الوطن

"الدلاع والبطيخ" في الأسواق شهر جانفي بفضل الزراعة في الجنوب...

توسيع إنتاج الفواكه غير الموسمية سيحقق قفزة نوعية في الوفرة وانخفاضا في الأسعار

أكلي موسوني: التنوع المناخي يتيح للجزائر إنتاج بعض الخضر والفواكه طيلة السنة

 

وسّعت بعض الولايات الجنوبية تجربة البيوت البلاستيكية لإنتاج الخضر غير الموسمية، لتشمل حتى الفواكه، حيث بدأت هذه الولايات تزود السوق الوطنية بفواكه في غير موسمها، على غرار البطيخ الأحمر والأصفر، الذي بات متوفرا في شهر جانفي، وهي التجربة التي إن تم تعميمها ستكون لها آثار جد إيجابية على الوفرة في الأسواق وحتى على الأسعار.

وقد كان من المستحيل، في وقت سابق، أن تجد في الأسواق الوطنية منتجات فواكه في غير موسمها غير تلك التي كانت تستورد، والتي تعد أغلبها فاكهة استوائية لا تتم زراعتها في الجزائر أصلا، غير أنه وفي السنوات الأخيرة بات عدد من الولايات الجنوبية الرائدة في مجال الزراعة، على غرار الوادي وبسكرة، تمون السوق الوطنية بكميات من الفواكه في غير موسمها، على غرار البطيخ الأحمر والأصفر وكذا الإجاص. ورغم أن هذه الفواكه تباع بأثمان مرتفعة بما أنها غير موسمية وكميتها لا تضاهي وفرة الفواكه الموسمية، غير أن تعميم وتوسيع التجربة ومساعدة المستثمرين على الإنتاج أكثر في هذا المجال قد يحقق قفزة نوعية فيما يخص الوفرة والأسعار، وحتى التصدير إلى بلدان أخرى في المستقبل.

 

أكلي موسوني: التنوع المناخي يتيح للجزائر إنتاج بعض الخضر والفواكه طيلة السنة

 

وفي هذا الصدد، أكد الخبير الزراعي، أكلي موسوني، أمس، لـ"الرائد"، أن الجزائر من البلدان القلائل التي يمكنها إنتاج الخضر وبعض الفواكه طيلة سنة كاملة بفضل تنوعها المناخي، مشيرا أن ولايات على غرار بسكرة والوادي استطاعتا أن تكونا من بين أهم الولايات المنتجة للخضر والفواكه تحت البيوت المحمية، حيث تحتل بسكرة، يضيف موسوني، المرتبة الأولى وطنيا في هذا المجال بمساحة إجمالية تفوق 5 آلاف هكتار من البيوت البلاستيكية.

وقال ذات الخبير أن التطور الكبير الذي عرفته الزراعات المحمية من خلال اعتماد البيوت المحمية متعددة القبب والتقنيات الجديدة التي كانت لها نتائج إيجابية، جعلت الفلاحين يفكرون في تعميم التجربة لبعض أنواع الفواكه التي كانت، في وقت سابق، تستورد في غير موسمها وتباع في السوق الوطنية بأسعار خيالية. وأشار موسوني أنه رغم أن التجربة في بداياتها والمساحات المزروعة ليست بالحجم الكبير، إلا أنها تشجع باقي الفلاحين، إن توفرت الإمكانيات، على الاستثمار، كون الأنواع المزروعة يزداد الطلب عليها باعتبارها غير موسمية، وأسعارها تكون أضمن من أسعار البطاطا التي لا تؤتمن في الصيف بين الركود والغلاء على حسب منتوج الشمال، على عكس هذه المواد الفلاحية المطلوبة في غير موسمها. وعن النشاط الفلاحي في البيوت البلاستيكية وعدم نجاح التجارب السابقة في عدد من الولايات، ومنه الاعتماد السابق على الاستيراد في جلب المنتجات غير الموسمية، قال موسوني أن التجارب السابقة فشلت بسبب عدم توفر بعض العوامل، منها نقص تجربة أغلب الفلاحين الذين يعدون حديثي التجربة بهذا النوع من الزراعات، والذي يتطلب جهدا كبيرا وعناية مستمرة ودراية تامة بأهم الأمراض والحشرات التي تصيب المحاصيل داخل البيوت البلاستيكية، إضافة إلى أن هذه البيوت كانت مصممة بطريقة غير علمية كنقص التهوية والإضاءة مثلا، مضيفا أن التقنية تطورت وتطور معها تحكم ومعرفة الفلاح بهذه الزراعة، تبعا للتطور الكبير المسجل في الزراعات المحمية بالعالم والانتقال إلى التوسع في الاستثمار في البيوت الفلاحية متعددة القبب، التي تضاعف الإنتاج على الأقل بخمس مرات في نفس المساحة مقارنة بالبيوت البلاستيكية القديمة، مضيفا أنه على الدولة دعم هذه الزراعة التي تضمن وفرة في المنتجات في غير موسمها واستقرار أكبر في الأسعار.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن