الحدث

تعديل حكومي لم ينهي حالة الترقب والانتظار !!

صاحبته ردود فعل سياسية غير مرحبة ورأي عام ينتظر

لم يهدأ النقاش في الصالونات السياسية حول جدوى التعديل الجزائي للحكومة والذي مس أربع حقائب وزارية في حين استثنى القطاعات التي تعرف حراك واسع وأثرت على المشهد العام في البلاد وإذا كان البعض يرجع هذا التغير إلى رغبة الرئاسة في انهاء حالة الانتظار المجتمعي والمؤسسي التي تعرفها الساحة الوطنية منذ بروز مؤشرات على الاستغناء على خدمات الوزير الأول أحمد أويحيى وسكوت هذا الأخير الذي أرجعه البعض إلى انه فهم الرسالة وقلل من الظهور بل حتى من العمل وأصبحت أوقات دوامه قليلة في قصر الدكتور سعدان، وقالت مصادر مطلعة أن التنسيق بين مختلف الوزرات أصبح في حدوده الدنيا كل هذا الحالة من التوقف التي عرفتها البلاد كل لا بد من اجراء هذا التعديل الجزائي حتى تتمكن عجلة الحكومة أن تسير ولو بشكل بطيء.

أوضح التعديل الجزئي الذي طرأ على حكومة الوزير الأول أحمد أويحيى الأولى أن الأسماء التي عوضت الوزراء السابقين لا علاقة لهم بالوزير الأول ولا حتى بحزبه وأن التوجه العام هو تمكين الولاة من مناصب الوزارة وهو ما سيدفع بحزب الإدارة الأول إلى أن يعمل وفق مقتضيات ومتطلبات الوصول إلى هذه المناصب بعيدا عن الإنجاز والمساهمة في التنمية المحلية وحتى منطق حياد الإدارة وأن البلد لازالت بعيدة عن الحكومات السياسية رغم الخطاب السياسي الرسمي الذي يزعم الإصلاح والتحول الديمقراطي.

ويقول مراقبون: "أن حالة الترقب ليست ذات صلة بالتعديل الحكومي بقدر ما هي مرتبطة برهانات الرئاسيات القادمة وحالة التخبط التي يعرفه محيط الرئيس على غرار تصريحات ولد عباس حول العهدة الخامسة ثم الاستمرارية وغيرها من المواقف المتناقضة وهو ما ستدعى حالة طوارئ في الاستنجاد بشخصيات أخرى قد يكون لها وزن في تسيير مرحلة الاعداد للانتخابات وتتحدث أوساط عن إمكانية عودة الوزير الأول السابق عبد المجيد تبون إلى موقع متقدم كما أن الاتصالات لم تنقطع مع بلخادم وأسماء أخرى ترى الرئاسة أن لها أهمية في تجديد الخطاب والثقة أيضا في الخيارات المستقبلية".

ورغم أن الطريقة التي أبعدت بها هذه الأسماء من مناصبها كانت مهينة إلا أنهم التزموا الانضباط ولم ينخرطوا في أي مسعى ضدّ الرئاسة والرئيس بل عملوا على التمسك بخطه السياسي والدفاع عن إنجازاته ورغم كل محاولات التشويه وقطع الطريق أمام هذه الشخصيات والصاق تهمة "الطموح لمنصب الرئاسة" من منافسيهم والمقربين من المرادية إلا أنهم عرفوا طريقة إدارة المعركة مع أصدقاء الولاء وأعداء المناصب.

وإذا كان البعض يتوقع أن يعود تبون للرئاسة فالمنصب الأكثر تلاءما مع بلخادم هو قيادة الأفلان من جديد بعد أن أصبحت قناعة من خصومه في الحزب قبل أصدقائه أنه الأقل ضررا إن لم يكن الأكثر نفعا للحزب في هذه المرحلة التنافسية التي ستعرفها البلاد خلال هذه الاشهر.

ولم تلقى التعديلات التي حدثت أي ترحيب من الطبقة السياسية فباستثناء التصريحات الخجولة التي تعتبر أن هذا اختصاص دستوري للرئيس ذهبت أغلب ردود الفعل إلى أن التعديلات جزئية وشكلية ولم تقدم الإضافة المطلوبة لا سياسيا ولا تقنيا أيضا إن لم تكن هي بحاجة إلى تصحيح آخر مستقبلي.

وعلى المستوى الشعبي ومن خلال منصات التواصل الاجتماعي لم يلقى لتعديل الحكومي كثير من الاهتمام وتواصلت اهتمامات المواطنين إلى أولويات الجزائريين على غرار ارتفاع الأسعار وإضرابات الأطباء وواقع المدرسة الجزائرية بل حتى أن تهديدات المغرب المتتالية لم تلقى اهتماما كبير لدى الجزائريين.

خالد. ش

 

من نفس القسم الحدث