الوطن

سوق السيارات يختتم السنة على وقع أزمة عرض وأسعار !!

بعدما كانت هذه الفترة تخصص للتخفيضات والعروض المغرية

لا مخزون سيارات لدى الوكلاء ومصانع التركيب تفرض شروطها على الزبائن 

 

تواصل أسعار السيارات الجديدة وحتى المستعملة وتيرة ارتفاعها، فبالسوق لا وجود لأي مؤشرات انخفاض مع نهاية السنة، وهي الفترة التي كانت قبل 3 سنوات فقط تعرف تخفيضات على أسعار السيارات تصل إلى 20 بالمائة، إلا أن الواقع الذي يعيشه الوكلاء وعجز مصانع التركيب عن تلبية حاجيات السوق الوطنية جعل الأسعار تعرف منحى واحدا وهو الارتفاع.

تأقلم أغلب الجزائريين مع الوضع الجديد لسوق السيارات سواء الجديدة أو المستعملة، فمع غياب مؤشرات انخفاض الأسعار مستقبلا بات الراغبون في اقتناء سيارة مخيرين إما بين القروض الاستهلاكية واقتناء سيارات محلية التركيب بالتقسيط وبفوائد، أو التوجه نحو سوق السيارات المستعملة للاختيار بين سيارات أصبحت تباع بضعف ثمنها وبأسعار فاقت ثمن الشراء في سنة أول سير.

 

لا مخزون سيارات لدى الوكلاء ومصانع التركيب تفرض شروطها!

 

ولا يزال سوق السيارات الجديدة يعاني الأزمة، فهذا الأخير يعرف ندرة كبيرة في كل الماركات والموديلات بسبب إلغاء رخص الاستيراد هذه السنة، وعدم قدرة المصانع المحلية التي تقوم بالتركيب عن تغطية الطلب الوطني، بالإضافة إلى أن هذه الأخيرة أصبحت تتبع سياسة لاقت انتقاد الكثير من الجزائريين، فجل المصانع تجبر الزبائن على المرور عبر القروض واقتناء سياراتها بالتقسيط، في حين ترفض الشراء نقدا بحجة غياب مخزون كاف، بينما ما يثير الاستغراب هو أن سوق السيارات المستعملة يشهد يوميا إعلانات بيع لسيارات جديدة مركبة محليا وبأسعار تفوق أسعار المصانع.

وفيما يتعلق بالأسعار، فإن أسعار السيارات الجديدة المركبة محليا عرفت مؤخرا ارتفاعا ملحوظا على مستوى المصانع، تراوح بين 5 و8 ملايين سنتيم، فالأسعار تبدأ من 150 مليون سنتيم سعر سيارة رونو سامبول دون أي مزايا، حيث يمكن لهذا السعر أن يصل 180 مليون سنتيم بالنسبة للسيارة التي تحتوي على مزايا، أما سيارات سانديرو ستبواي فيبدأ سعرها من 169 مليون سنتيم دون أي مزايا، أما فيما يتعلق بسيارات "كيا" المركبة في الجزائر، فإن سعر كيا بيكانتو الجديدة يبدأ من 189 مليون سنتيم، في حين يبدأ سعر كيا سبورتاج من 435 مليون سنتيم، أما أسعار سيارات فولكسفاكن فهي في غير متناول الجميع، فأسعار سيارة غولف 7 تبدأ من 299 مليون سنتيم، في حين تبدأ أسعار سيارة كادي التجارية من 300 مليون سنتيم، وهي موديلات غير متوفرة لحد الآن على مستوى نقاط البيع التابعة لمصنع فولكسفاغن في الجزائر، بينما متوفرة في السوق الموازية لدى السماسرة وبأسعار تفوق أسعار المصنع بحوالي 20 بالمائة. أما على مستوى الوكلاء فإن الأسعار لا تهم بما أن كل الموديلات وكل الماركات غير متوفرة بسبب عدم استيراد ولا سيارة من طرف هؤلاء طيلة 2017، بينما حل في مكان نقاط البيع التابعة للوكلاء نقاط بيع لسيارات مرقمة بأرقام أجنبية تستورد عن طريق رخصة المجاهدين، غير أن هذه السيارات بالنظر لموديلاتها وأسعارها تعد موجهة لأصحاب الشكارة لا غير، فهي سيارات فخمة أقل سعر لها هو 500 مليون سنتيم.

 

السماسرة يستغلون الفرصة بسوق السيارات المستعملة ويواصلون رفع الأسعار 

 

أما بسوق السيارات المستعملة فإن الأزمة أشد، ليس بسبب نقص العرض وإنما بسبب الأسعار المتداولة، فأغلب السماسرة والمحتكرين لهذه الأسواق استغلوا فرصة المتاعب التي يعيشها الوكلاء من أجل إلهاب أسعار السيارات المستعملة. فبعض ماركات السيارات أصبحت تباع بحوالي ضعف ثمنها، وهناك سيارات بيعت بأكثر من سعرها لدي سنة أول سير، وخير مثال على ذلك أسعار سيارة كيو كيو الصينية التي كان سعرها لا يتعدى الـ 75 مليون سنتيم في 2014 في حين وصل سعر نفس السيارة بنفس السنة حدود الـ 85 مليون سنتيم، وهناك عروض فاقت هذا السعر حسب وضعية السيارة. أما بالنسبة للسيارات المرقمة بسنة 2016 فإن الأسعار فاقت الـ 100 مليون سنتيم، وهو نفس الأمر بنسبة لسيارات "إي 10" و"إيون"، حيث يتراوح سعر هذه السيارات بين 85 مليون سنتيم بالنسبة للمرقمة بسنة 2008 إلى سعر 135 مليون سنتيم بالنسبة للسيارات المرقمة بسنة 2014 و2015. أما فيما يتعلق بأسعار السيارات من علامات كورية، فقد تراوحت أسعار سيارة كيا بيكانتو على سبيل المثال مرقمة بسنة 2010 كسنة أول سير ما بين 110 مليون سنتيم حتى 120 مليون سنتيم، وأحيانا تفوق هذا السعر حسب وضعية السيارة، هذا وتراوحت أسعار سيارة رونو كليو كومبوس مرقمة بسنة 2012 كسنة أول سير ما بين 120 و140 مليون سنتيم.

 

سيارات معطلة و"روفورمي" تباع بأسعار خيالية

 

من جهة أخرى، فإن أسعار السيارات التي تعرضت لحوادث والسيارات المعطلة تأثرت أيضا بأزمة السوق، حيث أصبحت هذه السيارات التي كانت في وقت سابق تباع بأسعار منخفضة جدا وأحيانا لا تجد من يشتريها، تباع بأسعار تفوق المعقول، حيث اطلعنا أمس على عدد من إعلانات بيع لسيارات تعرضت لحوادث معروضة للبيع بأسعار خيالية، على سبيل المثال سيارة 208 بترقيم 2014 كسنة أول سير تعرضت لحادث جعلها محطمة، عرضت للبيع بسعر 80 مليون سنتيم، نفس الشيء بالنسبة لسيارة بيكانتو مرقمة بسنة 2012 تعرضت هي الأخرى لحادث سير خطير جعلها غير صالحة للاستعمال عرضت للبيع بسعر 60 مليون سنتيم.

س. زموش 

 

من نفس القسم الوطن