الحدث

لعلالي: المجتمع الدولي مطالب بالتنسيق أكثر من أجل وقف انتشار ظاهرة الإرهاب

في وقت يشهد فيه العالم ارتفاها متزايدا للتهديدات الإرهابية والتطرف

أكد المدير المساعد لمركز الدراسات والأبحاث حول الإرهاب (كايارت)، منير ادريس لعلالي، انه بالرغم من التقدم المحرز في إطار مكافحة الإرهاب خلال العقدين المنصرمين على المستوى الإقليمي والدولي فان هذا التهديد لازال قائما ويستدعي اليوم تكثيف وتنسيق الجهود الإقليمية والدولية من أجل التصدي للظاهرة.

منير ادريس لعلالي وفي كلمة له بمناسبة افتتاح أشغال اجتماع رفيع المستوى حول "مكافحة تمويل الارهاب في افريقيا" أمس بالعاصمة، قال أن اختيار موضوع الاجتماع وفترة انعقاده تعتبر "سانحة جد مواتية لأنه يأتي في الوقت الذي يجري فيه تذكيرنا يوميا بتهديد الإرهاب والتطرف العنيف على الحريات الفردية الفردية والجماعية والسلم والأمن والاستقرار والتنمية"، وسيعكف المشاركون على مدى يومين من الأشغال، التي تشهد مشاركة ممثلين من خمس دول أعضاء بمجلس الأمن الدولي ومن كندا، على بحث التحديات الحقيقية في مجال مكافحة تمويل الإرهاب إضافة الى مواضيع راهنة عديدة في إفريقيا مثل تجفيف مصادر التطرف العنيف والإرهاب والعلاقة بين المتاجرة بالمخدرات والأسلحة والبشر بظاهرة الإرهاب.

وأوضح المتحدث في هذا السياق أن ظاهرة الإرهاب تعرف اليوم "انتشارا وتناميا كبيرا وتوسعا جغرافيا في افريقيا"، حيث باتت تستهدف مناطق كانت تعتبر في وقت مضى "آمنة" وهو الامر المرشح للارتفاع في السنوات المقبلة في الوقت الذي تسعى فيه دول القارة إلى وضع حد لهذا التهديد لا سيما فيما تعلق بعودة العناصر الإرهابية الاجنبية المسلحة.

كما أكد المتدخل أن هذه المجموعات الارهابية "لا تكتفي باحتلال الأمكنة وإدارتها وإخضاع السكان إلى قوانينهم البربرية، بل أظهرت قدرتها الكبيرة في إزعاج وزعزعة استقرار هذه الدول وحتى المنطقة ككل".

وإذ اعتبر ممثل مركز كايارت، أن اجتماع اليوم يعد سانحة من أجل "بحث ومناقشة مخاوفنا ومراجعة وتحسين الاستراتيجيات القائمة وأساليب العمل وتعزيز التعاون قصد التصدي للإرهاب ومكافحته لا سيما المسألة الشائكة المتعلقة بالتمويل وجعل شروط العمل المشتركة أكثر تنسيقا ودقة".

وأبرز الخبير المسؤول في مركز الدراسات والابحاث حول الارهاب، أن هناك "ارتباطا كبيرا" بين الإرهاب والتطرف العنيف من جهة، والجريمة المنظمة العابرة للقارات لا سيما المتاجرة بالمخدرات والبشر إلى جانب تبييض الأموال والمتاجرة غير شرعية بالأسلحة والمرتزقة من جهة اخرى، الأمر الذي جعل من الوضع "أكثر تعقيدا وأضحى يهدد السلام والامن والاستقرار والتنمية".

وعليه أضاف نفس الخبير فإن أشغال اجتماع الجزائر الرفيع المستوى سينصب حول دراسة "المتاجرة بالمخدرات والاختطاف مقابل تقديم فدية والاستغلال غير الشرعي للموارد الطبيعية وكذا الابتزاز والقرصنة البحرية، إلى جانب جرائم الانترنيت والتزييف والاحتلال الاقليمي"، التي اعتبرها المتحدث "موارد تمويل لا يستهان بها للإرهاب، تقوي بالتالي قدرتهم على امتلاك أسلحة متطورة وتوظيف عناصر جديدة وتوسيع شبكة الدعم مع توسيع المجال العملياتي".

وبالتالي، فإن الجماعات الإرهابية يضيف المتحدث، "تمكنت من تكييف خطط عملياتهم مع البيئة الأمنية والاجراءات المتاحة في المنطقة"، مشيرا إلى أن "قدراتهم على التكيف والمرونة التي يتمتعون بها تمكنهم من العمل في مجموعات ومجموعات فرعية وشبه مستقلة وتتمتع باستقلالية مادية".

وشدد نفس الخبير الامني أن هذه الوضعية تلزم دول العالم بضرورة "تكييف أساليب عملها وقدراتها وتقنياتها بشكل يمكنها من متابعة هاته الجماعات الارهابية التي يصعب التحكم فيها"، مبرزا أن "طبيعة التهديد الارهابي العابر للقارات والعابر للإقليم وللحدود يتطلب منا تكثيف التعاون والتنسيق الدولي، لاسيما وأنه لا يوجد بلد يستطيع ان يواجه لوحدة الوقاية ومحاربة الارهاب والتطرف العنيف".

وبالمناسبة، نوه لعلالي بالجهود التي ما فتئت الجزائر تبذلها في مجال التصدي للإرهاب ومكافحته وتوطيد دعائم السلم والأمن في القارة السمراء، مبرزا أن" الدور الريادي" الذي تضطلع به الجزائر كان السبب وراء اختيارها لاستضافة مقر كل من "المركز الافريقي للدراسات والابحاث حول الارهاب" و"الافريبول" اللذان يعدان الوكالتان القاريتان الرائدتان في مجال الوقاية من الإرهاب والجريمة العابرة للحدود ومكافحتها. ولهذا الغرض واعترافا بحكمته وكفاءته تم تعيين رئيس عبد الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، من قبل نظرائه الافارقة كـ"منسق لمنع التطرف العنيف ومكافحة الارهاب في افريقيا".

كنزة. ع

 

من نفس القسم الحدث