الحدث

بوحجة يرد على الهجوم الأخير للمغرب

قال بأن ادعاءات الرباط لن تزحزح مواقف الجزائر الثابتة تجاه القضية الصحراوية

ردّ رئيس المجلس الشعبي الوطني، السعيد بوحجة، على تصريحات وزير الشؤون الخارجية المغربي ناصر بوريطة، الهجومية ضد الجزائر، مؤكدا أن ادعاءات المملكة لن تزحزح الموقف الثابت للجزائر من قضية الصحراء الغربية، مبرزا أن هذه الإدعاءات تترجم إخفاق وافتراء المغرب وعجزه عن إقحام الجزائر مباشرة في نزاع فصل بخصوصه مجلس الأمن الدولي.

قال  السعيد بوحجة، أمس في كلمة له خلال اليوم البرلماني الذي نظم بمناسبة إحياء "اليوم العالمي للعيش معا في سلام"، إن المجتمع الدولي تلقى بنوع من الذهول الذي يترجم إخفاق وافتراء المغرب وعجزه عن إقحام الجزائر مباشرة في نزاع فصل بخصوصه مجلس الأمن الدولي"، وذكر نفس المسؤول، بموقف مجلس الأمن الدولي الذي أكد بأن مسألة تقرير المصير ينبغي أن تشكل موضوع مفاوضات مباشرة بنية حسنة وبدون شروط مسبقة تحت إشراف الأمم المتحدة بين المملكة المغربية وجبهة البوليساريو من أجل التوصل إلى حل سياسي عادل ومقبول من الجانبين يضمن تقرير مصير شعب الصحراء الغربية.

وجدد رئيس الغرفة السفلى للبرلمان مواصلة الجزائر كدولة جارة في تقديم دعمها التام لجهود الأمين العام الأممي ومبعوثه الشخصي من أجل تسوية نهائية لقضية الصحراء الغربية طبقا للشرعية الدولية ومبادئ الأمم المتحدة في مجال تصفية الاستعمار، مشيرا إلى أن الجزائر وفاء منها بالتزاماتها الإنسانية، تواصل تعهد اللاجئين الصحراويين بالعون والحماية والإسعاف في انتظار أن تجد هذه المسألة حلا نهائيا لها يمهد السبيل لعودتهم إلى بلدهم الرازح حاليا تحت الاحتلال المغربي.

وأشار المتحدث إلى أنه بالرغم من سنوات الانتظار لاستكمال المسار السلمي الأممي لهذه القضية، فإن الشعب الصحراوي قد أعطى أقوى الصور في الالتزام القانوني والسياسي والجنوح إلى السلم والسعي إلى تحقيق الأمن والاستقرار عبر إيجاد حل لقضيته"، مضيفا بأن هذا المسعى أكسب الشعب الصحراوي تقدير واحترام المجموعة الدولية أمام التعنت المغربي وسلوكاته اللامسؤولة وسياسة الهروب إلى الإمام، بالرغم من الإخفاقات الكبيرة التي مني بها في الكثير من المنابر الإقليمية والدولية.

وحيت الجزائر على لسان السعيد بوحجة، صمود الأشقاء في فلسطين في مواجهة الغطرسة الصهيونية، مؤكدا دعم الجزائر الكامل للحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني الثابتة في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها الأبدية القدس، معتبرا أن ما أقدمت عليه الولايات الأمريكية المتحدة يقوض إمكانية بعث السلام، ويحمل تهديدات خطيرة على سلام وأمن واستقرار المنطقة.

وبعد أن ذكر بكل النزاعات والصراعات البينية والأزمات الداخلية والتهديدات المتربطة بالإرهاب والتطرف العنيف والجريمة المنظمة التي يواجها العالم حاليا لاسيما في إفريقيا نتيجة الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة دعا بوحجة إلى "البحث عن سبل ترقية شروط العيش معا بسلام بتغليب القيم الإنسانية وأساليب الحوار والتعاون والتضامن ومكافحة الطروحات الرافضة للتفاعل الإنساني البناء".

هذه المبادرة - يضيف ذات المتحدث - تعكس الرصيد الوطني القائم على العدالة و الإنصاف وحسن الجوار واحترام الأخر و هي المبادئ المتجذرة في القيم الحضارية والثقافية والدينية للجزائر والسعي الدائم للعيش معا في إخاء وتضامن ووسطية وتسامح ورفض كل أشكال التطرف والكراهية.

و لدى تطرقه إلى المصالحة الوطنية أكد أنها تشكل "نموذجا فلسفيا و إجرائيا للعيش معا بسلام مكن الجزائر من إنهاء مأساتها الوطنية وحقق للشعب ظروف العيش في وئام وعزة وكرامة "، مشيرا إلى أن "عديد الدول استلهمت من تجربة الجزائر بما يخدم أمنها و استقرار ويساهم في تعزيز الأمن والاستقرار في العالم".

و ثمن في ذات السياق الجهود التي قام بها رئيس الجمهورية "لترقية ثقافة السلم والمصالحة وتكريس مبادئ الأخوة الإنسانية وترقية التعاون بين الدول وتكثيف جهود المجتمع الدولي واحترام سيادة الدول وخصوصياتها بعيدا عن الهيمنة بمختلف إشكالها ".

وأعتبر مبادرة الجزائر للعيش معا بسلام "إضافة ايجابية لمختلف المساهمات التي قدمتها للانسانية للعيش في كنف الحرية و الأمن والسلام والتنمية من خلال تكريس حق الشعوب في تقرير المصير الذي يأتي في سياق قيم ومبادئ ثورة نوفمبر المجيدة التي ألهمت الشعوب بالمكافحة من أجل الاستقلال".

وذكر بوحجة في ذات السياق ب "مساهمة الجزائر فعليا في ارساء منطق مناهض للميز العنصري والاضطهاد وذلك بدفاعها عن شعوب جنوب إفريقيا وناميبيا لتتمكن من العيش بكرامة و إنسانية، مضيفا بأنها كانت دوما" مناصرة للحقوق المشروعة للشعبين الفلسطيني و الصحراوي في نضالهما من اجل الحرية والاستقلال".

كما ذكر مساهمة الجزائر في حل عدة نزاعات لاسيما بين إيران والعراق و اثيوبيا مع ارتيريا ومساعدة  الماليين في الوصول لاتفاق من اجل عودة السلام و الأمن في هذه الدولة الجارة إلى جانب قيامها بجهود لمساعدة الليبيين إلى للوصول إلى حل وطني قائم على الحوار السياسي للحفاظ على وحدتها."

من ناحيته أكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية والتعاون والجالية بالمجلس الشعبي الوطني عبد الحميد سي عفيف ان إقرار هذا العالمي يعد تتويجا لمبادرة إنسانية سامية أطلقها شيخ الزاوية العلوية خلد بن تونس و وجدت الحاضنة الأساسية لها لدى المؤسسات الرسمية للدولة بقيادة رئيس الجمهورية.

واعتبر سي عفيف  المصالحة الوطنية الذي بادر بها الرئيس بوتفليقة بمثابة "خطوة نحو طريق المستقبل وتجربة رائدة واضحة وجريئة أرست قواعد لسياسة رشيدة أعادت السلم و الأمن والطمأنينة  للبلاد " .

من جهتهم، اعتبر العديد من المتدخلين من المجتمع المدني والهيئات والمؤسسات المختصة في مجال حقوق الإنسان تجربة الجزائر في السلم والمصالحة بمثابة مرجعية دولية ليس للتصدي لظاهرة الإرهاب فقط بل لتكريس وترسيخ المبادئ الإنسانية والتسامح وتحقيق السلم والأمن والتنمية الاقتصادية والاجتماعية .

إكرام. س

 

من نفس القسم الحدث