الوطن
جزائريون "يصومون" عن العمل وكل شيء مؤجل لما بعد رمضان!
إجازات، عطل مرضية وغيابات بالجملة في المؤسسات والإدارات
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 23 ماي 2018
ينخفض مردود العمل عند الجزائريين في رمضان لأدنى المستويات، حيث تحول الشهر الكريم بالنسبة للعمال في الإدارات والمؤسسات، سواء عمومية أو خاصة، لشهر الغيابات والإجازات والعطل المرضية، حيث يبقى كل شيء مؤجلا لما بعد رمضان بالنسبة للجزائريين حتى العمل.
رغم أن شهر رمضان هذه السنة جاء منتصف ماي وشهدنا خلال الأسبوع الأول منه انخفاضا في درجات الحرارة، ومن ثم أجواء معتدلة تلائم العمل وتساعد على التنقل بكل أريحية، ورغم أن مواقيت العمل هذه السنة وكل سنة تراعي ظروف الجزائريين في هذا الشهر الفضيل بتقليص ساعتين من الدوام وموعد الخروج من العمل قبل ثلاث وحتى أربع ساعات عن موعد الإفطار، إلا أنه كان للجزائريين رأي آخر فيما يخص العمل خلال الشهر الكريم، حيث عمد الكثير من العمال ومنذ بداية الأسبوع الأول لرمضان لأخذ إجازات وعطل مرضية وكذا غيابات بالجملة، فقط بسبب عدم قدرتهم على العمل خلال هذا الشهر، حيث تنخفض مردودية العمل للفرد الجزائري في شهر رمضان لمستويات جد منخفضة، حيث يؤجل أغلب الجزائريين مشاغلهم وأعمالهم لما بعد الشهر الكريم، ويتهاونون في أداء مهامهم في العمل، وبأغلب الإدارات والمؤسسات تتكرر عبارة "مور رمضان" من أعلى مسؤول لأدنى عامل، وهو ما فسرته دراسة أكاديمية حديثة من أن الجزائريين هم أكثر كسلًا وخمولًا في شهر رمضان أكثر من غيره من الشهور، وأن جميع العمال تكون إنتاجيتهم في رمضان ضعيفة للغاية. وتوصلت ذات الدراسة إلى أن حوالي 45٪ من العمال والموظفين يفضلون استفادتهم من عطلهم السنوية القانونية خلال شهر رمضان، فيما تلجأ فئة أخرى إلى التحايل باستفادتها من عطل مرضية خلال شهر رمضان الكريم، لتخلص الدراسة إلى أن شهر رمضان في عُرف الجزائريين هو عطلة مدفوعة الأجر أو على الأقل هكذا يتمنون. وبحسب المختصين في علم الاجتماع فإن الصوم قد تحوّل في المجتمع إلى مبرّر للتراخي، بحجة التعب والصعوبات في العمل، معتبرين أن الجزائري أصبح يعمل على خلق مبررات لتأجيل أشغاله، بما في ذلك الخاصة والعائلية في بعض الأحيان، إلى ما بعد شهر رمضان، وهي ظاهرة سلبية تحمل رسالة خاطئة عن رمضان وفضل العمل في هذا الشهر المبارك.
دنيا. ع