الحدث

مصطفى شريف: الجزائر تقدما نموذج راقيا للوسطية والحوار

أكد أن صراع الحضارات "كذبة" لإلهاء الشعوب وإضعافها

القوى العظمى نجحت في استعمال الإرهاب لضرب البلدان العربية 

أكد الدكتور والوزير الأسبق مصطفى شريف أن "الجزائر تقدم نموذجا راقيا في الوسطية والحوار"، مؤكدا أن "الحديث عن صدام الحضارات وصراع الأديان دعاية مغرضة لإلهاء الشعوب عن المشاكل الاقتصادية والسياسية".

 

أوضح مصطفى الشريف، أمس، في مداخلته التي ألقاها حول حوار الحضارات والعلاقات الدولية بمجلس الأمة أن "الجزائر تقدم نموذجا مثاليا للوسطية والحوار والذي تعزز أكثر بانصهار الثقافة العربية والإسلامية والأمازيغية"، مشيرا أن "بناء حضارة عالمية مشتركة ونظام دولي جديد عادل يكون بديلا للنموذج الليبرالي المهيمن لا يتحقق إلا بالحوار والتعايش بين الثقافات". 

ودعا المتحدث إلى "ضرورة الجمع بين القيم الأصيلة والتقدمية واحترام الحق في الاختلاف في السعي نحو الحداثة"، مؤكدا أن "الحديث عن صدام الحضارات وصراع الأديان دعاية مغرضة لإلهاء الشعوب عن المشاكل الاقتصادية والسياسية وأنه لا علاقة لذلك بالدين والثقافة". 

واعتبر مصطفى الشريف أن "الجماعات المتطرفة و الإرهابية جاءت نتاج تزاوج بين إيديولوجيا دينية صارمة وبين السياسة الإمبريالية المنتهجة من قبل القوى العظمى التي نجحت في استعمال تلك الجماعات المتطرفة لضرب البلدان العربية المسلمة".

وذكر ذات المتحدث أن "أسباب التطرف يرجع أساسا إلى الأسباب الجيوسياسية حيث أن القوى العظمى تصنع وتدعم بعض الفرق المتشددة من أجل إضعاف المجتمعات المسلمة من الداخل وتدفعها للصراع من أجل السلطة والحكم".

وركز الوزير الأسبق على "ضرورة تصحيح المفاهيم و نزع كلمة إسلامي على المتعصبين والمتطرفين وكل الذين يستعملون الدين لأغراض سياسية لأنهم في الواقع مضادين للإسلام الذي يضل معروف باعتداله ووسطيته"، مشيرا أن "محاولة تبرير الإرهاب و التطرف بنصوص دينية فهي محاولة لجعل المواطن المسلم ملزم بالاختيار بين الإرهاب وبين ترك الدين الإسلامي لأن في الواقع الإرهاب هو فعل سياسي و ليس ديني".

وحذر الوزير الأسبق من "منح الفرصة للغير لينشر الدعايات الكاذبة"، معتبرا أن "العلاقات الدولية الحالية ليست ديمقراطية نظرا لمحاولات الهيمنة وفرض النموذج الغربي الحداثي الذي يقوم على الرأسمالية والفصل الجذري بين المقومات الأساسية للحياة وممارسة الإقصاء والتدخل في الشأن الداخلي"، داعيا إلى "المساهمة في البحث عن نظام دولي جديد عادل لضمان السلم والسلام بين الشعوب". 

وأشار الدكتور أن "الحق الكامل في تأسيس حداثة على حساب قيمنا الأصيلة والجمع بين الثوابت والمتحولات لأن لكل مجتمع وجهة نظره الخاصة وبالحوار يتم توضيح المشترك بين الجميع"، قائلا "نحن في حاجة لنظرة الآخر لتصحيح أمورنا ويجب رفض المفاهيم والمصطلحات المرتبط بالحداثة والديمقراطية، المفروضة من وجهة نظر واحدة".

هني. ع

 

من نفس القسم الحدث