الحدث

حضور رسمي وشعبي في تجمعات التضامن مع القدس

كانت العاصمة وأغلب المدن الجزائرية مسرحا لها

بلخادم: "التضامن أقل شيء نقدمه لفلسطين"

 

كانت الجزائر العاصمة وأغلب المدن الجزائرية يوم أمس على موعد مع تسجيل موقف داعم للقدس وللقضية الفلسطينية من خلال تجمعات تضامن شهدت مشاركة الآلاف من الجزائريين سياسيين ومنضمان المجتمع المدني ومواطنين إضافة إلى بعض ولاة الجمهورية والنواب وشيوخ البرلمان، أين أبدى هؤلاء من خلال هذه الوقفة تضامنهم مع القدس ورفضهم لقرار ترامب الاعتراف بها كعاصمة للكيان الصهيوني، ورفعت الجموع الذين شاركوا في هذه الوقفات التي كانت داخل القاعات في أغلبها على قرار المركب الرياضي محمد بوضياف بالعاصمة وملعب مصطفى تشاكر بالبليدة العلم الفلسطيني جنبا إلى جنب مع العلم الجزائري ، فيما صدحت القاعة بهتافات النصرة للقضية الفلسطينية والأناشيد الثورية.

هذه الوقفات التضامينة التي رخصت لها السلطة من خلال مصالح الوزير الأول أحمد أويحيى وجرت بأغلب المدن الجزائرية بما فيها الجزائر العاصمة، التي حازت على رخصة من قبل ذات المصالح لتسجيل هذا الموقف على اعتبار أنه يمنع تنظيم وقفات ومسيرات فيها، حيث وضعت السلطات العمومية القاعة البيضوية تحت تصرف هيئات المجتمع المدني والمواطنين لنصرة الأقصى، وأشرفت مصالح عبد القادر زوخ على تنظيمها شأنها شأن باقي الولايات حيث أسند مهمة التأطير للولاية بتنسيق مع فعاليات المجتمع المدني، وغصت منذ الساعات الأولى لصباح أمس الشوارع الرئيسية سواء بالجزائر العاصمة أو المدن الأخرى بالحافلات المزدانة بالأعلام الجزائرية والفلسطينية، التي كانت تنقل الوفود المشاركين إلى القاعات المخصصة للتجمعات، حيث كانت فرصة لتأكيد توافق الموقف الرسمي مع الموقف الشعبي الذي طالما عبر عن دعمه المطلق للقضية الفلسطينية.

 

إجماع سياسي

 

شارك في وقفة الجزائر العاصمة التي كانت محور الحديث بالنظر لحجم المشاركين في اللقاء قبلة للنواب وأعضاء مجلس الأمة ورؤساء تنظيمات المجتمع المدني وحتى السياسيين في حين كان التمثيل الحزبي الغائب أبرز ما ميز اللقاء فباستثناء مشاركة ممثلين عن حزبي السلطة الأفلان والأرندي في غياب الأمناء العامون شارك في اللقاء حركة البناء الوطني فيما غابت قيادات ونواب حركة مجتمع السلم وباقي التشكيلات الحزبية الأخرى التي طالما كانت تستغل قضية فلسطين للخروج إلى الشارع وتنظيم وقفات ومسيرات أمام مقراتها الحزبية وكان لافتا هذا الغياب وسط الحضور الرسمي الذين استغربوا غياب نواب الجزائر العاصمة عن هذا الحدث ومن مختلف التشكيلات الحزبية.

هذا ورفع في القاعات التي خصصت للتضامن مع القدس، الأعلام والرايات الفلسطينية وصور الزعماء الفلسطينيين وشعارات المقاومة وصور القدس، فيما رددت أناشيد وطنية وشعارات تتضمن رفضا قاطعا لقرار الرئيس ترامب بشأن القدس.

وحضرت الأناشيد الثورية الفلسطينية بـ "قوة" على غرار "فلسطين داري" و"وين الملايين" و"منتصب القامة أمشي" فيما دوت "فلسطين الشهداء"... الأغنية الشعبية التي يؤديها شباب الجزائر دائما وأبدا في الملاعب أرجاء القاعة وتفاعل معها الوفد الفلسطيني.

 

تجمعات شعبية بوسط البلاد تضامنا مع الشعب الفلسطيني

 

نفس الأجواء شهدتها ولاية المدية حيث شارك حوالي ألف شخص معظمهم من الطلبة في تجمع نظم بالمركب المتعدد الرياضات امام لياس بحضور أئمة وممثلي الحركة الجمعوية المحلية، وفي هذا الصدد احتضنت قاعة حسين شعلان التابعة للمركب الرياضي "مصطفى تشاكر" بالبليدة تجمعا شعبيا حضره أزيد من 3000 شخص من مواطنين وجمعيات وسلطات وعدد من أعضاء الجالية الفلسطينية بالجزائر رافعين شعارات لنصرة فلسطين ظالمة أو مظلومة.

وتم خلال هذه التظاهرة التي حملت شعار "البليدة تنتفض لفلسطين" تقديم أناشيد وأغاني وطنية حول نصرة الأقصى كما تدخلت العديد من الشخصيات الحاضرة على غرار الامام والخطيب الشيخ علي زنادرة ورئيس جمعية "كافل اليتيم" علي شعواطي ورئيس جمعية الجوالة ومكتشفي الاطلس البليدي محمد ميسوم وغيرهم.

وبولاية الجلفة احتضنت جامعة "زيان عاشور" تجمعا حاشدا للمواطنين من مختلف الشرائح (ممثلي فعاليات سياسية ومجتمع مدني) وكذلك السلطات المحلية تم فيه رفع الراية الوطنية إلى جانب راية فلسطين للتنديد بالقرار التعسفي الأخير وسط هتافات تساند الشعب الفلسطيني في قضيته.

وبتيبازة نظمت فعاليات المجتمع المدني والطبقة السياسية المحلية تجمعا شعبيا "ضخما" بالقاعة المتعددة الرياضات للمدينة بمشاركة وفد من دولة فلسطين تتقدمهم حرم سفير فلسطين بالجزائر منار عيسى لؤي إلى جانب السلطات المحلية على رأسهم الوالي موسى غلاي للتعبير عن الموقف الرسمي للجزائر.

ولم تعرف القاعة المتعددة الرياضات بالمدينة على مر مختلف النشاطات التي احتضنتهم تجمعا بحجم تظاهرة أمس ما يترجم حساسية وتعلق الشعب الجزائري بالقضية الفلسطينية وحرصهم على الدعم والمساندة المطلقة للأشقاء بالقدس الشريف.

كما شهدت ولاية الشلف هي الأخرى وقفة تضامنية نظمتها السلطات الولائية بالمركز الثقافي الاسلامي وسط المدينة حضرتها مختلف الأحزاب والجمعيات والمنظمات المحلية وكذا عناصر الكشافة الاسلامية فضلا عن السلطات التنفيذية والمواطنين من مختلف أرجاء الولاية، كما تجمع لذات الحدث عشرات الأشخاص بدار الثقافة لبجاية نظم بدعوة من عدة  جمعيات من بينها منظمة أبناء الشهداء والكشافة الإسلامية الجزائرية والاتحاد  الوطني للنساء الجزائريات ومديرية الشؤون الدينية حيث تداولت عدة شخصيات على  التدخل مجمعين على الطابع غير الشرعي والخطير لهذا الإعلان، كما تم سرد المراحل التاريخية لمدينة القدس مع الإشارة إلى مساهمة المغاربة  في بروزه بمشاركة سيدي بومدين الغوث وجمال الدين الافغاني في تحريره في  القرون الوسطى ي الى جانب تلاوة القرآن وقراءة اشعار وأناشيد للتعبير عن  التضامن مع القضية الفلسطينية.

أما بالبويرة فقد شارك حوالي 2.000 شخص في تجمع تضامني حاشد بالقاعة الكبيرة لدار الثقافة "علي زعموم" بحضور السلطات المدنية والعسكرية وممثلي السفارة الفلسطينية بالجزائر، ونفس الأجواء شهدتها ولايات عين الدفلى وبومرداس وكذا تيزي وزو ما ينم عن التضامن الكبير للشعب الجزائري مع القضية الفلسطينية.

 

بلخادم: "التضامن أقل شيء نقدمه لفلسطين"

 

هذا وقال الأمين العام الأسبق للأفلان، عبد العزيز بلخادم، إنّ مشاركته في تجمع القاعة البيضاوية، هي كمشاركة أي مواطن غيور على فلسطين، وأضاف في تصريحات صحفية على هامش الوقفة بالعاصمة أن هذا التجمع هو أقل شيء نستطيع تقديمه لفلسطين لأننا غيورين على القدس والقضية الفلسطينية، مضيفا أن الجزائريين قبل أن تستقل الجزائر كانوا يذهبون على الأقدام ليشاركوا في تحرير فلسطين سنة 1948.

 

مستشار السّفير الفلسطيني يشكر الجزائريين ويوّجه رسالة إلى ترامب

 

من جهته ألقى بشير أبو حطب مستشار السفير الفلسطيني، كلمته في القاعة البيضاوية التي احتضنت الوقفة التضامنية مع القدس المحتلة، وكانت كلمته للشعب الجزائري كالتالي: "أحيي الشعب الجزائري أبناء ديدوش وعميروش هذا المشهد الذي لا نراه إلا في الجزائر، بأجيالها المتتالية شيوخها وابنائها ونسائها وأطفالها، اقتسمتم معنا الرغيف والنزيف والبندقية"، وتابع التحدث يقول: " الفلسطينيين جزء من الجزائريين نشكركم على الوقفة التي ترفضون فيها قرار ترامب"، كما وجه كلمة للرئيس الأمريكي قائلا:" أوجه رسالة للرئيس ترامب، لقد مستتم كرامة الأمة"، أما الرسالة الثانية: "يا بني صهيون ومن وقف إلى جانبهم مهما علوتم في الأرض، فإن علوكم له تدبيرا"، أما الرسالة الثالثة فقال فيها " المتخاذلين عن مساندة فلسطين سيسجل التاريخ بحروف سوداء كل من ترك فلسطين".

إكرام. س

 

من نفس القسم الحدث