الحدث

المؤتمر الاستثنائي لحمس والنتائج المحسومة

كرسي المرادية يعمق الخلافات بين أبناء مدرسة الراحل نحناح

حمس تحيي آمال صانعي مزفران 1 وعمارة بن يونس مفاجأة المؤتمرين 

 

اغتنم عبد الرزاق مقري فرصة انعقاد المؤتمر السابع الاستثنائي لحمس منذ الخميس الماضي والذي سيختتم اليوم، لتوجيه أعيرة نارية ثقيلة اتجاه غريمه أبو جرة سلطاني وخاطبه مباشرة على أن الحركة لن تخضع لرغبات ونزوات شخصية لتقلد الحقائب الوزارية وقال   "إننا نشهد الله ونشهد الجزائريين بأن مطلبنا للتوافق الوطني لا علاقة به برغبات شخصية أو حزبية لتقلد الوزارات والمناصب كم يدعي البعض، فلو أن ذلك حقيقة لقبلنا دخول الحكومة بعد الانتخابات التشريعية حين عُرض علينا ذلك".

وحسب عبد الرزاق مقري الذي كان يتحدث وهو يقابل أبو جرة سلطاني وعبد المجيد مناصرة، فإن "الهدف من التوافق الوطني هو حماية حكومة وطنية ستكون مهمتها صعبة لتحقيق الأمان ثم الإقلاع الاقتصادي" وفي موقع آخر قال: "اسمحوا لي أيها المؤتمرون والمؤتمرات، أن أصرح باسمكم بأن حركة مجمع السلم مستعدة للمساهمة في بناء التوافق الوطني، حين يكون لهذه المقاصد وهذه الأهداف وعلى هذه الأصول، وإنها مستعدة بكل قيادتها المركزية والمحلية أن تجعل الطموح الحزبي والشخصي تحت الأرجل".

وعكس الخيار الذي يحبذه سلطاني بالعودة للحكومة، فإن مقري أكد أن ذلك يجب أن يكون في صورة الحركة المنتصرة وفقط، وقال "إني أعدكم إن تحققوا نتيجة انتخابية تجعلكم في الصدارة في الانتخابات التشريعية في 2022، تعودون من خلالها إلى الحكومة معززين مكرمين تتوفر لكم فيها الشروط لتكونوا في الحكم في إطار الشراكة مثلما كنتم تدعون إليه، وليس في الحكومة فقد للمشهدية والتزيين"، كما  دافع مقري على مكانة الحركة حيثُ  شدد على أنها "أضحت محرّك أساسي في عجلة السياسة الوطنيّة، وعرّج بصورة سريعة على ما حققته الحركة خلال الخمس سنوات الماضية من برامجها ورؤاها التي انبثقت عن المؤتمر الخامس"، وفجرت كلمات مقري القاعة خاصة تلك المضادة للسلطة والتي كان يدلي بها  وسط هتافات لأنصاره أعطى الإشارة بأنه الرابح الأكبر من هذا المؤتمر الذي توجه رئيسا لحمس لولاية جديدة.

وصادق المؤتمرون خلال الجلسة الأولى من فعاليّات المؤتمر السابع لحركة مجتمع السلم، على النظام الدّاخلي للمؤتمر وكذا البرنامج إضافة إلى مكتب المؤتمر وذلك برئاسة الأستاذ أبو بكر قدّودة رئيس اللجنة التنظيميّة للمؤتمر.

وكان للطّبقة السياسيّة نصيبها من المداخلات، ممثّلة برؤساء الأحزاب السياسية الحاضرة والتي كانت أغلبها من المعارضة، التي صنعت "مزفران1 (أكبر تجمع للمعارضة بعد رئاسيات 2014)، كحضور بن بيتور أحمد أحد صانعي ذلك الحدث فيما اقتصر حضور أحزاب الموالاة على عمارة بن يونس رئيس الجبهة الجزائرية الشعبية في مفاجأة المؤتمر نظرا لعداوته الشديدة التي لا يخفيها للتيار الإسلامي.

في حين عبر رئيس حزب العدالة والتنمية الشيخ عبد الله جاب الله عن تفاؤله بهذا المؤتمر وما سيترتّب عنه من برامج ومشاريع، تلتها كلمة رئيس حزب طلائع الحريّات علي بن فليس، الذي أكّد من خلالها أنه لا مخرج من الأزمة السياسية والاقتصاديّة إلا بممارسة المواطنة الكاملة وبناء الشرعيّة، وهذا لن يكون ممكنًا إلاّ في ظل توافق سياسي وطني يضمّ كامل الأحزاب والتوجهات السياسيّة والحكومة.

فيما صرح عبد القادر بن قرينة ممثّلاً عن حزب البناء الوطني أنّنا لا نستطيع وحدنا أحزابًا كنّا وعائلات النهضة بالوطن، وأشاد أن التنافس اليوم هو تنافس بناء وعمل ليس تنافس كراسي ومناصب، وأنّ أبناء حركة البناء هم أبناء حركة مجتمع السلم لكنهم ليسوا فيهم، وكذا أبناء حركة حمس هم أبناء حركة البناء لكنهم ليسوا فيهم.

بينما كان للطاهر بن بعيبش نظرةٌ أخرى، إذ قال: "أنّنا كدولة جزائريّة نعاني من جفاف سياسي، فحتى المعارضة اليوم صارت لا تملك كلمة تقولها للسلطة... المعارضة صار حوارها واضح فليس لديها شيء تخفيه تحت الطاولة، وأنّنا اليوم في حاجة إلى مناضلين لا إلى سياسيّين".

ومن جهته عبّر محمد ذويبي رئيس حركة النهضة في كلمته على أنّ تطبيق الديمقراطيّة في مؤسسات الدولة يبدأ أساسًا من الأحزاب السياسيّة بتطبيق القدوة في العمل الديمقراطي.

وجاءت كلمات كلّ من عمارة بن يونس رئيس الأمبيا، مفاجئة عندما قال حرفيا "أقل مايقال عني أني لست إسلاميا"، فيما شدد فلالي غوييني في نفس السياق تقريبًا، الذي يدعو الدّولة إلى إشراك كافّة الأطراف للمساهمة في الخروج من الأزمة بطريقة ديمقراطيّة.

هني. ع

 

من نفس القسم الحدث