام الشبابيك المخصصة لعملية سحب الأموال من طرف زبائن البريد.
كما عرفت بعض المراكز حدوث مناوشات بين المواطنين خلال تواجدهم في الطوابير، وحتى بين المواطنين وأعوان الشبابيك بسبب تماطلهم وتجاذب أطراف الحديث فيما بينهم، تاركين المواطن ينتظر لمنحه مستحقاته. وفي جولة استطلاعية قادتنا لعدد من مراكز البريد بالعاصمة، وقفنا على حجم الفوضى والاكتظاظ،فالطوابير في بعض المراكز وصلت لآخر، الشارع ما انجر عنه ضغط كبير خصوصا بعد قيام بعض المؤسسات بضخ رواتب عمالها مسبقا تزامنا مع عيد الفطر المبارك.
وقد عبر العديد من المواطنين في تصريحات لـ"الرائد"، عن استيائهم من هذه المشاهد التي تتكرر كل سنة، متسائلين عن الجدوى من الموزعات الآلية التي توجد أغلبها خارج الخدمة، وهو ما وقفنا عليه حقيقة، حيث تعطلت أغلب الموزعات الآلية في بلديات العاصمة واضطر بعض المواطنين الراغبين في تجنب الطوابير في المراكز للتنقل بين بلدية وأخرى بحثا عن موزع آلي يعمل.
ويكشف هذا السيناريو كل سنة فشل وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال في عصرنة القطاع الذي يبقى بدائيا ويعتمد على السحب التقليدي لتبقى الموزعات الآلية مجرد ديكور.
دنيا. ع