الوطن

يونس بوالدبان عمره 14 سنة يؤم الناس في صلاة التراويح في ميلة

حفظه للقرآن سبب نتائجه الجيدة في الدراسة

يؤم الطفل يونس بوالدبان الذي لا يتعدى عمره  14  سنة الناس في صلاة التراويح بمسجد بلال بن رباح بقرية أولاد الكاسح ببلدية  وادي العثمانية (جنوب ميلة) و ذلك للسنة الثالثة له في محراب المسجد خلال  رمضان.

وقد أتم يونس حفظه للقرآن الكريم تحديدا في سن العاشر و10 أشهر بعد أن بدأ  في الحفظ في سن الثامنة, حسب ما ذكره لـ"وأج" وذلك بمسجد مالك بن أنس ببلدية  سدراته بولاية سوق أهراس حيث عاش وأهله قبل أن ينتقلوا مؤخرا للإقامة  بالتلاغمة بولاية ميلة .

وقد تتلمذ الطفل وتميز على يد شيخه عبد الحق ضيف بسدراته ما أهله لإمامة  الناس رغم صغر سنه فأم صلاة التروايح سنتي 2015 و2016 بمسجد ذات البلدية، ولم يكتف يونس بختمه لكتاب الله فحسب بل بدأ في حفظ الأحاديث وهو يحوز لحد  الآن إجازة متن الجزرية على يد الأستاذة سمية بن عبد السلام بسدراتة ومتن  الأربعين النووية من مدرسة عبد الحميد بن باديس بقسنطينة على يد الشيخ يوسف  بلعيرم.

و قد اعترف هذا الطفل النابغة الذي تبدو جلية على ملامحه سمات الهدوء والحياء  أن أول عام أم فيه الناس كان صعبا عليه بعض الشيءي خصوصا في الأيام الأولى من  الشهر الفضيل وهو -كما قال- ذلك الطفل الذي يصلي خلفه العشرات من الرجال و  لكنه سرعان ما ألف الأمر و زال عنه الارتباك خاصة مع الممارسة وما وجده من دعم  وتشجيع كبيرين من رواد المسجد.

كما أن لتشجيع الوالدين الأثر الكبير في نفس يونس ي حيث أنهما -كما أضاف-  ساعداه كثيرا على تنظيم وقته ما بين الدراسة والمسجد خصوصا هذه السنة التي  اجتاز فيها امتحان شهادة التعليم المتوسطي ورغم أهمية هذا الموعد الفاصل في  حياته الدراسية إلا أنه أكد عدم تغيبه و لو ليلة عن إمامة الناس وأدائه لصلاة  التراويح.

وإعتبر يونس أن حفظه للقرآن هو سبب نتائجه الجيدة في الدراسة لأن ذلك ساعده  على التركيز القوي والحفظ السريع فوجد من القرآن الكريم معينا له في دراسته  التي يريد أن يواصل فيها ليكون مستقبلا أستاذا في العلوم الشرعية أو طبيبا، كما أنه يمارس حياته العادية ويعيش طفولته كغيره من الأطفال فهو يحرص على  الابتعاد عن بعض السلوكيات التي يمارسها أقرانه يراها مضيعة للوقت على غرار  تصفح مواقع التواصل الاجتماعي وما إلى ذلك، فالمتعة الكبيرة لدى هذا الفتى -كما قال- تكمن في "حمل كتاب الله وتلاوة  القرآن الكريم"ي وهو كثيرا ما يغتنم وقته في التلاوة بدل اللعب أو مشاهدة  التلفاز.

وزاده تعلقا بكلام الله تحفيز والديه المتواصل له فكما تقول ولدته:" منذ  دخوله المدرسة وهما حريصان على دفعه لحفظ كتاب الله بعدما انتبها لميله لذلك  في سن مبكرةي فكان يونس آخر من دخل المسجد لحفظ القرآن و أول من ختمه"، وجعل ذلك من الطفل يونس حسب أمه مميزا ومعروفا بين الناس حتى أن أسرته باتت  كذلك فلا ينادى أبوه إلا بـ"أبي يونس" والأم بـ"أم يونس" الشيء الذي تعتبره  مفخرة لهما لأن ما حققه هذا الولد -حمله لكتاب الله- يعد ثمرة جهدهما.

ق. م/ وأج

 

من نفس القسم الوطن