الحدث

456 سجيناً جزائريا يقبعون في السجون الإيطالية

تقارير تتحدث عن ظروف احتجاز غير إنسانية يعاني منها هؤلاء

يقبع في السجون الإيطالية 7261 سجيناً عربياً يمثلون نسبة 38.7 بالمائة من السجناء الأجانب من بينهم 456 سجيناً جزائريا حسب آخر إحصائية لوزارة العدل الإيطالية، وأفاد ذات التقرير أن أغلب المساجين العرب، هم من شمال أفريقيا، إذ يحتل المرتبة الأولى المغاربة بعدد يصل إلى 3722 سجيناً وهي النسبة الأكبر للمساجين الأجانب بشكل عام، يليهم المساجين التونسيون بـ 2129 سجيناً ثم مصر بعدد 652 سجيناً، ويليهم الجزائريون بـ 456 سجيناً، و302 سجين من جنسيات عربية أخرى، كما كشفت أرقام رسمية إيطالية عن انتحار مواطن جزائري منذ بداية السنة داخل هذه السجون من أصل 8 حالات سجلت لغاية مارس الماضي.

أبدى كلاوديو باترنيتي، مسؤول المشاريع في منظمة حقوق المساجين الإيطالية "أنتيغون"، قلقه المتزايد تجاه تزايد حالات الانتحار في السجون الإيطالية في صفوف السجناء الأجانب، وخاصة العرب، نتيجة لما وصفه بـ" الانتهاكات " التي يتعرضون لها كاستخدام العنف، والشتم والتمييز العنصري، والترحيل الإداري الإجباري من سجن إلى آخر في حالات التمرد والعصيان وإثارة الشغب.

الظروف القاسية التي يتعرض لها السجناء في سجون إيطاليا، تدفع الكثير منهم للانتحار بحسب المتحدث، إذ وصل عدد السجناء الذين انتحروا في السجون الإيطالية خلال الفترة ما بين جانفي و22 مارس الماضي، 8 حالات انتحار، بينهم جزائري فيما سجل في السنوات الأربع الأخيرة وفقاً لذات الإحصائية 31 حالة انتحار لسجناء عرب من أصل 284 حالة انتحار في السجون الإيطالية.

وأوضح التقرير أن السجناء العرب يعانون في السجون الإيطالية من مشاكل عديدة، من أهمها صعوبة فهم ما يدور حولهم، إذ يمثل عائق اللغة حاجزا كبيرا في توصيل شكواهم ورغباتهم، وتخطي العراقيل، مما يؤدي بهم إلى العزلة الاجتماعية، ودخولهم في حالة من الاكتئاب، مع تسجيل نقص كبير للوسطاء اللغويين بحسب تقرير باترنيتي، الذي قال: "هناك نقص كبير في عدد الوسطاء اللغويين مما يضع السجناء العرب في وضع حرج بسبب سوء الفهم وما ينتج عنه من مشكلات في العلاقة بين السجين والسجان، إلى جانب تسجيل نقص كبير في عدد رجال الدين من الديانة الإسلامية الذين يتوفرون للسجناء، وقدم قوانين السجون في إيطاليا"، مضيفاً أنه عندما تم إصدار قانون السجون لم يكن هناك عدد كبير من المهاجرين في إيطاليا، فلم تأخذ بعين الاعتبار هكذا حالات، وهذا يعتبر بحسب المتحدث نوعاً من الانتهاكات المعنوية بحيث لا يستطيع السجناء الذين ينتمون للديانة الإسلامية من ممارسة شعائرهم الدينية، كما لا يوجد مرشد ديني يمكنهم اللجوء إليه لنصحهم إلى طريق الصواب ودعمهم معنوياً، كما يعاني السجناء العرب كغيرهم من قدم مباني السجون المكتظة وسيئة الخدمات، وضيقة المساحة إذ يخصص لكل سجين أربعة أمتار مربعة على الرغم من أن القانون الإيطالي ينص على تسعة أمتار مربعة بحسب تأكيد المحامي فاوستو ميلوزو المحامي المختص بقضايا اللاجئين ومدير منظمة "بوركو روسو"، مضيفاً أن السجون الإيطالية تشتهر باستقبال ما يفوق القدرة الاستيعابية لها، إذ بلغ معدل ازدحام السجون الإيطالية 113.2بالمائة في العام 2017 وفق التقرير المعنون "عودة الازدحام" الصادر عن منظمة حقوق المساجين الإيطالية "أنتيغون" في 30 أفريل الماضي، ما جعلها في المركز الثالث أوروبياً بعد صربيا واليونان، وفي نفس المركز، بعد أوكرانيا وتركيا من حيث عدد المحتجزين بدون أحكام نهائية.

كنزة. ع

 

من نفس القسم الحدث