الفريق أول شنقريحة يعبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري "الجزائري – الإيطالي"
- نشر في 02 أكتوبر 2024
أكد رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، مصطفى خياطي، أن الأرقام الرسمية المتعلقة بعمالة الأطفال بالجزائر "بعيدة عن الواقع" لكونها تغفل شريحة الأطفال الذين ينشطون في الإطار غير المنظم كالشوارع والأسواق العشوائية.
أوضح مصطفى خياطي، أمس عشية إحياء اليوم العالمي لمكافحة عمالة الأطفال المصادف لـ 12 جوان من كل سنة، أن الوصول إلى تحديد الإحصائيات الحقيقية لعمالة الأطفال على المستوى الوطني "تستدعي وجوبا التنسيق مع المجتمع المدني بمختلف مكوناته"، حيث تبقى النسبة التي تقدمها وزارة العمل و التشغيل و الضمان الاجتماعي سنويا و التي بلغت 5ر0 بالمائة السنة الفارطة، لا تعكس الوضع الحقيقي لهذه الظاهرة.
و يستند رئيس الهيئة في ذلك إلى كون اللجنة متعددة القطاعات المكلفة بهذا الملف تعمل استنادا إلى الأرقام التي تقدمها مفتشيات العمل التي تقوم برقابة القطاع الاقتصادي المنظم، دون إشراك المجتمع المدني، وهو ما يجعل من الأرقام المتوصل إليها لا تخرج عن نطاق الشركات و المؤسسات الخاضعة للرقابة القانونية، في الوقت الذي يشكل فيه الإطار غير المنظم كالأسواق الفوضوية و الشواطيء و المزارع و الورشات و حتى التسول، الفضاء الأكثر المستقطب لهذه الفئة نتيجة عدة عوامل كالفقر والتسرب المدرسي.
وقد أفرز هذا الوضع، تضاربا في الأرقام المقدمة سنويا من طرف الجمعيات التي تنشط في إطار الطفولة المسعفة و الجهات الرسمية مما يستدعي وضع مقاربة شاملة مبنية على التنسيق بين الطرفين من أجل إجراء تقييم أكثر مصداقية وواقعية.
غير أنه يبقى من اللافت -حسب خياطي-تراجع ظاهرة تشغيل الأطفال بالجزائر ولو أنها تظل واقعا مريرا يعيشه يوميا الكثير من الأطفال، و هي الملاحظة التي تستند إلى مؤشر رئيسي يتمثل في ارتفاع الشريحة العمرية ما بين 16 و 25 سنة التي تعتبر فئة باحثة عن العمل، حيث "أدى توفرها الى التوجه نحوها بدل الاستعانة بالأطفال ما دون الـ 16 سنة بالنظر إلى قوتهم البدنية مقارنة بصغار السن و كذا تدني تكلفتهم، حيث تظل هي الأخرى عمالة رخيصة".
ومن بين أخطر ما يفرزه ذلك على الطفل تحول شخصيته و ميوله نحو العنف و العناد، حيث يؤدي العبء الذي يتحمله نتيجة خروجه إلى "سوق العمل" في سن مبكرة جدا لكسب لقمة العيش إلى جعله شخصا قاسيا، تغيب عنه ملامح و براءة الطفولة.
إكرام. س