الوطن

ملابس العيد...أسعار جنونية، نقص في المنتوج المستورد وغياب شبه تام للمحلي

حركية وإقبال كبيران على الأسواق في العشر الأواخر لرمضان

الزوالية يبحثون عن ملابس الشيفون وميسورو الحال يتزاحمون على محلات الماركة

 

تعرف الأسواق، هذه الأيام، حركية كبيرة مع اقتراب عيد الفطر، حيث يقبل جل الجزائريين على محلات بيع الملابس والأحذية لاقتناء ملابس العيد، وككل سنة مثلت الأسعار صدمة بالنسبة للعائلات، خاصة ما تعلق بملابس الأطفال التي ارتفعت أسعارها بشكل ملفت، مع تسجيل نقص في المنتجات المستوردة وغياب شبه تام للمنتوج المحلي.

 

ومع اقتراب عيد الفطر المبارك، تسارع أغلب العائلات إلى اقتناء كسوة جديدة لأبنائهم، وككل سنة يصطدم الجزائريون بلهيب الأسعار التي تحرق الجيوب، فاللافت أن الأسعار هذه السنة عرفت مزيدا من الارتفاع عن السنوات الماضية، حيث تراوحت أسعار كسوة عادية للأطفال من عمر 4 إلى 6 سنوات ما بين 6 آلاف إلى مليون ونصف مليون سنتيم، في حين تبلغ أسعار الأحذية حدود الـ 4 آلاف دينار، وهو ما مثل تكلفة مدهشة للأسر التي لديها 2 أو ثلاثة أبناء، حيث يتطلب شراء كسوة العيد بالنسبة لهذه الأسر ميزانية تفوق الـ 4 ملايين سنتيم، وهو ما يثمل حوالي ثلاثة أضعاف الأجر الوطني المضمون.

 

عرض منخفض والتجار يتحكمون في الأسعار

 

وحول هذا الارتفاع، يؤكد أغلب الباعة أن تراجع الواردات والتضييق المفروض على عمليات الاستيراد أدى إلى تراجع العرض، وبالتالي مزيد من الارتفاع في الأسعار، فحسب العديد من التجار الذين تحدثنا إليهم، فإن السلع المستوردة من تركيا تتمتع بالجودة لكن سعرها مرتفع ولا يتناسب مع قدرة المواطن الجزائري، بينما تبقى السلع الصينية خيارا متاحا وحتى تلك السلع الأسيوية تتوقف أسعارها على نوعية المنتج، فالسلع ذات النوعية الجيدة تكون أسعارها مرتفعة والأخرى ذات نوعية أقل، ثمنها أقل، وبما أن الأسعار في الجزائر لا تخضع إلى أي تسقيف، فالباعة هم من يحددونها، وغالبا ما يكون هناك اتفاق بينهم، وبما أن أغلب هذه الملابس مستوردة، فلا أحد يعرف تكلفتها الحقيقية، لمقارنتها بسعر البيع ماعدا التاجر، أضف إلى ذلك فالمنافسة بين التجار هي من بين العوامل التي يمكن أن تتحكم في السعر، لكن للأسف، هم عكس ذلك، يرفعون الأسعار بسبب الظروف الاستثنائية التي تعاني منها السوق الجزائرية بسبب الندرة، خاصة في المواد المستوردة.

 

الزوالية يبحثون عن ملابس الشيفون وميسورو الحال يتزاحمون على محلات الماركة

 

ونظرا للأسعار المرتفعة التي سجلت على مستوى ملابس العيد، ارتأى العديد من المواطنين من ذوي الدخل المحدود النزوح نحو الأسواق الفوضوية التي قد توفر ملابس عيد بأرخص الأثمان، وهو الشيء الذي لاحظناه في الأسواق الشعبية والتي سجلت إقبالا كبيرا من طرف الزبائن الباحثين عن بديل للمحلات التجارية التي تعرض ملابس بأسعار باهظة، بينما هناك من المواطنين من لجأوا للألبسة المستعملة علهم يجدون بديلا عن الملابس الجاهزة وبأسعار تناسب قدرتهم الشرائية، بينما اتجهت العائلات ميسورة الحال للمراكز التجارية الكبرى والمحلات التي تبيع الماركات العالمية، حيث تعرف هذه المحلات إقبالا منقطع النظير، فبالمركز التجاري لباب الزوار مثلا تشهد محلات الماركات العالمية اكتظاظا وإقبالا منقطع النظير رغم قلة المعروض وارتفاع الأسعار، فسعر قميص بمحلات الماركات يصل لميلوني سنتيم، غير أن زبائن هذه المحلات يرون أن الأسعار المطبقة تتماشى وجودة المنتوج.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن