الوطن
هكذا تورط إطارات قطاع التربية في تهديم المدرسة الجزائرية
دورهم اقتصر على تنفيذ التعليمات وفشلوا في تقديم بحوث مفيدة للقطاع
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 28 أفريل 2018
أكد تقرير تربوي أن قطاع التربية في بلادنا جعل الجميع، انطلاقا من مدير المؤسسة التربوية حتى المدراء المركزيين في الوزارة إلى إداريين يعملون على تنفيذ التعليمات وإنجاز الإحصائيات، بعيدين كل البعد عما هو دورهم الأساسي الذي يتمثل خصيصا في التربية والبيداغوجيا والبحث عن سبل ترقية المدرسة لجعلها تتماشى مع العصر.
وحسب التقرير الذي أعده النقابي نبيل فرقنيس، فإن إطارات التربية بعيدة كل البعد عن تقديم بحوث عن أسباب فشل أو إخفاق المدرسة وإخراجها إلى بر الأمان حتى أصبح الكل ينتظر التعليمات الأفقية والتوجيهات والتوصيات التي تقدم في مختلف الاجتماعات الفولكلورية، التقليدية".
يأتي هذا فيما يجب أن يكون قطاع التربية، حسب صاحب التقرير، منتجا للكفاءات، وأن يقدم الحلول لمختلف العلات التي تنخر المجتمع، وذلك عن طريق تشجيع البحث في الميدان التربوي، وتقديم الحلول للوضع الذي تعيشه المدرسة اليوم من تدني النتائج وتفشي المخدرات، العنف المدرسي".
وتساءل نبيل فرقنيس "هل يجب أن يقتصر التسيير على تنفيذ وتطبيق التعليمات وإنجاز الإحصائيات، لقد تحول الجميع أو عملنا على تحويل الكل إلى إداريين مثلما هو الشأن في البلدية أو الولاية أو إدارة أخرى"؟ مستفهما: "أليس مدير التربية أول بيداغوجي على مستوى الولاية، هل مدير التربية تفرغ حقيقة إلى هذا الدور، ألا يجب على المفتشين بمختلف أصنافهم تقديم حلول للإشكاليات البيداغوجية التي تتخبط فيها المدرسة؟
وحسب ذات المصدر، فإن قطاع التربية لن يخرج من هذا المأزق طالما لم نشجع على البحث التربوي، على تقديم أطروحات تخص القطاع لا يقوم بها الاختصاصيون فقط وإنما رجل الميدان الذي يعيش واقع المدرسة، هموم الميدان، ولن يتأتى ذلك إلا بتشجيع المبادرات وتحريرها، هذا ما يجب أن يكون".
وبناء على ذلك اقترح فرقنيس إعادة هيكلة القطاع، وإعادة النظر في اختيار الإطارات، وهو ما قال أنه "أمر ضروري إذا أردنا تغيير عقلية التسيير على كل مستويات القطاع، علما أنها ورشة صعبة، ولكن نتائجها دون شك تعيد القطاع إلى مهامه الأصلية، ألا وهي إنتاج الكفاءات التي هي في أمس الحاجة إليها، ولذا على الوزارة فتح وخلق ورشات لإعادة رسكلة هذا القطاع، خاصة وأن قطاع التربية له أهمية في حياة البلاد وفي تكوين الأجيال، فهو مفخرة الأمم المتقدمة، فهو منتج للكفاءات الوطنية التي ترفع من قيمة الأمم".
وحذر في المقابل من توظيف أغلب إطارات القطاع من المصالح إلى المسيرين، بشكل خاص الذين تدحرجوا في الدرجات وفي مقاليد المسؤولية، إما عن طريق الموالاة أو عن طريق المحاباة وأحيانا عن طريق القرابة، حتى شكلت أوليڨارشيات في مختلف المصالح والمراكز، حسب ذات المصدر، مؤكدا أنه حان الأوان لإعادة النظر في طريقة اختيار الإطارات للمساهمة حقا في تطوير المنظومة التربوية.
سعيد. ح