الحدث

"الجيش" يؤكد امتلاكه قوة الردع

سيواصل مساعي تطوير ورفع قدراته القتالية

كشفت مجلة الجيش في عددها الأخير أن "عوامل القوة الرادعة أصبحت في متناول الجيش الوطني الشعبي وهو ما تحقق ضمن رؤية متبصرة تبتغي تطوير منظومة الدفاع الوطنية والرفع المتزايد من قدراته القتالية إلى جانب تعزيز الصناعات العسكرية التي فرضت نفسها كخيار استراتيجي يرمي إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي"، كما سلطت الضوء على حصيلة عمليات مكافحة الإرهاب خلال الشهر الماضي، وقالت بأن الجهود التي يبذلها أفراد وحدات الجيش مكنتهم من تحقيق نتائج ايجابية في الميدان، حيث سلم 15 إرهابيا أنفسهم، كما قامت عائلة أحد الإرهابيين والمتكونة من 10 أفراد من تسليم نفسها للسلطات العسكرية، للاستفادة من القوانين السارية والمتضمنة في ميثاق السلم والمصالحة الوطنية.

عادت مجلة "الجيش" التي تعتبر لسان حال المؤسسة العسكرية في الجزائر، في افتتاحية عددها الخاص بشهر ماي الحالي، للحديث عن مقاربة شاملة وبعيدة النظر ووفق استراتيجية ذات طابع عملياتي محض وتوجه ينم عن انشغال دائم بتطوير قوام المعركة لقواتنا المسلحة اهتمت القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي بإعداد مختلف تشكيلات قواتنا المسلحة وتحضيرها وضمان جاهزيتها القصوى، وأشارت إلى أن هذا يمر الهدف عبر تركيز الجهود على محاور أساسية أهمها التحضير القتالي والتكوين والصناعة العسكرية وهو ما يعكسه الحرص الذي ما فتئ يبديه الفريق أحمد قايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي خلال زياراته لمختلف النواحي العسكرية بخصوص التأكيد على ضرورة التقيد الصارم  بتنفيذ برامج التحضير القتالي باعتباره حجر الأساس الذي يقوم عليه التطور  المنشود والجاهزية المطلوبة.

وذكر ذات المصدر أنه "ينسجم مع الإعداد الجيد لمتطلبات إكساب عوامل القوة الرادعة وهو ما أصبح في متناول الجيش الوطني الشعبي، الحريص على أداء مهامه الدستورية النبيلة المنوطة به على أكمل وجه وهو ما يتساوق أيضا مع طموحات شعبنا المشروعة في بلوغ جيشه أعلى درجات القوة ".

واعتبرت ذات المجلة انه "بفضل هذه الرؤية لمتبصرة التي ترمي إلى تطوير منظومة الدفاع الوطنية والرفع المتزايد للقدرة القتالية لمختلف تشكيلات الجيش الوطني الشعبي عرفت هذه الأخيرة قفزة نوعية حيث كان الرهان ينصب أساسا على توفر عنصر بشري مؤهل تأهيلا عاليا وجعله بمثابة استثمار مربح كفيل بإنجاح مسعى تحديث وعصرنة وتطوير الجيش الوطني الشعبي والارتقاء بجاهزيته وهذا لكونه شرطا ضروريا لبلوغ أرقى درجات التحضير القتالي".

وأبرزت ذات المجلة أن "القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي عكفت على إعداد مقاتل متكامل عسكريا وعلميا للقيام بدوره ضمن القوات المسلحة وقت السلم والحرب وذلك ضمن خريطة طريق تبدأ بـ"العناية القصوى بالجانب التكويني من القاعدة إلى أعلى هرم المنظومة التكوينية مثلما كان قد أوضحه الفريق قايد صالح وهو الأمر الذي أثمر على سبيل المثال لا الحصر إعادة بعث مدارس أشبال الأمة ببعديها التاريخي والمستقبلي بمبادرة من رئيس الجمهورية والتي تمثل خزانا بشريا نوعيا".

وفي نفس السياق ذكرت المجلة ان هذه المعادلة التي تضمنت التكامل في التكوين بين الجانبين التعليمي والتأهيلي من جهة والجانب العملي والميداني المنوط ببرنامج التحضير القتالي من جهة أخرى سمحت بتقدم الجيش الوطني الشعبي خطوات جبارة في مجال الإلمام والتحكم في العلوم العسكرية بمختلف تخصصاتها وكذا في شتى المعارف العلمية والتكنولوجية"، من جانب آخر قالت المجلة أن "مواكبة المستجدات في مجال تطوير وتحديث القدرات القتالية فرضت الصناعات العسكرية نفسها كخيار استراتيجي نابع من توجه وطني  يرمي إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي واستحداث مناصب شغل لفائدة الشباب والمساهمة  من ثم في تطوير النسيج الصناعي الوطني".

من جهة أخرى تطرقت الافتتاحية إلى تصريحات الفريق قايد صالح خلال زيارته مؤخرا للقاعدة المركزية للإمداد والتي أكد من خلالها بأن مبدأ الاكتفاء الذاتي في الصناعات العسكرية كان وسيبقى "الدافع الحقيقي والفعلي نحو المزيد من الجهد والمزيد من السعي المثابر من أجل تحقيق هذه الغاية التي تتطلب اعتبار الزيادة المتواصلة لنسب الاندماج بمثابة الحتمية التي تؤمن وتضمن تكامل المسارات التكنولوجية وتجعل منها نموذجا مثاليا في مجال تطوير آليات الصناعات العسكرية وتحديثها"، وأبرزت أن "هذه الانجازات وغيرها لم يكن لها أن تتحقق لولا التضحيات الجسام لقوافل الشهداء ومن بينهم ضحايا حادث تحطم الطائرة العسكرية ببوفاريك يوم 11 أفريل المنصرم  حينما كانوا بصدد الالتحاق بوحداتهم للاضطلاع بمهامهم  النبيلة".

وعادت المجلة بالحديث عن حصيلة عمليات مكافحة الإرهاب خلال شهر أفريل الماضي، وقالت بأن "الجهود التي يبذلها أفراد وحدات الجيش مكنتهم من تحقيق نتائج ايجابية في الميدان، حيث سلم 15 إرهابيا أنفسهم، كما قامت عائلة أحد الإرهابيين والمتكونة من 10 أفراد من تسليم نفسها للسلطات العسكرية، للاستفادة من القوانين السارية والمتضمنة في ميثاق السلم والمصالحة الوطنية"، وتمكنت الوحدات العسكرية خلال ذات الشهر، من القضاء على إرهابيين، فيما سلم 13 إرهابي أنفسهم للجيش، وتم توقيف 8 آخرين، كما أوقفت 4 عناصر للدعم والإسناد، كما دمرت 26 كازمة كانت تستعملها المجموعات الإرهابية، كما أوقفت وحدات الجيش خلال نفس الفترة 120 مهربا و649 مهاجرا غير شرعي و68 تاجر مخدرات وحجزت أزيد من 3308 كلغ من الكيف المعالج.

كما تمّ حجز أسلحة وذخيرة ووسائل أخرى بمختلف النواحي العسكرية ضمت، بندقيتين رشاش من نوع "اف.أم" و21 بندقية آلية من نوع كلاشينكوف، بندقية قناصة، بندقيتين نصف آلية سيمينوف، 4 بنادق تقليدية الصنع، 20 سلاح ناري، مسدس آلي، 37 قنبلة تقليدية الصنع، كما حجزت قوات الجيش، صاروخي هليكوبتر، 10 مقذوفات هاون عيار 81 ملم، 41 قذيفة مضادة للدبابات، 42 مخزون ذخيرة، 3801 طلقة من مختلف العيارات.

وجددت وزارة الدفاع الوطني دعوتها لمن تبقى من إرهابيين في الجبال ولكافة عائلاتهم، للاقتداء بالأفراد الذين سلموا أنفسهم للسلطات العسكرية والعودة لأحضان المجتمع والاستجابة لنداءات عقولهم وضمائرهم قبل فوات الأوان.

كنزة. ع

 

من نفس القسم الحدث